تمر اليوم الذكرى الـ28 لرحيل الفنانة الكبيرة زينب صدقي، والتي أثرت الحياة الفنية بأعمال عديدة سواء مسرحية أو سينمائية، واشتهرت على مدى مشوارها مع الفن بتقديم دور الأم أو الحماة الطيبة، وغلب على الشخصيات التي جسدتها ادوار السيدة الأرستقراطية.
ولدت ميرفت عثمان صدقي في 15 أبريل عام 1895، وكانت تنتمي لأسرة محافظة، وتعد من أوائل الفتيات المصريات اللاتي عملن بالتمثيل خلال النصف الأول من القرن العشرين، ولم يسبقها بالتمثيل سوى عدد قليل من الفنانات، فهي من أصل تركي ونشأت في منزل عمها بمنطقة "سوق السلاح" بمحافظة القاهرة، ولرفضها الزواج من ابنه اضطرت للهروب من منزله واللجوء إلى الفنانة روز اليوسف التي تعرفت عن طريقها على عالم "المسرح".بدأت التمثيل في المسرح في 1917، وهي في الثانية والعشرين من عمرها، وذلك نظرا لأن أسرتها ذات الأصول التركية كانت محافظة إلى درجة كبيرة، ولكن عشقها للفن جعلها تقدم على التمثيل متحدية الجميع، فكانت أولى خطواتها بعالم المسرح التحاقها بفرقة "عبدالرحمن رشدي" في 1917، حسبما أوضح المؤرخ المسرحي عمرو دوارة، مضيفا أنها انضمت بعد ذلك لبعض الفرق المسرحية الأخرى من أهمها فرق: "أمين عطا الله"، "رمسيس"، "الريحاني"، "فاطمة رشدي"، "اتحاد الممثلين"، "الفرقة القومية".
وفي عام 1926 نالت الجائزة الأولى بتفوق في التمثيل الدرامي في مسابقة أقامتها لجنة تشجيع التمثيل والغناء المسرحي، وتفوقت في المسرحيات الناطقة بالفصحى، عملت في مسرح رمسيس ومسرح الريحاني وفرقة عبد الرحمن رشدي.
ساعدتها ملامح وجهها الطيب أن تؤدى دور الأم، والحماة في أغلب أفلامها، فهي الناظرة الطيبة في فيلم عزيزة، هي الأم المصرية في فيلم بورسعيد، والجارة الطيبة في فيلم البنات والصيف.
قدمت أعمالًا متميزة ونالت شعرة عريضة بفضل اجتهادها وحبها للتمثيل، حتى ولو كانت معظم أدوارها هى دور الأم أو الحماة الطيبة، ومن أشهر أعمالها "إسكندرية ليه" و"صغيرة على الحب" و"الراهبة" و"موعد في البرج" و"مصطفى كامل" و"ست البيت" و"نادية" و"فتاة من فلسطين" و"معروف الإسكافى" و"الأحدب" و"النائب العام".