بعد نجاح الجهود المصرية في وقف إطلاق النار في غزة ومساعي التوصل للتهدئة ومبادرة الرئيس السيسي لإعمار القطاع، لا تزال الأصوات المنددة بالاحتلال في كل مكان وتتوالى المنصات الإلكترونية في فضح العدوان الغاشم بينما بدأ العديد من المهتمين بالقضية نشر رؤيتهم واستنكارهم الشديد وانضمت إليهم المؤسسات الدينية رافضة بشدة واقع الاحتلال الإسرائيلي.
"البوابة" ترصد حالة الرفض الشديدة والتي تظهر أن الأديان الثلاثة مجتمعة اليهودية والمسيحية والإسلام ترفض الإرهاب وسفك دم الأبرياء خاصة أن نصوص دينية واضحة في كتاب التوراة ترفض إراقة الدم وتفضح ما تنادي به الصهيونية وتتصدرها الوصية السادسة "لا تقتل".
بينما تأتي آيات الإنجيل لترسخ للسلام عيشُوا بِالسَّلاَمِ، وَإِلهُ الْمَحَبَّةِ وَالسَّلاَمِ سَيَكُونُ مَعَكُمْ" (رسالة بولس).
وتأتي آيات القرآن الكريم واضحة "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان".
وقال المفكر كمال زاخر حين اندلعت المواجهات بين إسرائيل وسكان غزة بادرت الكائس المصرية برفض المواجهات الدامية ومناشدة الأطراف المتصادمة بحق دماء الأبرياء من المواطنين العزل، ولم تكن هذه المبادرات والنداءات نتيجة تعاطف إنسانى وحسب بل قبل هذا هو موقف إيمانى نابع من المبادئ الأساسية للمسيحية التى تتقدمها قيمة السلام حتى أن المسيح لقب في الإنجيل بملك السلام، وكانت كلمته لتلاميذه سلامى اترك لكم سلامى أعطيكم، فضلًا عن إيمان الكنائس المصرية بالحقوق التاريخية للشعب الفلسطينى، وحقه في استرداد ارضه التى احتلتها إسرائيل على مراحل منذ حرب 48 و67، وقد أعلنت هذا بامتداد عقود الاحتلال، في بتعاقب الباباوات؛ الأنبا كيرلس والأنبا شنودة والأنبا تواضروس.
ويظل حل الدولتين هو الحل الأمثل وفيهما تصبح القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، بحسب إجماع دول العالم.
لكن علينا الانتباه أن الخطر الذى يتهدد المنطقة وكل محاولات الوصول إلى سلام دائم وعادل هو تديين الصراع، ليتحول إلى صراع إسلامى يهودى، وليس صراع بين شعب يبحث عن حقه في الأرض.
وفى المقابل لا تتوقف إسرائيل عن التأكيد على يهودية الدولة بشكل سافر لنجد أنفسنا أمام صراع دينى يقوده صقور الطرفين
وقال القمص ملاك بشارة كلية اللاهوت الدير المحرق: إن العهد القديم وتوراة موسى كانت تدعو إلى السلام بين الشعوب وجاء العهد الجديد وتعاليم السيد المسيح برسالة المحبة والسلام ونجد أن هناك فرقا كبيرا بين اليهودية كديانة سماوية والصهيونية كحركة سياسية أما الصهيونية نسبة إلى صهيون فهى أي شخص حتى ولو لم يكن يهوديا يعمل على إقامة وطن
للإسرائيلين أو يساعدهم أو يقدم لهم أي دعم سياسى أو لوجستى وقامت هذه الحركة منذ عام ٤٨ وتهدف لإقامة وطن قومى لإسرائيل وتجميع الإسرائيلين من جميع شتات الأرض للإقامة في القدس وإحياء اللغة العبرية ومن هنا قام الصراع العربى الإسرائيلى في فلسطين وهذا ليس نابعا من الديانة اليهودية التى تحث على السلام ومن بعدها المسيحية والإسلام إنما يرجع هذا الصراع إلى الحركة السياسية الصهيونية التى نشأت مؤخرا وتم احياؤها بوعد بلفور عام ١٩٤٨بالأديان السماوية بعيدة كل البعد عن الصراعات السياسية والاقتتال وما نراه الآن في فلسطين وغزة ليس صراع أديان إنما مصالح سياسية متنوعة لأصحاب السياسة.