أكد السفير ماجد عبد الفتاح رئيس بعثة جامعة الدولة العربية لدى الأمم المتحدة بنيويورك، ضرورة أن يعقب وقف إطلاق النار الحالي بين إسرائيل وقطاع غزة، حركة سياسية نشطة، داعيا واشنطن إلى طرح مبادرة أو تفعيل أي آلية من خلال اللجنة الرباعية الدولية بالأمم المتحدة للبدء في عملية تفاوض مباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي باعتباره الطريق الوحيد للتسوية.
وتناول السفير ماجد عبدالفتاح في مقابلة مع شبكة سكاي نيوز عربية الإخبارية أمس الجمعة، الجهود العربية للعمل من أجل إنهاء التصعيد في الأراضى المحتلة، قائلا إن التحرك انقسم إلي مسارين، الأول يتمثل في التحرك العربي الذي بدأ بقرار المجلس الوزاري للجامعة العربية بتشكيل لجنة عربية وزارية ضمت كل من مصر والسعودية وقطر والكويت وتونس والجزائر والمغرب، انتقلت إلى نيويورك بصحبة وكيل الأمين العام لجامعة الدول العربية، وأجرت اتصالات مكثفة للضغط نحو وقف اطلاق النار.
وأضاف أن هذه الاتصالات تمت مع الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس الجمعية العامة ورئيس مجلس الأمن وأعضاء مجلس الأمن وغيرهم من الأطراف الفاعلة، وحضر أعضاء اللجنة الوزارية جميعهم جلسة الجمعية العامة، كما أدلوا ببيانات في غاية القوة.
وتابع: "بالتزامن مع ذلك التحرك على الأرض كان نتيجة جهود الوساطة المصرية، بدعم من الأردن وقطر والأمم المتحدة أيضاً، مؤكدا أن "هذه الوساطة لا غنى عنها، لأن مصر والأردن باعتبارهما أقدم دولتين لهما علاقات مع إسرائيل قادرين على التأثير في القرار الإسرائيلي، فيما يتعلق بالتعامل مع هذا الموضوع".
وأشار إلى أن "إسرائيل قاومت أعمال الوساطة المصرية لفترة ولكن في نهاية الأمر نتيجة استمرار أعمال القذف الصاروخي من جانب قطاع غزة على إسرائيل، اضطرت قبول الوضع"، لافتا إلي أن "هذا الوضع لا يوجد فيه مهزوم ومنتصر، فهو وضع وقتي ووقف إطلاق النار على المحك، ولابد أن تعقبه حركة سياسية نشطة".
وأكد رئيس بعثة الجامعة العربية لدى الأمم المتحدة بنيويورك أنه على الإدارة الأمريكية الجديدة أن تدرك الرسالة العربية بأن كل الاعتداءات على الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني والشعب العربي بصفة عامة لن تأتي بنتيجة، مذكرا بالاعتداءات الإسرائيلية على لبنان عام 2006 وعلى فلسطين في عامي 2008 و 2014، مشددا علي أن الحل الوحيد أن يتم فتح الأفق السياسي.
وتابع: طالبنا في مجلس الأمن أن يعود الرئيس بايدن إلى مبادرة السلام التي أطلقها الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون عام 2000 خلال مؤتمر صانعي السلام في شرم الشيخ، وهذه المبادرة وضعت العناصر الخمس الرئيسية لعملية السلام، وتم دعوة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إيهود باراك في كامب ديفيد، وخلال التفاوض وصلوا إلى أربعة قضايا والقضية الخامسة هي قضية وضع القدس.
وأشار السفير ماجد عبدالفتاح إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة بدأت تدرك أن نظرتها إلى الشرق الأوسط لابد أن تتغير، ونظرتها المتجهة شرقاً للتعامل مع روسيا والصين وإيران فقط لن تنجح في تهدئة الأوضاع في الشرق الأوسط.
وأكد أن الوفد العربي يشجع الاتصالات التي تقوم بها الإدارة الأمريكية حاليا ويشجعها على اتخاذ المزيد من الخطوات والاقدام على طرح مبادرة أو تفعيل أي آلية من خلال الرباعية الدولية بالأمم المتحدة للبدء في عملية تفاوض مباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مشددا على أن هذا هو الطريق الوحيد (للتسوية)، وليست مبادرة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وليست أيضاً غيرها من المبادرات المرفوضة عربياً ودولياً.