لقد دعمت مصر القضية الفلسطينية سواء كان بالدعم المباشر أو غير المباشر، ولا تزال مصر تدعم فلسطين قضية وشعبا، يوما وراء يوم يتأكد الدور المصري في الدفاع عن الأراضي الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، فبعد أن أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي مبادرة إعادة إعمار غزة ودعم الشعب الفلسطيني عن تقديم مصر مبلغ 500 مليون دولار عبر مشاريع تنفذها الشركات المصرية بالتنسيق الكامل مع فلسطين في بناء ما دمره العدوان الإسرائيلي، وأعرب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتيه عن شكره للرئيس السيسي لمبادرته المهمة.
إن قرار الرئيس بمثابة رسالة حب وتقدير واحترام للشعب الفلسطيني ودعمًا له كما أنه رسالة واضحة وصريحة بأن مصر لم ولن تتخلى عن دورها الريادي في الوقوف إلى جوار أشقائها العرب وعلى رأسهم الإخوة الفلسطينيين والعمل على عودة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية في إطار حل الدولتين بما يحقق ويعزز الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط.
كانت وستظل مصر المساند الأكبر لقضية العرب الأولى بصفتها أكبر دولة عربية ومصر لم ولن تتخلى عن دورها كقوة إقليمية تقود وتتفاعل وتناصر القضية الفلسطينية؛ لذا اتخذت تدابير وقرارات ذات طبيعة سياسية لمساندة القضية الفلسطينية منذ نشأتها، وتمثل ذلك في مواقف رؤسائها والمسئولين بها في المحافل والمؤتمرات الدولية والإقليمية، وكذلك في مواجهة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني خلال الستين عاما الأخيرة.
نجاح الرئيس مضاعف في هذه العملية، من ناحية أثبت مرة أخرى للعالم العربى أنه لا بديل حقا عن الوساطة المصرية في غزة، وأنه وحده القادر على احتواء النيران، وهذه المرة كان الوضع صعب بشكل خاص وأطول بكثير من الجولات الأخرى منذ عملية الصمود كما أمر بفتح معبر رفح من قطاع غزة إلى مصر لتلقي العلاج إثر إصابة الفلسطينيين في الغارات الإسرائيلية على القطاع، ووصلت إلى مصر ثلاث قوافل تضم 263 فلسطينيا.
وأشاد الرئيس الأمريكي جو بايدن بدور مصر في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وتقديره لجهود الرئيس السيسي مع جميع أطراف القضية من أجل تحقيق الأمن والسلام، كما صرح بأن من حق الفلسطينيين والإسرائيلين العيش بأمان والتمتع بالحرية والازدهار والديمقراطية، كما أشاد كل من دومينيك راب وزير الخارجية البريطاني، وأثنى تور وينسلاتد مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط بجهود مصر في استعادة الهدوء ودورها في وقف إطلاق النار، وعبر المبعوث الخاص لرئيس الوزراء للوئام بين الأديان والشرق الأوسط حافظ محمد طه الأشرقى عن جهود الرئيس السيسي لما قدمه من مساعدات للشعب الفلسطيني وفتح معبر رفح لاستقبال المصابين من قطاع غزة ووقف إطلاق النار جديرة بالثناء.
إن نضال الشعب الفلسطيني الذى وقف أمام كل الأزمات التي تعرض لها بقوة وشجاعة فلم تهزمه رياح الغدر والقتل التي حلت به في 1948 من قبل التخطيطات الإسرائيلية التى يفنى الاحتلال الإسرائيلي عمره في التخطيط لها، إن الشعب الفلسطيني أقوى من الهزيمة وأقوى من كل ما تعرض له كما أن الشعب الفلسطينى قد أعطى صورا كثيرة توضح أن هذا الشعب قد تحمل ومازال يتحمل ما لا يتحمله أي شعب آخر، وتبقى قضية فلسطين هي القضية الأولى في الوطن العربي كله.