تعتبر الموسيقى والتنفس هما المفهومان اللذان يجمع بينهما ِروابط عميقة.
أسماء الماجد في كتابها الصادر مؤخرًا بعنوان "الموسيقا والتنفس"، تؤكد أن الموسيقى تلعب دورا حقيقيا، في حالات الضغط النفسي والخوف وصعوبات التنفس والقلق.
ويعتبر هذا العمل هَو نِتاج سنوات ِعّدةٍ ِمن البحث، والمعالجات الببليوغرافية الدقيقة والغنيّة، مدعومة ِبعمل تأملي جاد للغاية.
يُقِّدُم هذا البحث طريقة جديدة تجمُع بين الموسيقى والتّنفُّس ِلتنمية قُدرات الجهاز التّنفُّسيِ، كما اعتمد الكتاب على استِخدام الموسيقى في ِعلِم الأْوراِم، فقدمت أسماء الماجد تدريبًا صوتيًا "أْو بِتعبير أكثر ُشموليّة " تدريبًا موسيقيًا"، والذي يندِرج تحت التّقنيّات الموسيقي، كما قدمت" الماجد" التقنيات التنفسية المطورة في فرنسا وذلك منذ فترة السبعينيات، والتي تم استخدامها في حالات الولادة وطب الأسنان، كما قدمت تباينا مستوحي من فيرس كورونا المستجد، لتجاوز المخاوف من قبل المرضى أثناء فترة الحجر الصحي، ومن أثاره حالات ضيق التنفس.
ويشمل الكتاب أيضا دراسة محددة على أنماط البيئة والتي تؤثر على أنماط التنفس، وتدعم فرضية العلاقة مع التطور الفيروسي، اعتمادا على المنطقة وهي دراسة محل اهتمام دراسات عديدة حول انتشار مثل هذه الفيروسات، وتعمتد أسماء في كتابه على العلاج بالموسيقى، ورغم أن الموسيقى لا تعالج الأمراض الجسدية، ولكنها تقوم بتقوية جهاز المناعة، الأمر الذي يساعد في علاج الأمراض الجسدية، واعتمدت في ذلك على العديد من المراجع العلمية المهمة، وتجربتها الشخصية مع الموسيقى.
وتعتبر "الماجد" في كتابها أن الموسيقى ليست مجرد رد سكون، إنما هي محفز تعيد لنا النشاط، أوقات التعب والاحباط، وتساعد في الشفاء من الضعف الجسدي أو النفسي، وذلك الاستناد النظري لعلم النفس المعرفي السلوكي، وعلم الأعصاب، ويعتمد ذلك على استخدام تطبيقات إكلينيكية ملموسة، فتعتمد على تمارين دقيقة.
الكتاب محكم وبناء، وقدمت من خلاله الكاتبة الخبرة التي قدمتها اليوجا في مجال العلاج بالموسيقى، ويجمع الكتاب بين العلم وعرض التمارين العملية، ويجعلهما في متناول كل شخص لديه خوف الألم والقلق مهما كانت حالته الشخصية، وذلك من خلال الاستماع إلى مقطوعات موسيقية محددة، أو قيام الشخص بالعزف على ألة موسيقية أو الغناء، والدخول في إيقاع لطيف والتنفس بعمق.
قدم ذلك الوصف عن الكتاب الدكتورة إديت لكور، وهي أعظم من كتب عن العلاج بالموسيقي في العالم، فهي أستاذ فخري بجامعة باريس، ومحلل نفسي جماعي بفرنسا، وكتبت العديد من الكتب والمقالات التي تم نشرها في ١٢ دولة، وتعتمد على كتابتها الكثير من الجامعات والأبحاث العلمية.
الجدير بالذكر أن أسماء محسن الماجد باحثة بمرحلة الدكتوراة في العلوم الثقافية والموسيقية بتونس، إخصائية علم نفس السلوكي والمعرفي، إخصائية في العلاج بالفنون كما أنها عضو بالقطب العالمي للعلاج بالموسيقى وبعديد من الجمعيات التي تعنى بالعلوم الموسيقية.
شغلت الكاتبة منصب رئيس الجامعة الدولية للعلوم الإنسانية والإبداع فرع تونس.
حصلت الماجد على دبلوم في العلاجات النفسية المختصرة من كندا تحت عنوان "برمجة لغوية عصبية /تدريب المدربين/تنويم مغناطيسي" ودبلومة في اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط من جامعة لافال.
أثناء الدراسات العليا، تحصلت الباحثة على دبلومة عالي في العزف على آلة القانون وأخرى في الموسيقى العربية وكانت أول أستاذة مقامات تتحصل على دبلومة في الموسيقى التونسية لتدرس مباشرة في المعهد الرشيدي، وهو أقدم معهد للموسيقى التونسية، والمعهد الوطني، وغيرهما من
المؤسسات الخاصة بالتعليم الموسيقى.
خصت أبحاثها الموسيقى في علاقتها بعلم النفس وبالسيكو بيداجوجيا كما عملت مطولا على تفعيل ثقافة العلاج بالموسيقى في العالم العربي ضمن مؤسسات تعليمية أو ثقافية.
تلقت الكاتبة تدريبات مختلفة في العلاج بالموسيقى من كلية الطب بفرنسا وبعض الجمعيات ومستشفى الأعصاب والأمراض النفسية بتونس كما قامت بتدريب المتحدثين والقياديين صوتيا قصد تحسين عمليات التواصل ومن أهم أبحاثها نذكر في العلاج بالموسيقى بحث الوساطة الموسيقية في علاج السرطان "مركز الموسيقى المتوسطية" والموسيقى وعلاج الزهايمر (EASYER (والموسيقى في علم النفس الجماعي (القطب العالمي للعلاج بالموسيقى) والتعليم الموسيقي بتحدياته الراهنة (بدار الأوبرا) وسيكوبيداجوجيا الموسيقى "مجلة الدراسات الثقافية واللغوية والفنية" والكوتشينج الصوتي" مجلة العلوم الإنسانية" وهو مفهوم لا يزال العمل عليه حتى اليوم وعديد من البحوث الأخرى في العلوم الموسيقية.