الأزهار لغة الجمال والمصريون يجملون بيوتهم بالأزهار ويحتفلون بها كل عام في شم النسيم، فيا ليت العام كله شم النسيم، الأزهار تقول بجرأة إنها ليست أقل أهمية من كل ما يزرع؛ لأنها لا تؤكل وأنها ليست من كماليات الحياة.
في إحدى جزر بحر المانش الصغيرة يقام كل عام مهرجان للأزهار يقدم فيه الزارعون أجود أنواع الأزهار وأندرها، ويستعرضون مهاراتهم في زراعة الأزهار، وصاحب أفضل الأزهار يفوز بجائزة مالية قيمة، بالإضافة لإرسال باقة مجانية من الأزهار يوميًا له حتى يحين موعد المهرجان التالي. ويشعر الفائز بفخر شديد؛ لأنه نجح في تقديم إضافة للجمال يعلنها للجميع في جزيرته الصغيرة كل يوم حين يأتيه صبى الورد حاملًا باقة الشكر على خدمة الأزهار.
وفى لغة الأزهار الصينية يهدى العاشق حبيبته زهرة واحدة كلما التقيا، لأن الزهرة الواحدة تعنى أنها حبه الوحيد والزهرة الوحيدة في حديقته، ويعتبر الإكثار من الأزهار دليل على أنها لا تملك قلبه وحدها.
فالأزهار علامة الحياة، وتشبثت بغداد بالحياة حين احتضن مهرجان بغداد الدولى أكثر من خمسين ألف زهرة في أبريل الماضى وسط أعمال العنف التى لم تتوقف بها منذ سنوات، على الرغم من تراجع مشاركة الدول العربية والأجنبية.
تحتفل مصر بمعرض للأزهار في منطقة الأهرامات، تعرض فيه الأزهار في أجواء الحضارة المصرية المهيبة، لكنه يبقى حدثًا يهتم به مريدوه.
وقد تفكر معى في أنه من الممكن جدًا أن نستغل تربة سيناء التى تنمو فيها نباتات لا تنمو في أى مكان في العالم سواها، ونزرع فيها أزهارًا لها خصوصية بلادنا، ومع الوقت والندرة يمكن أن تأخذ مكانها على خارطة التصدير.
تحمل الأزهار كل هذا الجمال، ودفعنا هذا كخبراء للبروتوكول والإيتيكيت إلى تدريس بروتوكولات وطقوس للتعامل معها، فمثلًا لا يمكن إهداء زهرة واحدة لمن تربطك به علاقة عمل على الإطلاق، كما يفضل إهداؤه أزهارًا بلون واحد فقط، ولا يمكن الاعتماد على أزهار قاتمة كالبنفسجية منها، ويفضل ألا تقدم أزهارًا بأعداد فردية لمن لا تربطك بهم علاقة حميمة. نستطيع أيضًا أن نعتمد على لغة الأزهار في علاقتنا بالآخرين عبر إهدائها، إذ إن اللون الوردى الفاتح والأبيض يمكن اعتمادهما بشكل مناسب في عدد أزهار وتنسيق مناسب للأزهار لكل من تريد إهداءهم أزهارًا. بينما يستخدم الأحمر والأصفر والبنفسجى في المناسبات التى تليق بها بعدد أزهار وتنسيق مناسبين أيضًا.
يتضح مما سبق أن احتمالية أن يقدر أبناؤنا الجمال تزيد عندما نمرنهم على فعل كل أساسيات حياتهم بجمال، عندما نعلمهم أننا نأكل من خير الأرض ونتجمل من أزهارها.