في خطوة مهمة، كشفت وزارة الصحة عن تلقيها الدفعة الأولى من المواد الخام لتصنيع نحو مليوني جرعة من لقاح سينوفاك الصيني المضاد لفيروس كورونا في مصر.
وكانت الحكومة وقعت اتفاقيتين بين الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات "فاكسيرا"، وشركة سينوفاك الصينية للمستحضرات الحيوية، في إطار السعي نحو تحقيق التعاون الفني في هذا المجال الحيوي، عبر الاستفادة من اللقاح الذى طورته شركة سينوفاك الصينية، الرائدة في البحث والتطوير والإنتاج والتسويق في مجال المستحضرات الصيدلانية الحيوية، من أجل الوقاية من فيروس كورونا، وتبادل الخبرات لدعم إمكانات شركة فاكسيرا المختصة بتصنيع الأمصال واللقاحات في مصر، بما يساهم في الحد من انتشار هذا الفيروس.
وتختص الاتفاقية الأولى بتكنولوجيا التصنيع للقاح كورونا، حيث تمنح شركة سينوفاك الصينية بموجبها، لشركة فاكسيرا ترخيصًا محدودًا لاستخدام تكنولوجيا التصنيع، والمعرفة الفنية، بغرض تصنيع المنتج النهائي المحلى للقاح، في أماكن التصنيع الخاصة بشركة فاكسيرا داخل مصر، على النحو المحدد في اتفاقية التصنيع المحلية، باستخدام المنتج الجاهز المقدم من شركة سينوفاك الصينية.
كما نصت هذه الاتفاقية على أن تقدم شركة سينوفاك الصينية لشركة فاكسيرا، جميع المعلومات التقنية، المتعلقة باللقاح، وتقديم المساعدة الفنية، بما في ذلك فحص أماكن التصنيع الخاصة بشركة فاكسيرا، وتصنيع المنتج النهائي المحلى باستخدام المنتج الجاهز الذى توفره شركة سينوفاك، إلى جانب اختبار المنتج النهائي المحلى، وطرق التصنيع والعمليات التقنية المستخدمة، وكذا المعدات أو الأدوات أو الآلات والإصلاح وصيانة مرافق التصنيع الخاصة بفاكسيرا، فضلًا عن إدارة ومراقبة الجودة.
وقالت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، إن خطوة تصنيع لقاحات فيروس كورونا في مصر هي خطوة تاريخية، لتصبح مصر من أوائل الدول في القارة الأفريقية التي تبدأ في تصنيع لقاحات فيروس كورونا، مشيرة إلى أنه سوف يتم تصدير الفائض من اللقاحات إلى الدول الأفريقية بعد تغطية الاحتياج المحلي.
وأضافت، أن البدء الفوري لتصنيع لقاحات سينوفاك في مصانع فاكسيرا على أن يتم ضخ مليوني جرعة من اللقاح في مراكز اللقاحات على مستوى محافظات الجمهورية خلال شهرين، مشيرة إلى أنه من المقرر تصنيع 40 مليون جرعة من اللقاح بالتزامن مع استلام مزيد من شحنات المواد الخام خلال الفترة القادمة.
وأشارت إلى عملية تصنيع اللقاحات تمر بأكثر من مرحلة، بدايةً من إجراء اختبارات لتحليل المواد الخام في المعامل المركزية التابعة لوزارة الصحة، ثم مرحلة التعبئة ثم مرحلة دراسات الجودة، موضحةً أن الاتفاقية الموقعة بين الجانب المصري والصيني في مجال اللقاحات تتضمن نقل تكنولوجيا الإنتاج والتصنيع، لتمكين مصر مستقبلًا من إنتاج المواد الخام في مصر، حيث تسعى الدولة لأن تصبح عملية إنتاج لقاحات فيروس كورونا مصرية 100٪.
وأكدت زايدـ، أن مبادرة مصر للتعاون مع الشركات الصينية لنقل تكنولوجيا تصنيع المواد الخام من الأدوية في مصر، حيث إنه من ٧٠ إلى ١٠٠ ٪ من المواد الخام الخاصة بأدوية العالم توجد في كل من دولتي الصين والهند، مشيرة إلى حرص مصر على تصنيع لقاحات فيروس كورونا ونقل تكنولوجيا التصنيع لتغطية الاحتياجات من اللقاحات خاصة مع تحورات الفيروس وعدم معرفة موعد انتهاء الوباء عالميًا.
من جهته، قال الدكتور أمجد الحداد، مدير مركز الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح واستشاري الحساسية والمناعة، إن تصنيع وتوطين صناعة لقاحات كورونا أمر هام جدا، نظرا للمعاناة الكبيرة في تأخر وصول الشحنات الخاصة باللقاحات، ويمكن القول إن صناعة اللقاحات محليًا بمثابة أمن قومي صحى، بالإضافة إلى العائد الاقتصادي منها لأننا سنصدر لأفريقيا، كما أنها تمكننا من كسر احتكار دول العالم الكبرى للقاحات، لأن الدواء حاليا يعتبر أهم من السلاح، خاصة ونحن نواجه وباءً يأكل الجميع.
وأضاف، أن الدول الكبرى حاليا تهتم بتحقيق الاكتفاء الذاتي من اللقاح وتحصين جميع مواطنيها، ثم تبدأ بعد ذلك في التصدير للدول الأخرى، وهنا يحضرنا النموذج البريطاني، وعلى النقيض منه تماما النموذج الهندي الذى شهد تحور الفيروس، لأنه لم يقم بتطعيم المواطنين، وبالتالي فإن توفير الاحتياجات من اللقاحات وتصديرها بعد ذلك خطوة جيدة، لأن كورونا فيروس سنوي متعايش معنا، ويحتاج تطعيما كل سنة مثل فيروس الأنفلونزا، ومِن ثَم وجود لقاح يُصنّع داخل مصر أمر مهم حتى نصل إلى المستهدف تطعيمهم بنسبة 60% - 70% من المواطنين.