الجمعة 15 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

ممارسات اسرائيل.. وموقف مصر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تمارس قوات الاحتلال الإسرائيلي العديد من الأعمال العدائية الرامية إلى إلهاء المجتمع العربي والدولي كل فترة زمنية عن القضية الفلسطينية، وتختلق الذرائع لفتح المجال للعدوان المستمر و"المجدول" على غزة وتدمير بنيتها التحتية، وكسر قوام الاقتصاد الفلسطيني ليس في القطاع فقط بل في الضفة، ومختلف مناطق الأراضي المحتلة.
وتمارس دولة الاحتلال هذه الأعمال بشكل مستفز، بل بشكل متعمد لوضع الفلسطينيين باستمرار تحت ضغط الحاجة، ووضع اقتصادي صعب، يظلون فيه بشكل دائم في حالة أقل ما يقال عنها في انتظار الإعانات.
إنها اللعبة القذرة التي تمارسها إسرائيل كل عدة سنوات، تتم في كل مرة تحت غطاء أمريكي، بهدف تدمير البنية التحتية الفلسطينية، وكسر أي مقاومة، وإلهاء أصحاب الأرض لسنوات في إعادة بناء ما تم تدميره في حرب غير متكافئة، انتظارا لعدوان وجريمة أخرى في سنوات قادمة.
أتذكر أن نفس "السياسة" التدميرية جرت في مرات سابقة، ويتم التوافق الأمريكي لتعطيل أي اجراء ضد قوات الاحتلال ووقف نزيف الدم، لحين أن تحقق قوات الاحتلال مهمتها بتدمير قوى المقاومة المعلنة وغير المعلنة، وتدمير الاقتصاد ومع مزيد من التشريد للسكان، ولتنفيذ العديد من الأهداف التدميرية.
ما جرى ويجري في الأراضي المحتلة، هو تدمير باتفاق إسرائيلي ودولي أو قل صمت دولي، فالأرقام تشير إلى أن متوسط العمليات العسكرية والغارات لا تقل عن 180 غارة في اليوم الواحد، وهو ما يؤكد أنه عدوان ممنهج، وليس هناك أية ضمانات على الإطلاق لعدم تكرار هذا العدوان مرات ومرات، ويصل بعضه للاجتياح.
فالمنهح الإسرائيلي القذر قائم على فكرة التدمير المستمر للاقتصاد الفلسطيني وبنيته التحتية تحت سمع وبصر العالم، ومستفيدة من حالة الصمت الدولي، والحماية الأمريكية، ومن المهم أن نتوقف قليلا عن ماهية الأرقام المبدئية ودلالتها، فخلال 10 أيام من العدوان الصهيوني جرى ما يزيد علي 1820 غارة على غزة، فيما بلغ حجم الخسائر أكثر من 350 مليون دولار، مع تدمير أحياء كاملة مثل حي الرمال بكل مبانيه، وتدمير شامل للمرافق، وحتى كتابة هذه السطور، وقبيل الأعلان عن وقف إطلاق النار، بلغ عدد الشهداء 259 شهيدا، منهم 63 طفلا و36 سيدة و16 مسنا، بخلاف 1715 إصابة مختلفة، منها 50 إصابة شديدة الخطورة و370 في الأجزاء العلوية منها 130 إصابة بالرأس، ومن بين الإصابات 450 طفلا و295 سيدة، و107 آلاف نازح، منهم 44 ألفا في مراكز إيواء، و63 ألفا خارجها.
ولاشك أن هذه الأرقام تكشف مدى الجرائم التي ترتكبها الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، في ظل توافق أمريكي إسرائيلي قبل أي قرار لإنهاء ولمنح الاحتلال مهلة زمنية لتحقيق مزيد من الأهداف الإجرامية، وحسب تعبير سياسي فلسطيني "يتم تدمير غزة من جانب الاحتلال على نار هادئة لإخماد المقاومة، بغطاء من واشنطن".
تلك هي الحقيقة التي يدركها الجميع، ويتحدثون عنها في الغرف المغلقة، والأسوأ أن الكيان الصهيوني تعمد تنفيذ اعتداءاته على أهل فلسطين في القدس وغزة مع نهاية شهر رمضان، وعيد الفطر والأيام التالية، ليتحول إلى نكبة، فيما تتواصل الألسنة، عن توفير الحماية للشعب الفلسطيني من الهمجية الصهيونية، بينما نرى حالة من الصمت تجاه الإجراءات الفعلية.
وجاء التحرك المصري والأول عربيا وعالميا تجاه دعم أهلنا في فلسطين، فقد تم فتح معبر رفح على مدى الأسبوع، دون أن تلتفت لأي تحفظات من الأطراف الإسرائيلية، ليعمل المعبر على مدى الساعة، واستقبلت مستشفيات مصر مصابي جرائم العدوان على الفلسطينيين، وسخرت الدولة المصرية جهودها ومؤسساتها لدعم المنكوبين بغزة في محنتهم.
وجاء إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي في لقاء قمة ثلاثي جمعته والرئيس الفرنسي مانويل ماكرون، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، لتقديم نصف مليار دولار من مصر لدعم أعمال إعادة إعمار غزة، في رسالة تعبر عن نبض شعبي، ودور مصر المحوري في القضية الفلسطينية، والتي قدمت من أجلها حتى الآن 150 ألف شهيد.
أعتقد أن تحليل كلمات الرئيس السيسي حول شهداء مصر من أجل القضية الفلسطينية له معان سياسية ورسالة للعالم تؤكد على أن مصر لن تتخلي عن قضيتها القومية تجاه فلسطين العربية.
ومازال الأمل في تحرك سياسي عربي ودولي أوسع، بعيدا عن المصالح الضيقة، حتى يكف الكيان عن نهج العدوان الممنهج.