الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

د. رياض عبدالكريم عواد يكتب: يوميات فلسطينية.. ليلة من ليالي غزة زمن الحرب؟!

 رياض عبدالكريم عواد
رياض عبدالكريم عواد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
صباح الخير
استيقظنا بعد ليلة طويلة بشعة
نمت أخيرا من تعب، نمت نوما عميقا لعدة ساعات،
لم أسمع الأذان ولم أصل الفجر، ضاعت علينا الصلاة
يا ليلنا الطويل.... أين صبحك؟
أجت الكهرباء ونحن نائمون وانقطعت ونحن نائمون، كيف سنشحن الجوال؟!
حرب ليس ككل الحروب السابقة، ليلة واحدة شهدت ما شهدناه طيلة 54 يوما في عدوان 2014.
لقد توحش جيش الاحتلال، 160 طائرة أطلقت 450 صاروخاً على 150 هدفاً في غزة خلال 40 دقيقة، هذا ما صرح به جيشهم ليلة أمس، هذا إضافة إلى قصف المدافع والدبابات والزوارق.
ليلة رهيبة، حجم القصف والقذائف لايمكن تخيله، لقد تم ترويع الكبار والاطفال، طفلتي بنت ال 10 سنوات رمت نفسها في حظني وهي تصرخ: ماما لا أريد أن موت، هذا ما كتبه أحد الأصدقاء من غزة؟!
لقد ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 109 شهيد من بينهم 28 طفلا و15 امرأة و621 جريحا.
لقد كتب لنا عمر جديد، لقد شاهدنا الموت باعيننا من هول القصف الي أحاط بنا من كل جانب، الحمدلله أن انقذنا الله هذه الليلة، بس مش عارفين شو مستنينا، كتب صديق اخر؟!
لقد انهالت علينا الصواريخ من كل صوب ونوع، من الأرض والسماء والبحر، صواريخ وقذائف مدفعية وغازات، يقول أحد سكان الشمال، عندما يحل الصباح أعتقد أن معالم منطقة سكناي ستكون متغيرة!
الأوضاع الصحية سيئة داخل قطاع غزة، هذا واضح وليس بحاجة إلى شهادة الناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر. الإمكانيات ضعيفة، كيف سيواجه قطاع الصحة حربين، حرب الكورونا وحرب الاحتلال؟
هل كانت هناك محاولة للبدء بمعركة برية، أم هي مناورة لجس النبض، أم إشاعة تم تناقلها ترافقت مع الخوف نتيجة حجم هذا القصف الرهيب؟
الأدعية والحسبنة والحمد والنصيحة بترديد دعاء التحصين، رددوا هذا الدعاء، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شئ في الارض ولا في السماء وهو السميع العليم، هذا واحد ققط من الأدعية التي ملأت الفيس بوك،
اللَّهُمَّ إن المُصاب جلل والكربُ عظيم ...اللهم لطفك بغزة وأهلها. يا نار كوني برداً و سلاماً على غزة، أدعية كثيرة نصح بها الفيسبوكيون؟
يا وحدنا، اين العرب، اين حزب الله، اين إيران، اين تركيا، اين اوردغان، اين الضفة، اين العالم، لن نسامحهم، لن نسآمح أي شخص ڪآن قآدرًا على أن ينصرنآ وتخآذل عن نُصرتنآ . . ونحنُ خصومه أمآم اللّٰه يوم آلقيآمة . . هذا الخطاب ليس بجديد، لقد تعود عليه الفلسطيني في مواجهة كل أزماته؟!
لكن الفلسطيني أيضا مصمم على الصمود، لن نخسر سوى القيد و الخيمة .. لن نركع .. كرمالك يا أقصى بنموت، مع المبالغة بقدراته على تحقيق اهدافه، نحن قاب قوسين أو أدنى من النصر، هذه المعركة لن تنتهي إلا بالتحرير، وهذا ما دفع الكثيرين لتقديم الشروط اللازم أن تتبعها المقاومة في حال قبلت بوقف القتال، الشروط لا تقتصر على الأقصى وغزة والضفة بل تتعداها الى التحرير والدولة الواحدة والمطالبة بضرورة حماية أهل ال48 وتحريرهم.
من الواضح أن محاولات الوفد المصري مع اسرائيل لوقف العدوان قد باءت بالفشل، لذا دفعت مصر بعربات الإسعاف الى معبر رفح وفتحت مستشفيات العريش أمام الجرحى من غزة، تحسبا أو توقعا أن يكون هناك تصعيد قادم، قد يكون على صورة حرب برية.
من يوقف هذا الحقد الأسود
من يوقف هذا العدوان
من ينهي هذا الليل، كل هذا الليل لي، تصرخ غزة ولا مجيب؟!
صامدون