تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
رسم بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان شمّاسين جديدين بالدّرجات الصّغرى، فمنح الإكليريكيّ جوزف وديع توما درجة الرّسائليّ للخدمة في أبرشيّة الحسكة ونصّيبين، والشّاب شربل بنيامين ميخائيل درجات المرنّم والقارئ والرّسائليّ للخدمة في أبرشيّة حلب.
هذه الرّسامة احتفل بها يونان في قدّاس إلهيّ في كاتدرائيّة سيّدة الانتقال- حلب، عاونه فيها رئيس أساقفة حلب ديونوسيوس أنطوان شهدا، والمدبّر البطريركيّ لأبرشيّة الحسكة نصّيبين الخوراسقف جوزف شمعي، بمشاركة لفيف من الكهنة.
وألقى يونان عظة بعد الإنجيل المقدّس تحت عنوان "أنا هو الكرمة وأنتم الأغصان، أثبتوا في محبّتي ليتمّ فرحي فيكم"، استهلّها بنقل خبرته في السّتّينات من القرن الماضي حين كان يدرس في روما، وكان المثلّث الرّحمات البطريرك الكاردينال مار إغناطيوس جبرائيل الأوّل تبوني قد التقى بالإكليريكيّين في روما، وكانوا حينها أكثر من 12 إكليريكيًّا دارسًا في روما، ومن بينهم غبطة البطريرك يونان. فسأل الإكليريكيّون الكاردينالَ: "هل تقدر أن تقول لنا أيَّة مرحلة من مراحل حياتك كانت بالنّسبة لكَ أكثر فرحًا؟ فأجاب البطريرك الكاردينال، والّذي كان من أوائل الّذين سمّاهم البابا بيوس الحادي عشر كردينالًا عام 1935، وقال: "تأكّدوا يا أولادي، إنّ أحلى أيّام حياتي كانت أيّام شبابي في الإكليريكيّة وأنا أتحضّر للكهنوت". فتعجّب الإكليريكيّون حينها قليلًا من هذا الجواب، لكنّ هذا الأمر دفعهم إلى أنّهم، وكلّما تقدّموا في العمر ومهما كان قدْرُهم ومنصبهم، يتذكّرون أنّ سنوات التّنشئة الكهنوتيّة هي سنوات ملؤها الخير والنّعم والفرح والحماس".
وأضاف: "نأتي معًا في هذا المساء كي نشارك في الوعد المفرح لجوزف وشربل اللّذين يتقدّمان راجيين النّعمة الخاصّة، نعمة خدمة المذبح، كمقدّمة للحصول على النّعمة الكهنوتيّة"، متوقّفًا عند قول الرّبّ يسوع لتلاميذه في إنجيل اليوم إنّ عليهم أن يثبتوا فيه، فكثيرون في العالم ينجحون، سواء بالعلم أو بالعطاء السّياسيّ أو بالتّربية أو بالمشاريع الدّنيويّة، لكنّنا جميعنا بإمكاننا أن نبدع، أكُنّا شبابًا أو رجالًا أو كبارًا في السّنّ، كلّنا نقدر أن نبدع في خدمة المحبّة بالرّبّ
ولفت إلى أنّ "مار بولس رسول الأمم يذكّرنا بقوله إلى تلميذه بأنّه يجب عليه أن تكون كجنديّ يبذل بكلّ تضحية من أجل الّذي طلب منه أن يخدمه"، مشيرًا إلى أنّ "جوزف وشربل وضعا في قلبيهما هذا الوعد أن يتبعا يسوع مهما كلّفهما الأمر، لأنّ الرّبّ يسوع هو فرحهما، وهو الّذي يتمّم كلّ ما نصبو إليه من راحةٍ ومن فرحٍ ومن شعورٍ بأنّنا نخدم يسوع ونتبعه."
وذكّر البطريرك يونان بأنّ "كثيرين من الشّباب يفكّرون اليوم بمشاريع أخرى، والدّعوات أكانت الرّهبانيّة أو الكهنوتيّة للأسف تقلّ، لأنّ الشّبّان والشّابّات مهتمّون بأمورٍ كثيرة"، مشدّدًا على أنّ "الشّابّ الّذي نريده لخدمة الرّبّ والكنيسة، نريده أن يكون ممتلئًا بالحماس ومقدّمًا ذاته للرّبّ وللكنيسة، ويعرف أن يسبح ضدّ التّيّار، ويدرك أنّ الجماعة الّتي سيخدمها تحتاج إليه، وأنّ تضحياته لن تذهب سدى، وأنّ عليه أن يحمل إلى النّفوس المتعطّشة الخلاصَ الّذي ينبع من الرّبّ يسوع."
وأكّد صلاته من أجل جوزف وشربل، متوجّهًا إليهما بالقول: "لا تخافا أن تعطيا ذاتكما، لا تخافا ماذا سيكون المستقبل، لا تخافا لأنّكما مدعوّان لخدمةٍ جليلةٍ وساميةٍ، حتّى أنّنا نحن السّريان نعتبر أنّ الكهنوت أسمى من الملائكة، لأنّ الكاهن سيقدّس الخبز والخمر، وسيكسر جسد الرّبّ يسوع ويتناوله مع دمه من الكأس، ويغذّي روحيًّا الجماعة المؤمنة الّتي يخدمها."
ورفع الصّلاة "من أجل المرتسمين الجديدين جوزف وشربل، مع التّضرّع إلى الرّبّ يسوع، بشفاعة أمّه وأمّنا مريم العذراء، والّتي هي أمّ الكنيسة وشفيعة كلّ من ينوي ويصمّم أن يخدم الكنيسة ويسير على خطى يسوع، كي يمنحهم القوّة والفرح الّذي نحتاج إليه جميعنا، لأنّه هكذا يفرح يسوع ويكتمل فرحكم".
بعد القدّاس، انتقل الجميع إلى صالون المطرانيّة حيث تقبّل الشّمّاسان الجديدان التّهاني بجوّ من الفرح الرّوحيّ.