في أول تصريح له بعد حصوله على جائزة ساويرس الثقافية في دورتها الـ 16، عبر الشاعر والكاتب سمير الفيل عن سعادته بحصوله على الجائزة حيث قال:"لم أكن أتوقع الفوز بها وحين وصلت إلى القائمة القصيرة قولت وقتها يكفيني هذا التقدير، إلا أنني فوجئت صباح اليوم بالإعلان عن فوزي بالجائزة عن مجموعتي القصصية «أتوبيس خط 77» والصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وفي الحقيقة لم أكن أعرف لجنة التحكيم ولكنى أعلم أن اللجان معروف عنها النزاهة والدقة والموضوعية".
وأشار الفيل إلى أنه قد تلقى خبر الفوز وهو جالس على إحدى مقاهي مدينة دمياط «مقهى العيسوي»، حيث قال:" أن الجائزة هي تعويضًا عن أحزاننا القديمة التي مرت بنا، فأنا أكتب منذ أكثر من 52 عامًا دون توقف، وأنني حريص على الكتابة في كل مراحل حياتي، فلا يمر يوم إلا وأن أقوم بالكتابة".
وتابع: "أهدى الجائزة إلى الكاتبين الكبيرين الراحلين صبري موسي، والروائي عبد الحكيم قاسم، والذين تقابلت معهم في مدينة دمياط، وأنا أتعلم من صبري أفق الخيال، ومن عبد الحكيم قاسم جلال اللغة وجمالها، ولا يمكن في كل مرة وأنا أكتب إلى أن استحضر روح الكاتب العظيم تشيكوف، كما أهدى الجائزة أيضًا إلى الشاعر محمد علوش والذي رحل عن عالمنا منذ عام، وأتوجه بالشكر بالهيئة العامة برئاسة الدكتور هيثم الحاج على، على ترشيحها لمجموعتي القصصية لجائزة ساويرس".
أما عن المجموعة القصصية «أتوبيس خط 77» فقال "الفيل":" مجموعتي القصصية هي المجموعة رقم 18 في مسيرتي الأدبية، والتي تعالج التحولات الاجتماعية في مصر، وتناقش القضايا الشائكة مثل علاقة الرجل والمرأة والنزوع المتشدد ضد المرأة في قضايا تخص الأسرة جميعًا، وكيف يتم تهميش المرأة باستمرار، وذلك يؤدي كما نرى إلى تفكك المجتمع وسهولة اختراقه". لافتًا:"كما أن هذه المجموعة تغوص في قضايا العدل الاجتماعي، واستيلاء عدد محدود من رجال رأس المال على الثروة القومية في حين أن هناك ألاف الكادحين لا يحصلون على ثمره كدحهم، كما تعالج التوترات الناشئة عن وضعية الرجل الشرقي في المجتمع المعاصر، بالإضافة إلى هيمنة السلطة في كلا الأفقين الاجتماعي والفكري".
واختتم الفيل قائلا "إن الكتابة هي محاولة دائمة لتحرير الناس من أوهامهم ومحاولة تقديم حلول جمالية وفكرية للقضايا الشائكة التي يمر بها المجتمع، وأنا أعتقد أن الكاتب لا بد وأن يكون منحاز للأفكار التنويرية وألا يخضع لسلطة كهنة الدين، وعليه في كل مرحلة من حياته أن يجدد من أدواته الفنية وأن يسعى إلى التجريب قدر الإمكان، وأن هذا التجريب يمنحه باستمرار آفاقا جديدة للكتابة".
ومن المعروف أن سمير الفيل بدء شاعرًا منذ حرب الاستنزاف، واتجه للسرد منذ عام 2001 منذ أصدر خلالها 18 مجموعة قصصية.
وأعلنت مؤسسة «ساويرس للتنمية الاجتماعية» أسماء الفائزين بجائزة ساويرس الثقافية في دورتها السادسة عشرة، وتعد هذه الدورة الأكبر في تاريخ الجائزة الثقافية من حيث عدد الأعمال المشتركة في مختلف فروع الجائزة، والتي وصلت إلى 1263 عملًا أدبيًا.
وحصد جوائز هذا العام 12 من شباب وكبار الأدباء والكتاب عن أعمالهم الأدبية المتميزة في مجالات الرواية والقصة القصيرة والسيناريو السينمائي والنص المسرحي والنقد الأدبي.
وفاز بجائزة أفضل رواية فرع كبار الأدباء الكاتب الدكتور إيمان يحيى عن رواية «الزوجة المكسيكية» الصادرة عن دار الشروق، بينما فاز بجائزة أفضل مجموعة قصصية، فرع كبار الأدباء الكاتب سمير الفيل عن المجموعة القصصية «أتوبيس خط 77» الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.