حذر المجلس العالمي للسفر والسياحة، من فقدان ما يصل إلى نصف مليون وظيفة في قطاع السفر والسياحة في المملكة المتحدة إذا فشلت الحكومة في إعادة فتح السفر الدولي بشكل كبير في أقرب وقت ممكن.
جاء ذلك خلال اجتماع سفراء الاتحاد الأوروبي اليوم، للاتفاق على إزالة القيود في يونيو، لأولئك الذين تم تطعيمهم بالكامل عند دخول الاتحاد الأوروبي، ويكشف الرقم الجديد من أحدث احصائيات المجلس، أن المملكة المتحدة قد تعاني من تكرار العام الماضي تقريبًا عندما منعت قيود السفر أي سفر دولي كبير، ويخشى المجلس حدوث ذلك مرة أخرى، مع محدودية السفر بين الآن وبداية سبتمبر -حتى لو أدى السفر المحلي إلى زيادة الإيرادات-، فإن التأثير على الاقتصاد وسبل عيش الملايين من أولئك الذين يعملون في هذا القطاع قد يكون مدمرًا.
وتابع بأنه من الممكن ان يؤدي تأثير قيود السفر المطولة هذا العام إلى القضاء على 22.3 مليار جنيه إسترليني من مساهمة القطاع في النمو الاقتصادي في المملكة المتحدة ومع ذلك، إذا استمرت قيود السفر بعد أشهر الصيف، فقد يكون التأثير على كل من الوظائف والناتج المحلي الإجمالي أسوأ بكثير.
ويأتي التحذير الصارم من المجلس، في الوقت الذي يبدأ فيه البريطانيون سفرًا محدودًا إلى الخارج إلى الوجهات الـ12 المدرجة في القائمة الخضراء للحكومة، والتي أغلق بعضها حدودًا للمسافرين، بعد حظر كامل دام خمسة أشهر تقريبًا على السفر الدولي غير الضروري، ووفقًا لتقرير الأثر الاقتصادي الأخير للمجلس، فقد فقدت 307000 وظيفة في هذا القطاع العام الماضي، وهناك 218000 وظيفة أخرى معرضة الآن لخطر جسيم، إذا استمر السفر الدولي بعيدًا عن الحدود في معظم فصل الصيف.
وقالت فرجينيا ميسينا، نائب رئيس المجلس: "نخشى أن قطاع السفر والسياحة في المملكة المتحدة المحاصر ببساطة لا يمكنه التعامل مع صيف ضائع آخر إذا لم يكن هناك سفر دولي كبير مسموح به، دون الإضرار بالقيود ومتطلبات الاختبار التي لا يمكن تحملها، فتقرير المجلس يوضح العواقب بشكل صارخ مع وجود 218000 وظيفة أخرى معرضة لخطر الضياع إذا استمرت الحكومة في خنق استئناف السفر الدولي الهادف".
وتابعت: "بينما نفهم أن حماية الصحة العامة هي الأولوية الأولى، إذا استمرت الحكومة في نهجها شديد الحذر، فقد تفقد مئات الآلاف من الوظائف الأخرى وستواجه شركات السفر في جميع أنحاء البلاد انهيارًا، ويجب أن تستفيد المملكة المتحدة إلى أقصى حد من طرحها الناجح للتطعيم للبدء في استعادة التنقل الدولي بأمان.. الإقامات والسفر المحلي لا يمكن أن يملأ الفجوة المالية الهائلة التي خلفها انهيار السفر الدولي والمزايا المتدرجة التي يتمتع بها عبر سلسلة التوريد".
ويحذر المجلس من خسارة المملكة المتحدة لميزتها التنافسية التي اكتسبتها بشق الأنفس بينما تستمر بقية أوروبا في إعادة الانفتاح، مما يترك المملكة المتحدة معزولة وصناعة السفر معرضة لخطر الانهيار، ففي الأسبوع الماضي ذكر تقريرا أن المملكة المتحدة، التي صنفت في عام 2019 على أنها خامس أكبر سوق للسفر والسياحة في العالم، تراجعت ثلاث مراتب لتحتل المرتبة الثامنة، مع استمرار انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 62.3٪، وهذا العام، قد تصل مساهمات السفر والسياحة في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة المتحدة إلى 153.1 مليار جنيه إسترليني إذا تم استئناف السفر الدولي في الوقت المناسب لموسم الصيف المزدحم. ومع ذلك، إذا استمرت القيود والقواعد المتغيرة، فقد تواجه المملكة المتحدة خسارة لا تقل عن 22 مليار جنيه إسترليني، مما يؤخر بشكل كبير التعافي الاقتصادي للبلاد.