تحل اليوم الخميس ذكرى وفاة الشاعر والفيلسوف أبو العلاء المعري، أحد أبرز شعراء الوطن العربي، الذي بدأ قراءة الشعر منذ الصغر أي ما يقرب من سن الثانية عشرة، درس علوم اللغة، والأدب، والحديث، والتفسير، والفقه، والشعر على نفر من أهله، لقب بـ"رهين المحبسين" أي المقصود بها محبس العمى والبيت، نظرا لاعتزاله الناس بعد عودته من بغداد حتى وفاته.
وصدر للأديب الكبير عباس محمود العقاد كتابا عن أبي العلاء المعري يتخيل من خلاله عودة ابو العلاء المعري مرة اخرى للحياة في زمننا فيصوره العقاد يتجول في البلاد ويرى ما طرأ وتغير بعد وفاته.
ذكر العقاد في هذا الكتاب ان هناك ثلاث علامات من اجتمعت له كان من عظماء الرجال وكان له حق الخلود، وفرض الإعجاب من محبيه ومريديه وفرط الحقد من حاسديه والمنكرين عليه وجو من الالغاز والاسرار يحيط به كأنه من خوارق الخلق الذي يحار فيهم الواصفون ويستكثرون قدرتهم على الآدمية فيردون تلك القدرة تارة على الإعجاز الإلهي وتارة إلى السحر والكهانة وتارة إلى فلتات الطبيعة إن كانوا لا يؤمنون بما وراءها، وهذه العلامات اجتمعت في أبي العلاء المعري على نحو نادر في تاريخ الثقافة العربية لا يشركه فيه إلا قليل من الحكماء والشعراء فهو في ضمان الخلود منذ ان احب من احب وكرهه من كره وتحدث عنه من تحدث كأنه بعض الخوارق والاعاجيب.
أوضح العقاد ان ابو العلاء المعري بلغ من منزلته بين مريديه ان وقف على قبره ثمانين شاعرا يرثونه بعيد وفاته فكان بلاغ قولهم مطلع قصيدة لأحدهم وهو"ابو الفتح الحسن بن عبدالله بن حصينة " يقول: العلم بعد ابي العلاء مضيّع/والأرض خالية الجوانب بلقع، وهو مثل من امثلة الاعجاب الذي اتفق عليه اولئك الشعراء وكانوا فيه ترجمانا لمئات بل ألوف من المعجبين لم ينظموا الرثاء ولم يقفوا على ثراه وبلغ من إنكار حُساده والجاهلين به انهم جعلوه من أهل الجحيم واستجهلوه غاية الجهل واتهموه في فهمه وذكائه.