وصف الدكتور فتحي العفيفي، أستاذ الفكر الإستراتيجي، بجامعة الزقازيق، جماعة الإخوان بأنها لا تفكر في شيء سوى الهيمنة على مقدرات الدول التي تجد لنفسها مكان فيها، مشيرا إلى أنها في سبيل تحقيق هذا الهدف في ليبيا تواصل مساعيها، لتدمير كل فرص استعادة الاستقرار والسلام في البلاد.
ولفت إلى أن الجماعة اعتادت على استخدام القتل والتدمير وإثارة الفتن والصراعات، داخل كل مجتمع، تجد في فرصة للحياة، خاصة إذا لم تحقق هدفها الأساسي، وهو الهيمنة على هذا المجتمع ووضعه تحت سلطتها المطلقة.
وأشار إلى أن تراجع جماعة الإخوان، وفقدانها لما حققته من مكتسبات في ليبيا، بالتزامن مع ما جرى عام 2011، يدفعنا إلى التحذير من أنها ستعاود استخدام أسلوبها الأثير، وهو هدم المعبد على رؤوس من فيه.
وقال: "التحذير الذي يتفق معي فيه الكثير من المراقبين يرتبط بتحركات واضحة تجري على الأرض، من قبل أجنحة الجماعة الداخلية، وحلفائها الخارجيين، حيث تم رصد تحركات مكثفة للمليشيات الموالية لها، مدعومة بحركة دؤوبة لطائرات شحن تأتي من الخارج محملة بالسلاح والمرتزقة، وتحط رحالها بالمطارات الموجودة في غرب البلاد، وفق تأكيدات مواقع متخصصة في الرصد الجوي مثل: "فلايت رادار 24".
وألقى العفيفي الضوء على تصريحات للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس، أقر فيها برصد الأمم المتحدة، لتزايد ملحوظ في نشاط المرتزقة الموجودين على الأراضي الليبية، فضلا عن رصد تحركات عسكرية جديدة تنفذها بعض المليشيات.
جوتيريس أوضح أن ليبيا لم تشهد أي تراجع في عدد المسلحين الأجانب، أو أنشطتهم، مشيرا إلى أنه على الرغم من الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف كافة، فإن أنشطة الشحن الجوي متواصلة إلى قواعد عسكرية مختلفة.
الميليشيات التابعة لجماعة الإخوان هي من تقود التحركات العسكرية المريبة على الأرض، هذا ما أكده العفيفي، محذرا من وجود خلافات ضخمة بين أمراء تلك المليشيات، بسبب بعض الأمور السياسية، ما ينذر بتفجر الأوضاع بين لحظة وأخرى، لا سيما وأن هذه المصادر أكدت أن تنظيم الإخوان أمر بإعادة تموضع ميليشياته وإعلان حالة الطوارئ داخلها.
