الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

بعد دهس طفل وحارس كومباوند لإصابة مسنة تقود سيارة بنوبة قلبية.. مطالبات بإجراءات فحوصات طبية دقيقة لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة للحصول على رخصة القيادة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يشكل التنقل بالسيارات ضرورة مهمة في الحياة لكل فئات المجتمع، رغم تطلب قادة السيارة إلى مهارات بدنية وحركية وإدراكية خاصة، مما يمنع كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، من القيادة في بعض الأحيان، نتيجة ضعف الانتباه والإدراك والسمع والبصر، أو الإصابة بالأمراض المزمنة التى وضع لها قانون المرور المصرى شروط طبية وأخرى تمنع سيرهم على الطرق السريعة.


قانون المرور منح لكبار السن رخصة مشروطة وهى رخصة مطبقة في دول العالم، وتكون لجميع المرضى وكبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة كان يمنع إعطاؤهم رخصة قيادة، نظرًا لحالتهم الصحية، وسيتم إعطاؤهم تلك الرخص من داخل وحدات المرور وتكون الرخصة المشروطة داخل نطاق المدينة لتلبية احتياجات المواطنين، ولا يسمح بها خارج المدينة التى يسكن فيها ولا يسمح السير بها على الطرق السريعة.
حادثة مفجعة استيقظ عليها سكان مدينة الشيخ زايد التابعة لمحافظة الجيزة، عقب مصرع طفل طفل عمره لا يتجاوز الخمس أعوام كان يلعب بالدراجة الخاصة به، وحارس أمن دهسا تحت عجلات سيارة، بأحد الكومباوندات، وتبين أن السيارة المسرعة التي صدمتهما كانت تقودها سيدة متوفية تعرضت لأزمة قلبية وتوفت أثناء القيادة، وثبتت قدمها على البنزين الذي جعل السيارة تسير بصورة جنونية.
لفتت الحادثة البشعة الانتباه إلى كثيرين من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة يقودون سيارتهم، على الطرق، مما قد يسبب الكثير من الحوادث، في بلد بلغت فيه عــــدد حـــوادث السيارات على الطرق خــــلال عـام 2019، حيث بلغ 9992 حادثًا، مقـــابل 8480 حادث عام 2018 بنسبة ارتفاع 17.8٪، وذلك طبقا لإحصائيات الجهاز المركزى للإحصاء والتعبئة.
والأزمة تعانى منها كثير من دول العالم، حيث نشر باحثون بجامعة كولومبيا دراسة متطورة في مجال الصحة العامة تهدف لرصد ضعف الإدراك والخرف لدى كبار السن الذين يمارسون مهمة القيادة باستخدام بياناتهم المسجلة أثناء القيادة الواقعية.
الدراسة تشير إلى تأثر كبار السن بضعف الإدراك، والزيادة من ظهور أعراض الخرف الطفيف عليهم نتيجة لممارستهم مهمة القيادة الواقعية.

وسجل الباحثون بيانات الحركة والإدراك من خلال تقنيات متطورة يتم وضعها داخل السيارة، حيث أجريت التجربة على 2977 مشاركا تتراوح أعمارهم بين 65 و79 عاما، ولم يكن لديهم ضعف إدراك ملحوظ قبل التجربة التي إستمرت من أغسطس 2015 إلى مارس 2019.
وقال الدكتور محمد عز العرب، مؤسس وحدة الأورام بالمعهد القومي للكبد وأمين صندوق جمعية سرطان الكبد المصرية، إنه من الناحية الطبية لا يجوز القيادة لكبار السن، لأنها مهمة صعبة، وتتطلب عمليات إدارك وتحمل أعصاب بصورة كبيرة، مشيرا إلى أن كلما تقدم العمر تأثرت عمليات الإدراك، وأيضا تأثرت قوة التركيز والسمع والبصر والتحكم في الأعصاب.
وتابع عز العرب، خلال حديثه لـ"البوابة نيوز"، أنه لا بد من فحص طبى دقيق للمتقدم لتجديد رخص القيادة من كبار السن، يشمل الإدراك والأمراض المزمنة وحالة الإبصار والسمع، لكبار، مشددا على ضرورة تقليل مدة استمرارية رخصة القيادة إلى 3 سنوات بدلا من 10 سنوات، وذلك للتغيرات الكبيرة والسريعة التى تحدث على جسم الإنسان خاصة الذين تقدمت أعمارهم أو يعانون من أمراض مزمنة مثل القلب والسكر والكبد والضغط.
وأشار إلى أن بعض الأمراض المزمنة تؤثر على الحواس والإدراك، مثل تليف الكبد أو الاعتلال الدماغى، وبالتالى لا بد من منعهم من القيادة نهائيا، كاشفا إلى أن كثير من السائقين المهنيين، يعانون من أمراض الكبد واختلال الأمونيا في الدم، ويتعرضون لحالات فقد للوعى أثناء القيادة، ولذلك لا بد من الكشف الدورى الدقيق على السائقين المهنين خاصة لتقليل حالات الوفاة أثناء القيادة.
ونوه بأن بعض النوبات القلبية والصدرية الطارئة لا يمكن السيطرة عليها وليس لها علاقة بالسن ويمكن أن تحدث للشباب، لافتا إلى ضرورة أن كل شخص يجب أن يكون صادقًا مع نفسه ويتوقف عن قيادة السيارة ما دام مصاب بأمراض مزمنة أو أصيب بعدة نوبات قلبية متكررة أو لديه ارتفاع في السكر أو القلب أو أمونيا الدم.


ومن جانبه قال الدكتور السيد المر، استشاري الباطنة بمستشفيات جامعة الزقازيق، إن إجراءات الحصول على رخصة قيادة التى تعتمد على كشف الباطنة أو الرمد، أمر غير كاف، نظرا إلى أن هناك بعض الحالات تصاب بنوبات صرعية، أو أمراض مختلفة لا تظهر مع كشف الباطنة فقط، وبالتالى يحصل على رخصة قيادة ويعرض حياته وحياة الأخرين للخطر.
وأشار إلى أن هناك بعض الناس يمكن أن يكون مريض بالقلب ولا يعلم، لوجود أنواع من المرض ليس لها أعراض، وهذا منتشر نتيجة الكثر من العوامل التدخين والسمنة المفرطة ومرض السكر والضغط، ويمكن أن يحدث توقف للقلب بشكل مفاجئ، نتيجة مشكلات وراثية لم يتم اكتشافها.
وشدد على ضرورة إجراء فحوصات إضافية لمرضى القلب والسكر، لافتا إلى أنه طبيا لا يوجد سن معين للقيادة حتى ولو 70 عاما، ما دامت صحته جيدة وتم كشف عليه جيدا.
فيما رأى الدكتور عادل الحكيم، أستاذ جراحة المخ والأعصاب، أن مرضى الصرع أو السكرغير المنضبط، ومن يتناولون عقاقير خاصة بالأعصاب والمخ، لا يجوز لهم القيادة نهائيا، لافتا إلى أن لا يوجد في أى دولة في العالم سن محدد للقيادة، حتى ولو 100 سنة، ما دام أجرى فحوصات طبية سليمة دقيقة وليست ظاهرية تأكدت من سلامة الحواس والإنتباه والباطنة والقلب وخلافه.