يحل اليوم الأربعاء ذكرى ميلاد الأديب يوسف إدريس والذي يعتبر أحد العلامات البارزة في الأدب العربي المعاصر، ويلقب بفارس القصة القصيرة.
حصل الأديب والروائي يوسف إدريس على بكالوريوس الطب من جامعة فؤاد الأول التي شهدت انحيازه السياسي ونضاله ضد الاحتلال البريطاني، ثم تم تعيينه في القصر العيني لكنه استقال سنة 1960 بعد أن التحق بالعمل بجريدة الجمهورية ثم الأهرام وقرر التفرغ للكتابة.
نشر إدريس أولى قصصه "أنشودة الغرباء" عام 1950 ثم صدرت مجموعته الأولى "أرخص الليالي" عام 1954 ثم تلي ذلك أعمال أخرى كثيرة بين القصة والرواية والمسرحية والمقال.
كان إدريس شديد الاعتزاز بنفسه وبكتاباته حتى أنه بالغ في ذلك بعد حصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل وقال إنه كان أجدر بها منه، وتحولت معظم رواياته إلى أفلام سينمائية.
وكتب إدريس العديد من المسرحيات التي حصلت على جوائز عديدة وتمت الإشارة إلى الفوارق بين إدريس ومحفوظ في قدرة كل منهما على الالتقاط والتدوين والتورط المجتمعي وسمات الشخصية.
استطاع يوسف إدريس تثبيت أقدام القصة القصيرة ونقلها من المحلية إلى العالمية، فخلق قصة عربيّة، بلغة عربية مصرية قريبة من لغة الإنسان العادي وبذلك نقلها من برجها العاجي إلى لغة التخاطب اليومي، وركز على نمطين من أنماط الشّخصيّة القصصيّة وهما: شخصيّة المرأة باعتبارها عنصرًا مهمشا أكثر من غيره، فنذر حياته للدّفاع عنها وللكتابة من أجلها، أما النمط الثاني فهو الشّخصيات الرجولية وهي شخصيات، في معظم الحالات، من قاعدة الهرم، من الشريحة المظلومة في المجتمع المصري وهي تمثيل للإنسان المصري الذي يعيش على هامش الحياة المصرية بكل مستوياتها.
شهد نهج يوسف إدريس في كتابة القصّة القصيرة تغيّرًا جذريا، في نهاية الخمسينيات وأوائل الستينيات، فالتصوير الواقعي، البسيط، للحياة كما هي في الطبقات الدنيا من المجتمع الريفي، وفي حواري القاهرة، بدأ يتلاشى، ويظهر نمطا للقصة أكثر تعقيدا، وتدريجيا، أصبحت المواقف والشخصيات أكثر عموميّة وشمولية، إلى أن قارب نثره تجريد الشعر المطلق، ويشيع جو من التشاؤم، وينغمس أبطال القصص في الاستبطان والاحتدام، ويحل التمثيل الرمزي للموضوعات الأخلاقية والسياسية محل الوصف الخارجي والفعل الملاحق.
وقد قال الكاتب الراحل وحيد حامد في إحدى لقاءاته التلفزيونية أن قال الكاتب وحيد حامد، إن يوسف إدريس أول من أرشده للعمل في كتابة السيناريو"، مبينا انه بعدما صدرت لي أول مجموعة قصصية خاصة به، أرسله للراحل يوسف إدريس، ولكنها لم تعجبه"، مؤكدا:"قالي أنت تمتلك حس درامي عالي، وشاورلي على التليفزيون وقالي أنت مكانك هنا".
وذكر حامد أنه عمل بنصيحة الراحل يوسف إدريس، مشيرا إلى أنه كان يتمنى أن تعجبه مجموعة القصص التي كتبها ولكنه كن سببا في أنه فتح له مجال الدراما".