تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
51 سنة هو إجمالي ما عشته من سنين على أرض هذا البلد الأمين ، رأيت فيها كثيرا وعانيت أكثر ، لكن أبداً لم أتمنى أن يكون لي وطن آخر سواها ، فهي بكل حلوها ومرها حضن دافئ يحتويك حين ترتجف ، وقد شاءت إرادة الله أن يزرع في نفوس جل أبنائها الخير والشهامة والفداء حتى أنك قد تصادف صديقا أو صديقة يقفون بجوارك في شدة كأنهم أشقاء من أب وأم واحدة .
وهي ربما البلد الوحيد الذي يفتدي فيه الأخ أخيه ليس بماله فقط بل بروحه ، فتراه على أتم استعداد ليطعم أخيه ولو بات جائعا ، نعم هذه هي مصر الجميلة التي لا أستطيع التعبير عن عشقها أكثر من هذا لأن شهادتي فيها مجروحة .
الحمد لله ان مصر بلدي.. وظني بها لا يخيب أبدا.. وهذا سر عشق الأنقياء لها ، وهو أيضا سر حقد الفاشلين عليها ، فاللقمة الصغيرة تكفينا وتكفي اخوتنا ، وفي عز أزمتنا لا أحد يتوقعنا فقد نتخذ قرارات تغيظ المزايدين والمتاجرين والمتكدسة خزائنهم بالكنوز التي تكاد تعطن من الاختزان ، وكل هذا تقدمه مصر لأشقائها ، كما كتبت منذ أيام ، كواجب لا جميل .. ووالله لو أخلص الأشقاء النية لتقوية "شوكة مصر" ، وبذلوا 1% ما يتكبدونه لإرضاء من لا يرضون أبدا لأصبح الوطن العربي "في حتة تانية خالص" .