اختتم الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، مشاركته بمعرض سوق السفر العربي بدبي، بمرافقة الطيار محمد منار وزير الطيران المدني، وهي المشاركة التي استغلها الوزير ليعلن للعالم تفاصيل جهود مصر في مواجهة تفشي فيروس كورونا، والإجراءات التي اتخذتها لحماية العاملين بالقطاع والسائحين على حد سواء، علاوة على تقديم الأنماط السياحية الجديدة والاكتشافات الأثرية التي جرت مؤخرا.
العناني عقد العديد من اللقاءات مع شركاء المهنة الدوليين على المستويين الحكومي والخاص، كما التقى عددا من الصحف ووكالات الأنباء ووسائل الإعلام، وخلال هذه اللقاءات، أكد الوزير أهمية مشاركة مصر في هذا الملتقي مما يسهم في الترويج السياحي لمصر في السوق العربي والذي يتزامن مع قيام مصر بإطلاق حملة ترويجية بهذا السوق المهم لتشجيع حركة السياحة الوافدة منه خاصة في ظل الفتح التدريجي للسفر في العديد من الدول العربية.
وأضاف العناني أن هذه الزيارة تعتبر فرصة لاطلاع العالم وبالأخص العالم العربي عما تقوم به مصر خلال الفترة الحالية لمواجهة تداعيات أزمة فيروس كورونا وإبراز الإجراءات الاحترازية الدقيقة التى تتخذها، حيث استعرض الوزير الجهود التي تبذلها الدولة المصرية لدعم القطاع السياحي من تداعيات هذه الأزمة لضمان سلامة العاملين بالقطاع والمواطنين والسائحين، ومنها التدابير التي تم اتخاذها لمواجهة هذه الأزمة من إجراءات احترازية وضوابط السلامة الصحية، وحرصها على تقديم التطعيم باللقاحات المضادة للفيروس.
وأكد أن مصر تقوم بتحديث هذه الإجراءات والضوابط أولا بأول في مطاراتها وفنادقها ومنتجعاتها وأماكنها السياحية والأثرية بشكل منتظم، كما تقوم الوزارة بإيفاد لجان تفتيش دورية للتأكد من مدي التزام هذه المنشآت بتطبيق هذه الإجراءات، مشيرا إلى أن هناك ما يقرب من 800 فندق سياحي في مصر حصلوا على شهادة السلامة الصحية.
وتطرق الدكتور خالد العناني في أحاديثه إلى خطة الوزارة لتعزيز الترويج السياحي لمصر في الأسواق المختلفة، موضحا الخطة الحالية والمستقبلية للوزارة في هذا الشأن حيث تقوم الوزارة حاليا بإطلاق حملات ترويجية إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بها، بالإضافة إلى حرصها على تنظيم العديد من الزيارات التعريفية من خلال دعوة واستضافة عدد من أشهر الكتاب السياحيين والمدونين والمؤثرين على مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة من كافة دول العالم.
وأوضح أنه قبل بداية الخريف هذا العام سوف تطلق الوزارة حملة ترويجية دولية لمصر لمدة ثلاثة سنوات وذلك بعد انتهاء التحالف الدولي الذي تعاقدت معه الوزارة في يناير الماضي لإعداد استراتيجة إعلامية متكاملة، حيث تهدف هذه الحملة إلى الترويج السياحى لمصر بصورة أكبر لجذب المزيد من السائحين إليها.
وتساءل عدد كبير من ممثلي وسائل الإعلام المختلفة عن موعد افتتاح المتحف المصري الكبير، حيث أكد لهم الوزير أن تحديد هذا الموعد لن يكون مرتبطا بمصر فقط، إنما سيكون مرتبطا بالحالة الصحية في العالم بأكمله حتى يتسنى اختيار التوقيت المناسب للجميع.
وقال العناني، إنه في عام ٢٠١٩ حدثت طفرة في السياحة، واستقبلنا ١٣ مليون سائح، بعائدات ١٣ مليار دولار، ثم كانت البداية جيدة في مطلع عام ٢٠٢٠، حتى تفشت الجائحة بشكل كامل عالميا واضطررنا لغلق الأجواء مثل باقي الدول في شهر مارس، واستمر الوضع حتى العودة الجزئية في يوليو ٢٠٢٠، غير أن الحركة المبشرة جاءت في العام الحالي بعدما حققنا ٥٠٠ ألف سائح في الشهر وهو نصف المعدل الذي كنا نشهده في ٢٠١٩ قبل الجائحة، واغلبها من أوروبا الشرقية.
وتابع أن الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها مصر كانت كفيلة لخلق بيئة سياحية صحية وآمنة خاصة في جنوب سيناء والبحر الأحمر، لتصبحا خاليتين من كورونا تماما، وما يدل على ذلك عدد الدول المصدرة للسياحة في المدينتين، مشيرا إلى ان عودة الحركة السياحية لا يرتبط فقط بالوضع الوبائي في مصر، بل بالدول المصدرة للحركة أيضا، حيث تعد نسبة ٨٠٪ من الحركة الوافدة لمصر أوروبية، و٢٠٪ من الشرق الأوسط، وكلاهما مناطق لا تزال تفرض قيودا على السفر.
ونوه الوزير، إلى ان مصر تعد مشروعات سياحية حالية بقيمة تصل إلى ٢٦٠ مليار جنيه، منها منتجع الجلالة السياحي على خليج السويس، المزمع افتتاحه خلال أسابيع، ومشروع العلمين الجديدة والعاصمة الإدارية والمنصورة الجديدة، بجانب مشروعات الطرق لربط البحر بوادي النيل ما يدفع عملية الربط بين الأنماط السياحية المختلفة، بجانب الاكتشافات والمتاحف الجديدة وخاصة متاحف شرم الشيخ والغردقة والفسطاط، وكذا عددا من الفنادق الجديدة، موضحا ان مصر استغلت فترة الركود الماضية في تطوير البنية التحتية والاستعداد للعودة بقوة للعمل.
وتابع أن مصر بذلت جهدا في تسهيل الإجراءات الخاصة بإصدار التأشيرات، لدفع الحركة الوافدة، وبات يمكن لمواطني نحو ٧٣ دولة الحصول على تأشيرة الدخول السياحية عند الوصول، علاوة على التنسيق المستمر مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، لإطلاق أول بوابة إلكترونية للحصول على تأشيرة دخول مصر عبر الإنترنت.
واستطرد: "عملنا على توفير بيئة مناسبة لسياحة العمل، فمع تطورات جائحة كورونا ظهر بقوة مفهوم الفري لانس أو العمل دون مقر، لذا قامت مصر بتسهيل إصدار التأشيرة عند الدخول، وكذا تسهيل مدها عند الانتهاء ودون عناء، وكذا تتمتع فنادقنا بأسعار تعتبر ميسرة كثيرا عن فنادق المقاصد المنافسة، لذا ومع الإجراءات الاحترازية ضد كورونا، تمكنا من جذب شريحة كبيرة من العاملين دون مكاتب من دول مختلفة، خاصة وان مصر من المقاصد المفتوحة للهواء الطلق، فهي عبارة عن معابد وشواطئ جيدة التهوية بطبيعة الحال ودون عناء".
واعرب الوزير عن تمنياته باستمرار زيادة معدل الحركة الوافدة، موضحا أن مصر استقبلت في يناير الماضي ٢٥٠ ألف سائح، وفي فبراير ٣٢٠ ألفا، وفي مارس ٤٠٠ ألف، وفي أبريل استقبلت ٥٢٥ ألف سائح، وإن كان هذا الرقم غير الذي تستحقه مصر فهو مناسب جدا للمرحلة الحالية الصعبة وسط الحدود المغلقة والطيران المتوقف، مشيرا إلى أن مصر كانت تستقبل ما يزيد عن مليون سائح شهريا في عام ٢٠١٩ قبل الجائحة، وهو ما يمكن الوصول إليه بتزايد سرعة انتشار اللقاحات في الأسواق المصدرة للحركة خاصة في أوروبا واهلنا من الشرق الأوسط.
ولفت إلى جهود وزارتي السياحة والاتصالات في تطوير استخدام التكنولوجيا بالقطاع، لتبسيط إجراءات السفر والسياحة في مصر، حيث سيتم خلال أسابيع إطلاق موقع للسائح في مصر يتم تزويده بكافة المعلومات حول التحركات الداخلية وأماكن الزيارة ومعلومات عن الجائحة الدولية وطرق الحماية منها واقرب الخدمات الطبية المتاحة في كل مكان يتواجد به السائح، علاوة على استقبال الشكاوى والاستغاثات.