تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
تحل غدا الأربعاء ذكرى ميلاد الأديب يوسف إدريس والذي عشق الأدب منذ صغره فترك مهنة الطب ليدخل هذا العالم من الباب الملكي ويصبح أميرا للقصة العربية وكاتبا متميزا رافعا اسم مصر في العالم وهو أحد العلامات البارزة في الأدب العربي المعاصر، ويلقب بفارس القصة القصيرة.
صدر له كتاب يحمل عنوان ما أهمية ان نتثقف يا ناس" يشرح فيه أهمية الثقافة بالنسبة للإنسان والمجتمع.
قال يوسف إدريس، إن الثقافة ليست مجرد تحصيل معلومات من كتب بل هي أساسا جزء مكمل بالضرورة للتعليم فتعليم بلا ثقافة لا يتعدى خلق كائنات ميكانيكية لا تجيد إلا صنعة أو حرفة يد بل حتى هذه الحرف بدون عقل يحتوي الحد الأدنى من الثقافة اللازمة للمواطن العاقل أو الفلاح يصبح عاملا معرفا في نفس صميم حرفته أو صنعته، فإذا كان التعليم هو التدريب على المهارات سواء كانت يدوية أو عقلية، فالثقافة هي تدريب النفس على السيطرة على تلك المهارات والتدريب على الاختيارات سواء ما يمس منها صميم حياته الشخصية مثل اختيار زوجته ونوع حياته وتسليته وكيفية قضاء إجازته واختيار نوع التربية وتوجيه أولاده وغيرها من الأمور.
وأوضح إدريس، أن الثقافة ليست ترفا عقليا بل انها ضرورة بشرية مثل الخبز والحرية وبدونها يستحيل الإنسان إلى حيوان آكل شارب نائم متناسل إذ الذي يصنع الإنسان والذي يفرق بين الإنسان العظيم والتافه هو الكم المضاف إلى عقله ليس فقط في معلومات وإنما في قدرة على ترتيب هذه المعلومات بحيث يستطيع الإنسان في النهاية ان يعتنق فلسفة خاصة به يزاول بها حياته ووجوده يسعد بها نفسه ووطنه، بل انه بانعدام المحصول الثقافي للإنسان تصبح اية دابة احسن منه فهو دونا عنها مزود بعقل لا بد أن يعمل في اتجاه صالح واذا لم يعمل فسوف يسير في اتجاه خاطئ وأحيانا إجرامي.