مع كل تصعيد بين الأشقاء الفلسطينيين وإسرائيل يخرج علينا "حفنة من أصحاب الشعارات" بالهجوم على مصر، ورغم إننا سئمنا من هؤلاء، وتعودنا على مثل هذا الهجوم، إلا أننا لم نعُد نهتم بهذه الحملات ولا بمن يُرددها ولا بمن يتبناها ولا بمن يُروجها، لأنها فقط محاولة للضغط على مصر لجرجرتها لمعركة كلامية هامشية يقوم بها الصغار "وهُم يعلمون أنهم صغار" ليتباهوا بأنهم ينالون من "مصر الكبيرة" ، فبئس هذا التباهى وبئس هذا السلوك.
هذا ليس وقت صب الزيت على النار، فـ"مصر" مواقفها مُشرفة مع الأشقاء الفلسطينيين ولن نُعدد ما فعلناه وسنتغاضى عن مواجهة هؤلاء الصغار حتى لا نُعطى لهم قيمة أكبر من قيمتهم وحجم أكبر من حجمهم، مُهمتنا الوقوف مع أشقائنا الفلسطينيين وتوحيد الرؤى والصفوف ولن نسمح بتزايُد الانقسامات ونشر الفتن، فنحن نعمل على غلق باب الإنقسامات والفتن التى يحاول البعض إشعالها مرة أخرى.
يعلم القاصى والدانى بأن "مصر" حاربت إسرائيل مرات ومرات من أجل فلسطين، واجهناها دفاعا عن أرضنا المصرية والأراضى العربية، إنكسرنا قليلاً وإنتصرنا كثيراً، تفاوضنا لسنوات بكل قوة وانتصرنا، وعادت سيناء كاملةً، عقدنا اتفاقية سلام وبسببها ننعم بالسلام ونحافظ عليه ونبنى ونُعمر فى سيناء الحبيبة، نُشارك القيادة الفلسطينية الرؤى ولا نفرِض عليها شيئاً وفى نفس الوقت لا نرضى بأى تنازلات تؤثر على القضية، فلا تُزايدوا علينا.
دائماً "مصر" فى مُقدمة الصفوف المُدافعة عن القضية الفلسطينية، دائماً "مصر" حاملة للقضية على أكتافها، لأنها بالفعل "قضيتنا الأولى" بل أنها "قضية العرب الأولى"، نُدافع عن فلسطين بكل ما أُوتينا، بإخلاص، بكل تُجرد، لا ننتظر مدح أو ثناء من أحد، ولا ننظُر لشو إعلامى أجوف، بل نتمنى أن يعى هؤلاء ويفهموا الحقيقة لأن فلسطين لا تنتظر مِنا "المُبارزة" التى سنخرج جميعا منها خاسرون ومُنهكون، بل إن فلسطين تنتظر مِنا المُساندة والتكاتُف والدفاع عنها وتبنى قضيتها لأنها قضيتنا، وهى بالفعل "قضية عادلة".
أرى أن الرؤية المصرية تُمثل ركيزة أساسية للدفاع عن القضية.. وهذه الرؤية تتلخص فى الآتى :
• "مصر" تعتبر القضية الفلسطينية هى قضية العرب الأولى وقال ذلك الرئيس السيسى فى أكثر من ( ٢٨ ) خطاب رسمى منها خطاباته فى جميع المناسبات الوطنية وفى الأمم المتحدة.
• "مصر" ما زالت تُطالب إسرائيل بالانسحاب من الأراضى المحتلة فى ١٩٦٧، مع العودة إلى حدود ما قبل ٥ يونيو ١٩٦٧ وتطالب المجتمع الدولى بالضغط على إسرائيل ، مع إدانة ما تقوم به إسرائيل من اعتداءات على الأراضي الفلسطينية والأشقاء الفلسطينيين والمقدسات الإسلامية بصفة مستمرة
• ضرورة إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة على حدود ٤ يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، مع التأكيد على أن أى طرح سياسى لن يكتب له النجاح إذا لم يحقق هذا الهدف المشروع والمُحصن قانوناً والمقبول دولياً.
• حل القضية الفلسطينية يمثل أحد أهم محاور الاستقرار فى الشرق الأوسط، وأن مبدأ حل الدولتين هو الوسيلة الرئيسية لتسوية القضية، مع اعتبار المبادرة العربية لا تزال تمثل الرؤية العربية التى تحظى بإجماع عربى لحل الصراع العربى الإسرائيلى.
• ضرورة استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية على أُسس ومرجعيات دولية لتحقيق السلام فى المنطقة العربية.