يتميز مواطنو محافظة مطروح ببعض العادات عن غيرهم في طقوس قضاء عيد الفطر المبارك خاصة في الأطعمة التي يصنعونها طوال أيام العيد.
وأبرز الأكلات التي ينفرد بها أهالي محافظة مطروح من أبناء قبائل على والقبائل الكبرى القاطنة بصحراء مصر الغربية، العيش المقطع، الذي يستهل به البدو اليوم الأول من العيد، ويقدم عقب الانتهاء من صلاة العيد بالسمن والعسل أو الروب (عسل التمر)، ويفضل البعض منهم أن يقدموه بالخضروات.
ويقول فرج منصور الجبيهي، إن عيد الفطر يعرف عند غالبية بدو الصحراء الغربية بعيد العيش، وذلك نسبة إلى الوجبة الأساسية التي تقدم في صبيحة اليوم الأول من العيد، مشيرًا أن العيش المقطع يتكون من دقيق معجون بماء وملح ثم يقطع ويفرد ويطبق كل طبقة تلو الأخرى، وهو يشبه المخروطة التي يصنعها أهالي صعيد مصر، ثم يوضع بين كل طبقة والأخرى كثير من الدقيق، ثم يقطع بالسكين، وتقوم النساء بطهي هذا العيش على النار مخلوطا باللبن، ويقدم معه طبقان صغيران من العسل الأسود والسمن.
وعادة ما يقدم هذا الطعام عن كبير النجع أو التجمع الصحراوي، حيث يلتقي قاطنو هذا النجع عند كبيرهم الذي ينال تقدير واحترام الجميع، وله مكانه عالية بين الأهالي، وهذه العادة قد اختلفت بعض الشيء بعد توطين البدو ودخولهم في حياة الحضر، وعلي الرغم من ذلك يحرص الكثير على إحياء تلك العادة فيتجمعون عند كبير العائلة أو المنطقة السكنية أو القرية التي يعيشون فيها.
وبعد الزيارات الأسرية التي تتم بين الأبناء والآباء، أو الجيران، أو الأقارب، تقوم النساء بإعداد طعام الغذاء الخاص باليوم الأول، فهناك من يفضل طهي الأرز الأحمر بالصلصة، أو الأصفر بالكوركم، والبعض يفضل المكرونة المبكبكة والتي يعرفها البعض بالمكرونة الجارية، أو الكسكاس المدبوخ الذي يتم تسويته على البخار، ويقدم مع الخضروات المشكلة، وعندما يحل وقت العصر تقدم العصيدة، التي تُعد في إناء كبير الحجم تضع فيها قليلا من الماء على النار حتى يغلى، ثم تضيف بعض الملح وقليلا من الدقيق، ويتم عجنها بواسطة خشبة طويلة لمزج الخليط بشكل متماسك ومتجانس، ثم يضاف الدقيق تدريجيا مع استمرار العجن والتقليب بالعصا فوق النار حتى تنضج، وتقدم ساخنة مع العسل، وأحيانًا تقدم بالمكسرات.
