اسمه فقط كفيل أن يشيع البهجة، فحين يتردد اسم الراحل عبدالفتاح القصري، لا تملك إلا الابتسام والفرح؛ فهو مصدر الضحك لكل الأجيال، لتعيش "الإفيهات" التي أطلقها بيننا حتى اليوم، وفي أحيان كثيرة تشتعل مواقع التواصل الاجتماعي، أمام "الإفيهات"، التي كان يطلقها " الباز أفندي ده رجل أنا نفسي أتمناه.. كلمتي لا يمكن تنزل الأرض أبدا.. بس هتنزل المرة دي.. دي ست ولا ست أشهر".
ورغم أن القصري هو الرجل الضاحك، إلا أن حياته كانت دراما من الألم والوجع، فتركته زوجته بعد أن خسر ماله، وتخلى عنه أصدقاؤه بعد مرضه، يقول في لقاء له عبر الإذاعة المصرية: " فقدت بصري، وأحلم بالعودة إلى المسرح مرة أخرى، ورغم أنني أصبحت كفيفا، إلا أنني لو عُرض عليَّ دور سأقوم به، نجيب الريحاني له أفضال كثيرة عليَّ، فهو من علمني وأعطى لي الفرصة للوقوف على خشبة المسرح، ويعتبر دور الحانوتي هو الأقرب إلى قلبي، أتذكر في مسرحية ماحدش واخد منها حاجة، وكنت أقوم بدور حانوتي شهدت إقبالا كبيرا من الجمهور، والأغرب كان الحانوتية هم الأكثر حضورا في المسرح، وواصل القصري حديثه: أنا أعمل الآن من أجل العيش، وأستطيع سداد فاتورة البقالة والجزار بعد تخلي الجميع عني، من المواقف التي لن أنساه، هي قيامي بدور أمام العظيم جورج الأبيض، وفي أحد المشاهد التي تطلب مني أن أقوم بالبكاء عجزت عن ذلك، فكان بكائي تمثيليا جدا، فما كان من الأبيض إلا أن يصفعني بقلم تحولت لهستيريا من البكاء.