منذ نحو 10 سنوات لم يدخل الكعك بيتي، مرض ابني غسان في 2012 وتوفي في 2016، بعد أن حضر حرب 2014.
بوفاة غسان انقطع بيتنا عن كثير من مباهج الدنيا، من بينها الكعك؟ قد يكون هذا التصرف بحكم العادات والتقاليد، لكن هذا ما حدث بالأمس عصرا، وقبل أن تدق الحرب طبولها وترسل موتها ونارها وقذائفها، اشترينا حوائج الكعك.
يجب أن نعمل كعك خاصة وأن لنا كنة من حقها أن تفرح وعندنا سارة بنت غسان بتحب الحلويات مثل أبيها.
الأخبار اليوم سيئة والوضع أكثر توترا ومؤلم، فديو الولد وهو يودع ابيه على ابواب العيد ويشير له بيده "مع السلامة يا بابا" يقطع نياط القلب المقطعة أصلا؟!
وخبر قصف شقة في برج الجندي المجهول مؤشر على تصعيد جديد، وأصوات الطائرات والزنانات والقصف، كل هذا يزيد من التوتر والترقب والخوف من القادم، بعد أن كان هناك أملا في الليل في الوصول إلى وقف للحرب من خلال الجهود المصرية والاوروبية، لكن من الواضح أن الجولة مازالت في بداياتها وهي مفتوحة على كل الاحتمالات؟!
لذلك لا بد من مواصلة الحياة والصمود، هذا قدرنا.
لازم نعمل الكعكات، رطل من الدقيق وكيلو سميد وحوائج الكعك.
أم غسان وكنتها يواجهون الموت بالحياة، ويبعثون برسالة إلى أعداء الأطفال والحياة بأننا مصممون على البقاء والاستمرار والوصول إلى يوم العيد لنفطر فسيخ ورنجة ونشرب شاي مع كعك العيد؟!
لكنه كعك بطعم الحرب، بطعم الموت، بطعم الحزن.
هل سنكمل عمل الكعكات ونأكل منها أم سيفاجئنا كوخافي، رئيس أركان القتل، بموت طائراته الأحمر والأسود.
نعم، قد تخيفنا لكنك لن تستطيع ان تقتل حب الحياة في قلوبنا وتشبثنا بالأمل وعشقنا للوطن.