الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

أقارب عقارب.. نجوى عطفت على ابن شقيقها فقتلها ونجلتها بوحشية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"الأقارب عقارب".. مثل شعبي قديم، يصف حال سيدة تقيم في منطقة 15 مايو والتي عثر عليها ونجلتها مقتولتين داخل مسكنهما في ظروف غامضة، فلم يتخيلا أنهما سيدفعا حياتهما ثمنًا لمعروفهما، بعدما تعاملا مع نجل شقيقها بحسن بعدما وجهت له دعوة لزيارتها لتناول وجبة العشاء، وهو الأمر الذي تحقق أذ حضر الشاب الضال، وقضى مع العمة رفقة ابنتها سهرة عائلية، وعقب نومهما خطرت في ذهنه فكرة شيطانية حدث نفسه بها قائلا:" هسرقهم علشان اسدد ديوني"، لتبدأ بعدها سلسلة من الأحداث تكشفت عنها العديد من المفاجآت.
بلاغ للشرطة 
داخل مكتبه في الطابق العلوى المخصص لوحدة المباحث، كان المقدم أحمد رضوان، رئيس مباحث قسم شرطة 15 يوما، قد وصل للتو،
ويفحص أوراق قضية قيد التحقيق، ليقطع انهماكه في العمل، دخول أحد أفراد وحدة المباحث ليخبره بأمر هام معلنا عن بداية ساخنة ليوم عمل جديد: " فيه بلاغ بالعثور على جثتين لربة منزل ونجلتها، داخل شقتهما بدائرة القسم يا فندم"، اعتدل الضابط الشاب في جلسته لأهمية المعلومة التي تلقفتها أذناه للتو وأمسك هاتفه ليخطر رئيسه المباشر، اللواء نبيل سليم، مدير مباحث القاهرة، ليوجه بسرعة الانتقال وفحص البلاغ والوقوف على ملابساته.
مسرح الجريمة 
في غضون دقائق انتقلت قوة أمنية من وحدة المباحث، على رأسها المقدم أحمد رضوان، لمسرح الجريمة فور وصوله، عاين الضابط مسرح الحادث، وأطلع مدير المباحث، على ما يدور هناك، حيث العثور على جثة سيدة تدعي " نجوي" وابنتها " نورهان "، وبهما عدة طعنات في أماكن متفرقة من الجسد، ووجود بعثرة في محتويات الشقة، واختفاء الهواتف المحمولة الخاصة بالضحايا، ليوجهه بسماع أقوال الجيران ومراجعة كاميرات المراقبة المثبتة بالمحال في المنطقة حال وجودها، وبعدها بدقائق وصل فريق من النيابة العامة لمسرح الحادث، لمناظرة جثث الضحايا، ومباشرة التحقيقات بالقضية، فيما تم تعيين حراسة على الشقة محل الواقعة.
فريق بحث 
بالعودة لقسم شرطة 15 مايو، تحولت غرفة رئيس المباحث لمركز عمليات مصغر حيث عقد المقدم أحمد رضوان، اجتماع مغلق دام لأكثر من ساعة ونصف مع معاونيه، طلب خلاله منهم الوصول لإجابة السؤال الأبرز "من الجاني؟"، أو طرف خيط يقودهم إلى حل القضية، والوقوف على وجود خلافات بين المجني عليهن وآخرين ترقى لارتكاب الجريمة.
ساعات من العمل المتواصل، قضاها رجال البحث الجنائي في جمع المعلومات والتحريات للوصول لهوية القاتل، لم يتسلل يأس أو ملل إلى فريق البحث، ثمة يقين يسود تحركاتهم، وأن الله سيبعث لهم طوق نجاة تنحل معه تلك العقدة، وبعمل التحريات واستخدام التقنيات الحديثة من خلال تتبع الهواتف المحمولة الخاصة بالضحايا، أذ أمكن تحديد مكان الهاتفين، وبتكثيف التحريات تبين أن وراء الواقعة نجل شقيق الأم، وهو "شاب عشريني يقيم في منطقة شبرا الخيمة ويعمل حداد".
بعد تحديد هوية المتهم، بدت الصورة جلية أمام رجال المباحث، وأصبحت أكثر وضوحا، وبات فريق البحث الجنائي يطارد شخصا معلومًا وليس مجهول الهوية، فكانت الخطوة التالية استصدار إذن من النيابة العامة، انطلقت بعدها مأمورية قادها المقدم أحمد رضوان، ونجحت في ضبط المتهم خلال عدد من الكمائن بالأماكن التي يتردد عليها، وتم اقتياده إلى القسم للتحقيق، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة، ليسدل الستار على واحده من أبشع الجرائم التي هزت محافظة القاهرة خلال الساعات القليلة الماضية.