قال الدكتور القس نصر الله زكريا، المدير التنفيذي لمكتب الإعلام بالكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر، إن السيد المسيح جاء "لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ"، كان المسيح يتكلم بما يعمل ويعمل بما يعلم ومن هنا كانت قوة حجته وتأثيره في كل مكان ذهب إليه، وقيل إنه كان يجول ويصنع خيرا، ومن هنا أري أن المسيحية الحقيقية هي التي تقدم الحياة للإنسان، العلاج للمريض، الخبز للجائع التعليم لمن يحتاج للتعليم، ولم تكن أبدا أو في يوما من الأيام دينا يعظ ولا يعمل بما يعظ به.
وأضاف "زكريا" في تصريح خاص لــ" البوابة نيوز"، اليوم السبت، تأتي جائحة كورونا كنموذج من النماذج والتحديات التي تتواتر على الكنيسة، وأمام هذه الجائحة برزت نماذج من الكنائس المحلية التي أدركت اللحظة بكل ما تحمل من تحديات، ورسالة المسيح بكل ما تحمل من معاني، فلم تقدم تلك الكنائس عظات تعلم أو تخاطب شعبها بالإجراءات الاحترازية التي يجب أن يتبعوها رغم أن هذا محمود لكنها خرجت بشكل عملي فمنها من أغلق أبواب الكنيسة أمام العبادة الجماعية لكنه لن يبعد بعيدا عن تقديم العبادة في نموذجها الاجتماعي الذي ضرب فيه المسيح مثلا.
وتابع زكريا: أذكر أن بعضا من الكنائس ومنها كنائس محلية إنجيلية مشيخية، والأخوة البلاميث وبعض الكنائس الأخري من الطوائف والمذاهب المسيحية التي قامت بشراء عدد من أجهزة التنفس الصناعي "مولدات الأكسجين"، والأنابيب وجمعينا يدرك مدي حاجة المريض بكورونا لنسمة أوكسجين ومدي احتياجه لجهاز تنفس يولد الأكسجين، وأصبحت هذه الكنائس منارات تعمل بدون ضجيج وتمنح المرضي اللذين هم في حاجه لهذه الأجهزة تقدم لهم الجهاز بكل مشتمالاته بدون مقابل وليست فقط لأعضائها بل لكل مريض أو محتاج تستطيع الوصول إليه سواء أن كان في محيطها الضيق أو على مستوى الجمهورية، كم أنقذت هذه الكنائس أرواح حقا إنها نموذج للمسيح الذي قال "أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ"، هذه الكنائس كانت تقدم خدماتها بلا مقابل، كنائس أخرى لجأت إلى أفكار أخري منها تجهيز وتقديم وجبات غذائية إلى المرضى الذين ضربتهم كورونا كعائلات، واحتاجوا لمن يقدم له هذه الوجبات لا لاحتياج مادي لكنه في مواجهة هذه الأزمة، وهذه الجائحة التي عندما تدخل جسد إنسان تطرحه فراشا وتعزله عن أقرب الأقربين.