الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

رائدات من زمن فات|| زهرة العلا.. الأم العصرية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحت مظلته الواسعة، وعلى خشبته المثيرة، تجتمع فنون التمثيل والرقص والغناء والأداء والتلحين والموسيقى، والمناظر والديكور، لذا كان المسرح أبوالفنون، وخلال رحلته الطويلة شهدت خشبته مجموعة من الرائدات منذ مراحله المبكرة وصولا للحظة الحالية، اللاتي قدمن بدورهن تراثًا خالدًا سيبقى على مر الزمان.


وقد اختص المؤرخ المسرحي د.عمرو دوارة "البوابة" من خلال موسوعته الجديدة غير المسبوقة، التي تحمل عنوان "سيدات المسرح المصري"، ولم يستقر على دار نشر لطباعتها حتى الآن؛ حيث تضم هذه الموسوعة السيرة الذاتية والمسيرة المسرحية لـ150 رائدة، منذ بدايات المسرح الحديثة 1870 حتى 2020، والمصحوبة بصور نادرة سواء شخصية أو لعروضهن المسرحية، وقد نجحن في المساهمة بإبداعهن في إثراء مسيرة المسرح المصري.
ويصبح لها السبق في نشر 30 رائدة مسرحية على مدى ليالي رمضان الكريم، بهدف إلقاء الضوء على رائدات المسرح المصري بمختلف تصنيفاته "الغنائي، الاستعراضي، التراجيدي والميلودرامي، الكوميدي، الأدوار الثانوية، وبين الضوء والظل، والسينما والدراما التليفزيونية، والمعاصر"، وتكون بداية هذه السلسلة بالسيدات اللاتي برعن في تجسيد دور "الأم" لأهمية هذه الشخصية المحورية في الحياة بصفة عامة والدراما العربية بصفة خاصة.



تنتسب ابنة مدينة الإسكندرية الفنانة زهرة العلا محمد بكير رسمي، المشهورة بـ"زهرة العلا" لأسرة كبيرة تتكون من ست شقيقات وشقيق وحيد، كان والدها يعمل ناظرًا لملجأ دار المسنين، وخلال فترة طفولتها وبالتحديد فترة الغارات الجوية بالحرب العالمية الثانية بأربعينيات القرن الماضي انتقلت مع عائلتها إلى مدينة "المحلة الكبرى" ومنها إلى "القاهرة" بسبب ظروف عمل والدها، ظهرت عليها موهبة التمثيل بفترة مبكرة، وبالتحديد وهي في المراحل الأولى للدراسة، فاشتركت في فريق التمثيل بل وتولت آنذاك مسئولية الإخراج أيضا وحصلت على المركز الأول.
وذكر الدكتور عمرو دوارة، أنه يحسب لوالدها مساهمته الإيجابية في تكوين شخصيتها وتنمية موهبتها، حيث قدمها وهي في عمر الثلاثة عشر عامًا لصديقه الفنان يوسف وهبي، الذي رفض تشجيعها بسبب صغر سنها، ولكنها بعد عدة سنوات نجحت في لفت انتباه الرائد زكي طليمات، وكان أول من شجعها على التمثيل ونصحها بالدراسة الأكاديمية، وبالفعل قررت صقل موهبتها بالدراسة فالتحقت بالمعهد "العالي للتمثيل"، وحصلت على دبلوم التمثيل 1951، وقد بدأت حياتها العملية بمجرد تخرجها بالتعيين بفرقة "المسرح المصري الحديث" – "المسرح القومي" - عام 1951، وشاركت بعروض موسمه الأول، وقد تألقت في بطولة بعض المسرحيات، ثم شاركت بعد ذلك بأداء بعض الأدوار الرئيسية بالعديد من الأفلام السينمائية إلى جانب السهرات والمسلسلات الإذاعية والتليفزيونية، والذي بلغت 50 مسلسلًا تليفزيونيًا، وكانت آخر مشاركاتها في الدراما بالجزء الثامن من مسلسل "القضاء في الإسلام" 1998.
ويشير دوارة، إلى أن حرصها على تنوع أدوارها التي اتسمت جميعها بالجدية، وإن كان هذا لم يمنعها من تقديم بعض الأعمال التي يمكن تصنيفها تحت مسمى "الكوميديا الاجتماعية الهادفة"، التي أثبتت من خلالها مهاراتها في أداء الأدوار الكوميدية بنفس كفاءة التراجيدية والميلودرامية، موضحا أن زواجها من المخرج السينمائي حسن الصيفي، استمر لأكثر من 45 عامًا حتى رحيله في 2005، وخلال رحلتهما معًا أسند إليها البطولة في العديد من أفلامه، وأنهما قد أنجبا ابنتين هما: أمل، ومنال التي احترفت الإخراج مثل والدها.
قدمت "زهرة" أول أدوارها السينمائية في فيلم "خدعني أبي" 1951 للمخرج محمود ذو الفقار، وفي نفس العام شاركت في فيلم "أنا بنت ناس" للمخرج حسن الإمام، وهو الفيلم الذي تعرف عليها الجمهور من خلاله ليكون بمثابة محطة جديدة في مشوارها الفني، وكان آخر أفلامها هو فيلم "أرض أرض" 1991؛ فقد شاركت على مدى تاريخها الفني، فيما يقرب من 120 فيلمًا من بينها عدد كبير من الأفلام التي تعد من كلاسيكيات السينما المصرية من أهمها: "دعاء الكروان"، رد قلبي، عائشة، ليلة من عمري، بنت الجيران، إسماعيل يس في الأسطول، الغريب، بورسعيد، المرأة المجهولة، نهر الحب، عاشور قلب الأسد، في بيتنا رجل، الوسادة الخالية، أيامنا الحلوة، سر طاقية الإخفاء، الست الناظرة" وغيرها.
أتاحت لها الدراما التليفزيونية فرصة تجسيد عدة شخصيات درامية منها خلال الفترة الأخيرة شخصية الأم العصرية من بينها: "أين عمري، البيوت أسرار، جواز البنات، بنت الحتة، أم العروسة، حكايات هو وهي، رحلة السيد أبوالعلا البشري، الحب وأشياء أخرى، في بيتنا رجل، فوازير عجايب صندوق الدنيا، نور الإيمان، القضاء في الإسلام، على هامش السيرة، محمد رسول الله "ج1"، وغيرها، بالإضافة إلى مساهمتها في إثراء الإذاعة المصرية بعدد كبير من الأعمال الدرامية على مدى ما يزيد على نصف قرن منها: "حياة خاصة، السر الرهيب، أللهم إني صائم" وغيرها.


ظل المسرح هو المجال المحبب لها، فهو مجال دراستها، وكذلك الذي تفجرت من خلاله موهبتها التي أثبتتها وأكدتها بمشاركتها في بطولة عدد كبير من المسرحيات المتميزة، فكانت بداياتها الفنية من خلال مسارح الدولة وبالتحديد فرقة "المسرح المصري الحديث" - "المسرح القومي" قدمت خلالها مسرحيات عديدة من بينها: "تاجر البندقية، كدب في كدب، حورية من المريخ، البخيل" في "1951"، "بنت الجيران، دنشواي الحمراء" 1952، "المزيفون، صفقة مع الشيطان" 1954، "قاتل الزوجة" 1956، "سيأتي الوقت" 1958؛ ومع فرقة "المسرح الحديث" عرض "قطط وفيران" 1962؛ ومع فرقة "مسرح الحكيم" مسرحيتي: "بيجماليون" 1963، "الأرانب" 1964؛ ومع فرقة "المسرح العالمي" عرضي: "يأجوج ومأجوج" 1964، "بنيولوبي" 1965؛ ومع فرقة "المسرح الكوميدي" مسرحيات: "تسمح من فضلك" 1966، "ابتسامة بمليون روبل" 1970، "أربع مواقف مجنونة" 1971؛ ومع فرقة "مسرح الطليعة" – "الجيب": عرضي "الجنينة" 1972، "جبل المغماطيس" 1974.
كما قدمت مع فرقة "إسماعيل يس" عدة مسرحيات من بينها: "الست عايزة كده" 1954، "جوزي بيختشي" 1955، "المجانين في نعيم، يا قاتل يا مقتول" 1962؛ ومع فرقة "ساعة لقلبك" مسرحية "ما كان من الأول" 1959؛ ومع فرقة "الفنانين المتحدين" عدة عروض من بينها: "حواء الساعة 12" 1967، غراميات عفيفي" 1969؛ ومسرحيات أخرى مع فرقة "أحمد الإبياري" وفرقة "الفور إم"؛ إلى جانب بعض المسرحيات المصورة.
تعاونت "زهرة" من خلال مسرحياتها مع نخبة من كبار المخرجين من بينهم: "زكي طليمات، يوسف وهبي، فتوح نشاطي، السيد بدير، نبيل الألفي، عبدالرحيم الزرقاني، حمدي غيث، كمال يس، نور الدمرداش، سعيد أبوبكر، على الغندور، جلال الشرقاوي، كامل يوسف، عبدالمنعم مدبولي، فؤاد المهندس، محمود السباع، حسن عبدالسلام، السيد راضي، فهمي الخولي، عبدالغني زكي، شاكر خضير".