هناك العديد من مبدعينا المتميزين الملتصقين بمجتمعهم المحلي إبداعا وإقامة وتفاعلا، فتأتي إبداعاتهم معبرة عما يدور حولهم من قضايا محتفية بالظواهر الإيجابية، وتقف ضد الظواهر السلبية ويتمسكون بالإقامة بين ذويهم لا يغادرون قراهم أو مدنهم بحثا عن بقعة ضوء – وهذا حقهم – ويكتفون بأن يجتذبوا بإبداعهم الضوء إلى مكان تواجدهم، ومن بين هؤلاء الأدباء يأتي اسما الأديبين محمد أحمد على في الصالحية بالشرقية والسعداوي الكافوري في الضهرية بمحافظة الشرقية وهما أصحاب إنتاج قصصي غزير.
في عام ٢٠١٦ أطلقت مبادرة لتكريم ٢١٦ أديبا في مسقط رأسهم، ممن يعيشون ينحتون الإبداع بين أهليهم في قراهم وخصصت إحدي هذه الليالي للأديب السعداوى الكافورى، وذهبت بدرع هيئة قصور الثقافة إليه في قريته وكانت ليلة عامرة بالأهالي الفرحين بتكريم ابن بلدهم وقد حضروا بالمئات في سرادق كبير أعدوه للاحتفال وعرفوا ليلتها أن بين ظهرانيهم يقيم أديب مستنير كتب القصة منذ أن كان طالبا بالجامعة وعندما أنهي تعليمه الجامعي عام١٩٩٠ بدأ يكتب الرواية والنقد الأدبي ويتواصل مع بعض الصحف مثل الأهالي والبديل والغد والمصري اليوم والتجمع وجريدة القاهرة ومجلة أدب ونقد ومجلتي المحيط الثقافي وضاد التي كانت تصدر من اتحاد كتاب مصر كما نشر بالأهرام والأخبار والجمهورية العديد من التحقيقات والحوارات والمتابعات ذات الصلة بالشأن الثقافي العام وأصدر أحد عشر كتابا وهو مقيم في بلدته منها المجموعات القصصية: شروخ الروح، ومتاهات السراب الجميل، وإحباطات فضفاضة، وفضاءات للمدي المستباح، ومراسم خاصة للسقوط، وأناشيد الغروب، وكوابيس النهار، ثم أصدر كتابين في النقد الأدبي هما: "بهجة الحكاية وضراوة الواقع، ويوسف القعيد سبعون عاما من العشق، وعن ثقافة المكان أصدر كتابين هما: دنشواي ذاكرة تقاوم الغياب دراسة في عبقرية الفن والتاريخ، ورشيد التاريخ إلا قليلا.
وفاز بالعديد من الجوائز على المستوى القومي والمستوي المحلي وحاز على العديد من المنح من هيئات عربية وأجنبية.
وكتب كثيرا في الصحافة الثقافية والتراث الإنساني وأسس وأشرف على العديد من المنتديات الثقافية وشارك بالعديد من المؤتمرات بمصر والخارج وحاز على العديد من المنح من هيئات ومؤسسات مصرية وعربية ودولية مثل المجلس الأعلي للثقافة بمصر ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم بدولة الإمارات العربية المتحدة ومنحة من مؤسسة MBR بالمملكة المتحدة.
أما الكاتب الثاني فهو الأديب محمود أحمد على من محافظة الشرقية يقيم ببلدته ولا يبارحها إلا لسفر سريع ويعود إليها، ورغم ذلك يلقبه الأدباء بصائد الجوائز، لحصوله على العديد من الجوائز الأدبية في القصة القصيرة من مصر وخارجها ويتواصل مع الحركة الثقافية من بيته، فيقيم صالونا أدبيا بمنزله، ونشر عن طريق المراسلة البريدية قرابة ٢٠٠ قصة في الدوريات المصرية والعربية وأصدر ٣٢ مجموعة قصصية ورواية منذ عام ١٩٩٧ فقد أصدر المجموعات القصصية: هي الحقيقة المرة، ومن يحمل الراية، والحقيقة المرة، ورائحة القدس، وصور باهتة، وتواصل العطش، ورؤوس تحترق، وسمع هس، وأحلام مبتورة، وذلك الصوت، وزهرة في الميدان، وعفوًا، وعضة كلب، وإليكم القاتل والمقتول، والأحرف الممصوصة، والتورتة الموت، وعشق حليمة، وواحة الغرباء، وتناغم موسيقى، وأنت وهم والكلب، وبالأمر ممنوع من النشر، وسداسية الوصول، وابحثوا معى عنى، ودقيقة حداد، والجرح النازف، وله رواية بعنوان: ثورة العرايا، وقد أصدر عددا من الكتب ذات التوجه الثقافي العام وهي: شموع تحترق من أجلنا وهو كتاب خاص بالأطفال، ويوسف إدريس أمير القصة العربية، وغزة تكتب شعرًا، ومصر في عيون شعراء الشرقية، كما أجازت له لجنة الدراما بإذاعة القاهرة الكبرى قصة (عازف العود) لتصبح تمثيلية إذاعية من إخراج أمجد أبوطالب عام وحصد ٣٤ جائزة في مسابقات متنوعة.
تناول عدد كبير من النقاد أعمال الكاتب محمود أحمد على بدراسات نقدية في المؤتمرات الإقليمية وفي بعض كتب الدراسات النقدية منهم الدكاترة هيثم الحاج على والسيد محمد الديب والسيد نعيم ومحمد عبد الحليم غنيم والنقاد محمد غازى التدمرى ونبيل عبد الحميد وأحمد رشاد حسانين والمتولى حمزة ومنى عبد الباقى ومحمود الديدامونى وجمال عبد الناصر وسمير السعيد حسون ورمضان أحمد عبد الله وتم تكريمه في العديد من المؤتمرات الأدبية، والهيئات الثقافية، وكان آخر تكريم له في عام ٢٠١٩ من قبل اتحاد كتاب مصر فرع الشرقية وسيناء والقناة.