يوما ما كتب واحد اسمه محمد العراقي عن واحد "محتال" اشترى "حمار" وملأ مؤخرته بالذهب غصبًا عنه وأخذه للسوق في القرية، لما نهق الحمار تساقطت النقود الذهب من مؤخرته واجتمع الناس.
المحتال قال لهم هذا كل ما ينهق ينزل ذهب فبدأت مفاوضات "بيع الحمار" واشتراه كبير التجار بمبلغ خيالي وأخذه للبيت.. الحمار ينهق مافيش حاجة نزلت ققال يمكن هذه خدعة وجمعوا الناس وراحوا للمحتال إلى بيته، زوجته قالت لهم إنه مش موجود بس ترسل "الكلب " يجيبه.
الناس استغربت بس لما شافوا المحتال وصل ومعه كلب طبق الأصل من الكلب الذي خرج نسوا كانوا جايين ليه وبدأوا في مفاوضات عشان "يشتروا الكلب"، واشتراه أحد تجار البلد ورجع لزوجته، خذي الكلب هذا عشان لو إاحتاجتيني وأنا مش هنا ترسلي لي الكلب، وأرسلت زوجته الكلب مرة فما عاد هو أو الكلب.
عرفوا أيضا أنه نصب عليهم تاني فجمعوا بعض وراحوا لبيت المحتال وكالعادة زوجته قالت لهم مش موجود ومافيش الكلب اللي كان يجيبه فاانتظروه، رجع المحتال وجد الناس منتظرين فهم الورطة، صرخ في زوجته ليه ما قدمتي واجب الضيافة، وأخرج سكينًا من جيبه غرزها في قلب زوجته وكانت قد حطت كيس صبغة حمراء تشبه الدم والسكين كانت شكلها بلاستيك خزقت كيس الصبغة وبس.
الناس اتجننت وقالوا ليه تعمل كدة وتقتل زوجتك؟ قال لهم إنها تضايقه كثيرا وياما قتلتها وترجع للحياة تانى ، وطلع "مزمار" من جيبه وجلس يزمر حتى قامت زوجته.
الجمع نسوا كانوا جايين ليه وبدأوا مفاوضات معه عشان "يشتروا المزمار" وفعلًا باعه لتاجر كبير وبسعر خرافي.
رجع التاجر هذا لبيته ووجدت زوجته تثرثر راح مطلع السكين وغرسه في قلبها وسقطت، بعدها صاحبنا طلع المزمار وجلس يزمر لكن زوجته ماقامت زمر وزمر ومافيش فايدة ، زوجته ماتت يعني ماتت.
تاني يوم واحد من التجار قابله وسأله عن أخبار المزمار؟
طبعًا صاحبنا خاف يقول أنه قتل زوجته فقال له هذا الأمر 100% حقيقة،
- طيب ممكن أستعيره منك يا صاحبى ؟
= يا أخي ما يغلاش عليك اتفضل.
صاحبنا الثاني نفس الحوار مع زوجته وخرج السكين وقتلها
وانتشر الخبر في البلد واحد بعد واحد ولما زاد العدد الناس اجتمعت وقالوا يروحوا للمحتال وقرروا يرموه في البحر. راحوا لبيته وحطوه في كيس وربطوه وسافروا للبحر.. وهم في الطريق نعسوا فقالوا يرتاحوا شوية، صاحبنا في الكيس مربوط. راعي غنم سمعه يستغيث فك الكيس، وسأله:
- إيه اللى حصل ؟
= قال له إن هؤلاء أهله ومصرين يتزوج بنت شيخ وكبير التجار بس أنا أحب بنت عمي ولا أريد الزواج من البنت الغنية، راعى الغنم قاله:
- أتزوجها أنا ؟
= خلاص حلال عليك.
حط راعي الغنم في الكيس مكانه وربطه وأخذ الغنم كله ورجع للقرية ومعه 300 رأس غنم.
- أهل القرية اخذوا الكيس المربوط ورموه في البحر ورجعوا للقرية وجدوا المحتال بخير ومعه 300 رأس غنم فاستغربوا وسألوه كيف طلعت بخير فقال لهم إن "جنية البحر" أنقذته وأعطت له الغنم هذا كله وقالت له لو كانوا رموك أبعد في البحر كانت أختي أنقذتك هي أغنى مني بكثير.
الناس صدقوا الخبر واجتمعوا وطلعوا على البحر دخلوا للعمق ورموا أنفسهم وماتوا كلهم.
المحتال أصبح يمتلك القرية بما فيها والناس الأغبياء كلهم ماتوا.
قطع:
في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات من القرن الماضى، اشتهرت شركات كثيرة في توظيف الأموال منها الهدى والشريف والريان والسعد الذى عاد مؤخرا بعد ربع قرن، ومع ظهور تلك الشركات أطل علينا كبار الدعاة يروجون لها، أهمهم الشيخ الشعراوى والدكتور عبد الصبور شاهين، ومعهم بعض كبار الصحفيين وأجهزة الإعلام، وفى الخفاء كان يؤيدهم بعض من كبار المسئولين والسياسيين ووزراء ووكلاء وزارات. وكان من الطبيعى أن يتسابق المصريون على إعطاء (شقى العمر) إلى تلك الشركات، بسبب كل هذا الزخم الإعلامى وهوجة الربح المضاعف الذى تراوح بين 25% و30%.
ولكن سُرعان ما تكشف الوجه الحقيقى لتلك الشركات، التى بددت أموال المودعين، إما لخسائر في مُضاربات بالخارج، أو للصرف ببذخ "عائلة الريان وحدها كانت تملك أكثر من 20 سيارة مرسيدس"، وإما نتيجة عدم الخبرة بأُصول الصناعة والتجارة، التى أداروها بمبالغ ضخمة، لم تكُن أصلًا في حُسبانهم.
وقد خسر الريان بالفعل مائتي مليون دولار في مضاربات الفضة في بورصة لندن وذهب مئات المودعين لاسترداد ودائعهم من الشركة، وعقد الريان اجتماعا عاما للمودعين في مخازنه بالطريق الصحراوي حضره الداعية الراحل عبد الصبور شاهين إمام وخطيب مسجد عمرو بن العاص وعضو مجلس إدارة شركات الريان لتوظيف الأموال وشاهد المودعون كميات الحديد والخشب المخزنة وقال لهم عبد الصبور شاهين "من يريد أمواله فالشركة مستعدة لردها فورا وبدأ الصرف ولكن تراجع معظم المودعين وطلبوا الإبقاء على ودائعهم الصكوك ووقعوا في الفخ بسبب الطمع في الربح المضاعف، ولم يعرفوا أنه من أموال المودعين الجدد"
كانت عملية خداع كبرى وكان هناك تراخى من جهات عديدة حيال هذه الشركات.وفى تقرير أمام اللجنة التشريعية بمجلس الشعب تبين أن الـ38 شركة التي كانت لدى المدعي العام الاشتراكي لم تحقق أي شركة منها أرباحا تزيد على 2 في المائة. وتساءل التقرير كيف يتأتى لهذه الشركات أنها كانت تحقق وتسدد أرباحا ما بين 20 و24 في المائة للمودعين إلا إذا كانت تأخذ أموالا من هنا وتضعها هناك.
في سبتمبر 1989 فتح ملف أحمد الريان؛ حيث اكتشفت الحكومة أن أموال المودعين تحولت إلى سراب بعد أن سلموا أموالهم لآل الريان الذين غامروا بها في البورصات العالمية، وقاموا بتحويل جزء كبير منها إلى الولايات المتحدة والبنوك الأجنبية، وبلغ ما تم تحويله طبقا للأرقام المعلنة رسميا التي كشف عنها المدعي العام الاشتراكي 3 مليارات و280 مليون جنيه، وأن هناك مسئولين ورجال دين وإعلاميين ساهموا في تهريب هذه الأموال مقابل حصولهم على ما سمي وقتها بـ"كشوف البركة" تحت بند تسهيل وتخليص مصالح شركات توظيف الأموال في المؤسسات الحكومية.
ورغم مرور عشرات السنوات على أكبر عملية خداع باسم شركات توظيف الأموال الإسلامية، بات خبر ضبط صاحب شركة توظيف أموال، بتهمة النصب على مواطنين أمرا معتادا في مصر، لا يثير الدهشة، ولا يتوقف أمامه سوى الضحايا أنفسهم.
ومع كل قضية تتجدد سلسلة تساؤلات حول أسباب الوقوع في "فخ" تلك الشركات.
ومنذ بضعة أعوام تفجرت قضية أحمد مصطفى إبراهيم محمد الشهير بـ"المستريح "، واتهم بالاستيلاء على أكثر من ملياري جنيه من العديد من المواطنين، بزعم توظيفها في مشروعات ضخمة، مقابل منحهم فوائد بنسبة 12%، قبل أن يتعثر في سداد الفوائد ويرفض سداد أصل المبلغ كذلك.
وبعدها أطلق اسم "المستريح" على أكثر من نصاب منهم أحمد ع.ع (صاحب شركة استشارات مالية) الذى قام بجمع 70 مليون دولار من المواطنين، بزعم استثمارها في مجال المضاربة على أسعار العملات الأجنبية والمعادن بالبورصات العالمية، بما يعرف بنظام "الفوركس" مقابل أرباح متفق عليها، وامتناعه عن سداد الأرباح أو أصل المبالغ، بالمخالفة لأحكام القانون.
ولذلك كله، نعرف أن "العيب ليس في السعد أو الريان" وإنما في هؤلاء اللى بيصدقوا كل مرة ".