نظمت مجموعات من المتظاهرين اللبنانيين وقفة احتجاجية بالقرب من الحدود مع إسرائيل؛ تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وحاولت مجموعة منهم اجتياز "المنطقة العازلة" الأمر الذي ردت معه القوات الإسرائيلية من الجانب الآخر بإطلاق الرصاص وبعض القذائف المتفجرة على نحو أدى إلى إصابة شابين ومقتل أحدهما لاحقا متأثرا بجراحه.
وكان المتظاهرون، الذين غلب عليهم الطابع الشبابي، قد تجمعوا بقرية (كفر كلا) التابعة لمدينة مرجعيون بمحافظة النبطية جنوبي لبنان، وهي قرية حدودية مع إسرائيل وتضم مجموعة من المرتفعات والأراضي الزراعية، والتي يُمكن بسهولة رصد الجانب الإسرائيلي من الحدود.
وحمل المتظاهرون اللبنانيون أعلام لبنان، كما شوهد البعض الآخر منهم يحمل أعلام "حزب الله" الصفراء، حيث قاموا بترديد الشعارات والهتافات المناهضة لإسرائيل، معربين عن تضامنهم مع الفلسطينيين وأهالي مدينة القدس وقطاع غزة في مواجهة العدوان الإسرائيلي.
وأثناء الوقفة الاحتجاجية قام عدد من الشباب المشاركين بالاقتراب على نحو مفاجىء من المنطقة العازلة والسياج الحديدي الشائك الفاصل بين الأراضي اللبنانية والأراضي الإسرائيلي، محاولين اقتحامه، الأمر الذي قامت معه القوات الإسرائيلية على الجانب الآخر بإطلاق الرصاص وبعض القذائف المتفجرة صوب المجموعة التي حاولت اجتياز السياج، الأمر الذي أدى إلى إصابة شخصين، توفي أحدهما داخل أحد المستشفيات الحكومية اللبنانية متأثرا بجراحه.
وقال مصدر لبناني بارز – في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط – إن الشاب الذي توفي يدعى محمد طحان، وأن سبب الوفاة إصابته بـ "رصاص متفجر" أطلقته القوات الإسرائيلية على الحدود، مشيرا إلى أن المصاب الآخر يدعى حسين صلوب، وأن جروحه متوسطة الشدة، لافتا إلى أن الشابين من بلدة (عدلون) التي تقع بمدينة صيدا الجنوبية.
وأكد المصدر أن الوضع على المنطقة الحدودية في حالة هدوء حذر، مشيرا إلى أنه لا توجد حتى الآن أي بوادر لأي تصعيد، لافتا في نفس الوقت إلى وجود دعوات يتم تداولها على نطاق واسع داخل لبنان لا سيما المناطق الجنوبية، لتنظيم مظاهرات ومسيرات احتجاجية ضد العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقامت قوات من الجيش اللبناني ومعها قوة من قوات حفظ السلام الدولية التابعة للأمم المتحدة العاملة في منطقة الجنوب اللبناني (يونيفيل) بالانتشار بصورة مكثفة بالآليات العسكرية التابعة للقوات المسلحة اللبنانية وجهاز مخابرات الجيش واليونيفيل، وعملت على إبعاد مجموعات المحتجين عن المنطقة الحدودية الفاصلة إلى الخلف لمسافات آمنة.
من ناحية أخرى، كثفت قوات الجيش الإسرائيلي من دورياتها العسكرية على الحدود مع لبنان، وبدا واضحا من مرتفعات الجانب اللبناني وجود حركة كبيرة من الآليات العسكرية الإسرائيلية تجوب الشريط الحدودي مع لبنان.