الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

الشعراء وهلال عيد الفطر.. كمنجل صيغ من فضة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعد هلال شوال من أحب الأهلة إلى الناس عامة وإلى الشعراء خاصة، وذلك لأن الصائمين المخلصين يفرحون بأن الله تعالى وفقهم لأداء الفريضة، ومن ثم جاء عيد الفطر بمثابة الجائزة التى يتنظرها الناس ويحتفلون بها.
وقد صدر عن دار الكتب والوثائق القومية، كتاب من أهم الكتب في هذا الصدد يضم ما قاله الشعراء والأدباء عن عيد الفطر، يحمل عنوان "قرة العين في رمضان والعيدين" من تأليف على الجندى.
يقول المؤلف هذا الكتاب إن من الطرائف التى حدثت بين الشعراء عن هلال شوال أن الملك الشاعر الأديب عيسى الأيوبى والملقب بمأمون بنى أيوب كان قد صعد إلى مئذنة جامع دمشق لرؤية هلال شوال ومعه القاضى والشهود فلم ير الهلال احد منهم، لكن رأته جارية، فقال الملك لابن القصار الشاعر قل في ذلك شيئا فقال: توارى هلال الأفق عن أعين الورى " أى عن الخلائق" / وغطى بستر الغيم زهوا محياه فلم أتاه لاجتلاء شقيقيه / تبدى له دون الأنام فحياه فمنحه الملك جائزة كبرى.
وقال أيضا على بن ضافر الأندلسى: اجتمعت ليلة مع القاضى الشاعر أبى الحسن بن النبيه ومعنا جماعة من شعراء مصر فأنشدهم ابن النبيه قول مؤيد الدين الطغرائى في هلال الفطر قائلا:
هذا هلال العيد قد جاءكم / بمنجل يحصد شهر الصيام
فقال ابن النبيه، لو شبه الهلال بمنجل يحصد نرجس الهموم لكان أولى ثم قال: انظر إلى حسن هلال بدا يذهب من أنواره الحندسا "الليل المظلم" فرد عليه ابن ضافر الأندلسى قائلا: كمنجل قد صيغ من فضة وزاد بيتين ايضا من عنده قائلا: أما ترى الهلال يخفى أنجم الأفق / بنور وجهه الوسيم كمنجل من فضة يحصد / من روض الظلام نرجس النجوم
وذكر ابن ظافر أيضا أن أبوعبدالله بن المنجم أخبره أنه قد صعد سطح الجامع بمصر في آخر شهر رمضان مع جماعة فصادفت الأديب الأعز أبا الفتوح بن قلاقس وعلي ابن مفرج بن المنجم وابن مؤمن وشجاعا المغربى فلما غابت الشمس وفاتت ودفنت في المغرب حين ماتت وتطرز حداد الأوفق بعلم هلاله وتجلى الليل بخلخاله أنشد ابن المنجم قائلا: وعشاء كأنما الأفق فيه / لازورد مرصَع بنضار
فقلت لما دنت لمغربها الشمس/ ولاح الهلال للنظار /
أقرض الشرق صنوه "أى شقيقه" الغرب دينارا / فأعطى الرهان نصف سوار
وأنشد ابن قلاقس قائلا:
لا تظن الظلام قد أخذ الشمس /وأعطى النهار هذا الهلالا
إنما الشرق أقرض الغرب دينارا فاعطاه رهنه خلخالا
وفضلت الجماعة شعر ابن المنجم لتوصيفه الهلال بالسوار لأنه يكون أشبه بالهلال من الخلخال
وقد وصف أيضا بعض الشعراء هلال العيد فقال ابن المعتز:
اهلا وسهلا بالناي والعود / وكأس ساق كالغصن مقدود
وقد انقضت دولة الصيام وقد / بشر سقم الهلال بالعيد
وقال أيضا: اهلا بشهر قد أنار هلاله /فالآن فأغد المدام وبكر
وكأنما هو زورق من فضة /قد أثقلته حمولة من عنبر