الأربعاء 06 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

لكل أمة أعياد ومواسم فما الأصل في وجودها؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لكل أمة أعياد ومواسم فما الأصل في وجودها؟
ذكر الكاتب على الجندى في كتابه " قره العين في رمضان والعيدين " الذى صدر عن دار الكتب والوثائق القومية " العيد في اللغة وأحد الأعياد كل يوم جمع وقال الخليل: وكل يوم جمع عيد، كأنهم عادوا إليه
وما يعاود مرة بعد أخرى وكل حال تعاود الإنسان وكل يوم فيه مسرة وعلى ذلك جاء قوله تعالى " أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا"
وأضاف أن كلمة العيد مشتق من كلمة العود فياؤه واو في الأصل وإنما جمع على أعياد بالياء للفرق بينه وبين أعواد الخشبة وقيل غير ذلك، وقد اختلفوا في علة التسمية اختلافا كبيرا وإن كان الأصل واحدا فقيل سمى عيدا لشرفه من "العيد " وهو محل كريم مشهور في العرب تنسب إليه الإبل العيدية، وقيل تفاؤلا بعوده عمن أدركه كما سميت القافلة حين خروجها تفاؤلا لقفولها سالمة وهو رجوعها وحقيقتها الراجعة.
وقيل سمى العيد بهذا الاسم لأن كل إنسان يعود فيه إلى قدر منزلته فهذا يضيف وذاك يضاف وها يرحم وذاك يرحم.
وقيل أيضا إن العيد سمى بهذا الاسم لكثرة عوائد الله تعالى فيه على عباده ومنها غفران الذنوب ولأن المؤمنين عادوا من طاعة الله وهي صيام رمضان إلى طاعة الرسول وهي صيام الست من شوال وقيل لعود السرور فيه وقال الرازى لأنه يعود كل سنة بفرح جديد
وقال بعضهم انما سمى العيدان بذلك لأنه يعود كل سنة بفرح جديد.
وأوضح الجندى ان ابن عربى رد على ذلك فقال: لو صح ذلك لكانت الصلوات الخمس يسمى يومها عيدا لعودها فيه كل يوم فإن تعلل قائل ذلك بالزينة في العيدين قلنا: والزينة مشروعة في كل صلاة وعند ابن عربى انهما سميا بذلك لأنه شرع فيهما اللهو واللعب المباح وحرم فيهما الصيام على المكلف فعاد له الأجر في فعل ذلك وكما يحصل ذلك في فعل السنن المشروعة في الصلاة وغيرها.
وأوضح الجندى أيضا إن لكل امة أعياد ومواسم من أقدم الأزمان دينية كانت أو مدنية يجتمعون فيها اجتماعات حاشدة لإقامة شعائر العبادة أو لاجتلاء مظاهر الفرح والسرور وتبادل التهنئات متفاوتين بين ذلك بمقدار ما رزقوه من ثروة وتقدم علمى وحضارى متشكلين فيها بصور أديانهم وأزياء أمزجتهم ومشاربهم وميولهم رقيا وانحطاطا ومدنية وهمجية حتى أنهم ليتمثلوا فيها أصدق تمثيل، كأنهم السائل وهي الإناء وإنما السائل من لون الإناء كما يقول الشاعر أحمد شوقى
ويروق لهم لهم أن يعيدوا الاحتفال بذكراها المحببة لديهم الأثيرة عليهم سنة أو شهرا أو أسبوعا على حسبما توجيه العادة حتى تستمر وتستقر في الضمائر وتصبح على مدى السنين شيئا مقدسا يفترض القيام به ويعد إهماله والإخلال به من الكبائر التى لا تغتفر ولما كانت العرب من الأمم القديمة ذات الأديان المتعددة كثرت فيها الأعياد والمواسم فمن أعياد تقام في أزمان خاصة ومن أعياد لها صلة باماكن خاصة ومن اعياد تتعلق بأمور اجتماعية وكل هذه الأعياد على اختلاف بواعثها حتى ما كان منها ديينين بحتا كانت مباءة اللهو الفاجر والعبث الأعر. ومعرضا للقصف وشرب الخمر والعربدة إلى أن جاء الإسلام بشريعته القيمة ومناهجه القويمة المتكلفة بصلاح المعاش والمعاد فلم يكن بد ان يقضى على هذه الأعياد الماجنة الخليعة وتتبدل بها أعيادا كريمة شريفة تلائم خير أمة أخرجت للناس لأن الأمم لا تستغنى عن أعياد تجمع شملهم وتؤكد وحدتهم وتؤلف بين قلوبهم فكان أن شرع لنا عيدين هما أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم الفطر
فالبنسبة لعيد الفطر إن بدء نزول الوحى على الرسول صلى الله عليه وسلم كان في النصف الثانى من شهر رمضان وكان ختامه في النصف الأول من شهر ذي الحجة فجعل الشارع الحكيم أول يوم من أول شهر يأتى بعد الصيام عيدا نهوضا بالقيام بشكر واهب النعم على نعمته السابغة حيث وفقنا وأعاننا على تأدية هذا الواجب الدينى المقدس واحتفالا بذكرى أعظم هدية اهدتها السماء إلى الأرض وهي تجدد نزول الوحى الإلهى بعد انقطاعه بوفاة المسيح عيسى عليه السلام وتأليفا لقلوب المؤمنين بالتقائهم في صعيد واحد يتبادلون فيه التعاطف والود وتوزيع الصدقات وإطعام الفقراء والمساكين وصلة الأرحام ليتساوى الناس جميعا في الاستمتاع بالبهجة والشعور بالأخوة الشاملة الرحيمة.