رغم جائحة كورونا، ورغم مظاهر الحياة الاجتماعية الحديثة التى تسللت إلى حياة بدو جنوب سيناء، إلا أن الكثيرين من أهل البادية حريصون على إحياء ليالى العيد بالعادات والتقاليد المتوارثة من الأجداد، على رأسها عيد الفطر، الأمر الذى جعل فرحتهم بتلك المناسبات أكثر تميزًا عن مثيلتها في باقى محافظات الجمهورية.
وتظل الضيافة عند البدو أمرا عظيما لا يفوقها أى أمر آخر، وإكرام الضيف هى الصفة الملازمة لأهل البادية، وهى إحدى أركان عاداتهم وتقاليدهم التى توارثونها.
يقول الشيخ يوسف بركات، من أهالى منطقة سرابيط الخادم التابعة لمدينة أبوزنيمة، وصاحب عدة مبادرات مجتمعية كان آخرها، مبادرة "دليل المستقبل"؛ لتدريب أطفال منطقة سرابيط الخادم على رحلة الصعود لمعبد حتحور: العيد عند البدو هو بمثابة تجمع سنوى للقبيلة، يتواصل فيه أهل البدو مع بعضهم البعض أكثر من أى وقت آخر.
وأشار إلى أنه قديما كان الناس تأخذ الخيام وخاصة في عيد الضحية وتجتمع في مكان واحد من أجل أن تذبح الذبائح، ثم تأتي الوفود للمعايدة في مكان واحد يطلقون عليه "المعيد"، حيث تلتقى التجمعات الصغيرة؛ لتكون تجمعا كبيرا يصل إلى ٢٠ بيتا، يبنون بيوت الشعر جنبا إلى جنب فتكون صفًا طويلا، ثم يبنون بيتا من الشعر؛ ليكون المقعد الذى يتجمع فيه الرجال والآن أصبح التجمع عائليا حيث تجتمع كل العائلة عند الجد أو الأب.
وأكد بركات أن أهم ما يميز بدو جنوب سيناء في العيد، أن صلاة العيد تقام في مكان تجتمع فيه كل أهالى المنطقة وبعد الفراغ من الصلاة العودة للبيوت لأكل الفتة التى نسميها( الصخينة) وهى عبارة عن الفراشيح وهو أفضل وأسرع نوع من الخبز عند البدو، ولا يكلف سوى موقد بالحطب وصاج يسوى عليه، ثم يجرى تنعيمها جيدا ويوضع عليها لبن مغلى مع سمن الغنم وهذا هو أول افطار بجانب توزيع الحلوى على الأطفال وهذا دائما ما يكون في المقعد أو المضيفة.
لافتا إلى أنه منذ ظهور جائحة كورونا أصبح السلام بالعين ويستخدمه البدو في حالة ظهور الأمراض، أو عندما يتقابل الأفراد أثناء السفر وهم على الجمال يمكن السلام بالعين، وكل على جمله بدلا من النزول والوقوف والسلام.
وأوضح أن اليوم الأول مخصص للأهل تجتمع العائلة كلها في المقعد، يتناولون الشاى ممزوجًا بعشب الحبق والقهوة العربى، وفى اليوم الثانى تجرى المعايدة على النسايب ولو هناك أحد بعيد لا بد من معايدته لافتا إلى أن التجمع عند بدو جنوب سيناء يكون في الصحراء أو في الجبل حتى لو كان الأهل يعيشون في المدن، ويرتدى الشباب الجلباب الأبيض والعقال وهناك من يزين مركبته سواء سيارة أو غيرها وهناك البعض يجرون مسابقات للهجن.