يوافق، اليوم الخميس، أول أيام عيد الفطر المبارك، الذي يحتفل به المسلمين بعد انتهاء شهر رمضان الكريم، حيث يعد تناول كعك العيد من أهم مظاهر الاحتفال بالعيد، ولكن الإفراط في تناوله على مدى أيام العيد قد يؤدي إلى بعض المشكلات والأضرار الصحية، وفقًا لما أكده بعض الأطباء.
وفي صباح أول أيام عيد الفطر المبارك، يبدأ المسلمين عقب تأدية صلاة العيد، يذهبون إلى منازلهم لتناول الكعك والبسكويت، وهذا أمر معتاد في هذه المناسبة، إلا أن تناول هذه الحلويات بكميات كبيرة يحمل العديد من الأضرار، حيث تحتوي على كمية كبيرة من السكريات ومليئة بالسعرات الحرارية، بما قد يؤدي إلى مشكلات صحية، وتسوء حالة المرضى إذا أفرطوا في تناولها، وخاصةً أصحاب الأمراض المزمنة.
ومن ناحيته، قال الدكتور هشام الوصيف، استشاري السمنة والنحافة: إنه عقب انتهاء صيام شهر رمضان الكريم، والذي كان يمتد لساعات طويلة، وكان المواطنين يتناولون الطعام في فترة زمنية قصيرة منذ أذان المغرب وحتى موعد السحور، وبالتالي فإن تناول الطعام بكميات كبيرة ابتداءً من أول أيام عيد الفطر يسبب العديد من المشكلات لدى الإنسان، وخاصةً في الجهاز الهضمي، حيث يحدث له عسر هضم وحموضة وقد تصل إلى نزلة معوية، مشيرًا إلى أن المتبعين لنظام غذائي معين في رمضان في عرضه لأن يفقدونه في العيد، نتيجة تناول "الكعك والبسكويت".
وواصل الوصيف، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن تناول الكعك في العيد لا بد أن يكون بكميات معقولة، فهي ذات سعرات حرارية عالية، وتعمل على زيادة إفراز الإنسولين في الجسم، بما تجعل الشخص يزيد من احساسه بالجوع وانخفاض احساسه بالشبع وتزيد من شهيته، موضحًا أن الكعك سعراته الحرارية تتراوح ما بين 160 إلى 200 سعر حراري، والبسكويت سعراته ما بين 80 إلى 90 سعر حراري، والبيتي فور أعلى في سعراته الحرارية من البسكويت، وتناول هذه الحلويات بكميات كبيرة يحدث مشكلات صحية لأصحاب الأمراض المزمنة مثل الضغط والسكر والقلب والكبد، فإن الدهون الثلاثية تأتي من تناول السكريات والنشويات.
وحول روشتة نصائح وإرشادات للمواطنين حول تناول كعك العيد بما لا يسبب أضرار صحية لهم، يوضح أنه لا يمكن التخلي عن تناول حلويات العيد باعتبارها من الطقوس المعتادة لدى المواطنين في عيد الفطر المبارك، والتي تشعرهم بالبهجة والسعادة خلال الاحتفال بالعيد، فيجب ألا يتناولون الكعك "السكريات والدهون" على "معدة فارغة" كي لا يأكلون منه بكمية كبيرة، مع الوضع في الاعتبار أن حب تناول الطعام لا يفوق حب الذات أكثر من أي شيء آخر، بما يساعد على تنظيم تناول الطعام طوال أيام العيد، وفي حالة تناول الكعك مع مشروب ساخن يجب أن يكون خالي من السكر أو وضع سكر دايت، ناصحًا بضرورة شرب السوائل مثل القرفة والزنجبيل والشاي الأخضر طوال أيام العيد.
فيما حذر الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية لأمراض الحساسية والمناعة، من حلوى العيد، فهى لن تنقل فيروس "كورونا"، لكنها ستزيد من مضاعفاتها، فإنها غنية بالدهون والسكريات، مما يضر مرضى السكر وتزيد من ارتفاع الدهون وارتفاع ضغط الدم وخطيرة على مرضى القلب وذوى الأوزان الزائدة، وبالتالي هذا الأمر يزيد من مضاعفات "كورونا" في حالة الإصابة.
وأكمل بدران، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن الكعكة الواحدة توفر من 300 - 400 سعر حراري، إذا تناول الفرد 6 كعكات يحصل على نحو من 1800 إلى 2400 سعر حراري، وهي نفس الكمية التي يحتاجها الشاب البالغ يوميًا، لافتًا إلى أن حلوى عيد الفطر غنية بالدهون والسكريات ومصدر مركز للطاقة، ولا يفضل الإكثار منها، خاصةً لمرضى السكر وارتفاع الدهون وارتفاع ضغط الدم ومرضى القلب وذوى الأوزان الزائدة، فيجب الحرص في تناول حلوى العيد لاحتوائها على سعرات حرارية عالية تفوق احتياجات الجسم، وبالتالى تزيد الوزن باختزانها في الجسم.
وطالب بضرورة الإقلال من تناول الدهون الحيوانية كالزبد والسمن البلدي في صناعة كعك وحلوى العيد، واستخدام بدائل لها، خاصة من الزيوت النباتية خاصة المستخلصة من فول الصويا، وألبان فول الصويا في كعك العيد بديل صحي للألبان الحيوانية ذي قيمة غذائية عالية، وخالية من سكر اللاكتوز، وفي غياب إنزيم اللاكتيز يصعب هضم سكر اللاكتوز، ويسبب الإسهال، المغص، زيادة غازات البطن والإنتفاخات، و75 % من البالغين في العالم يعانون من نقص إنزيم اللاكتيز، ويفيد مرضى القولون، وقليل الدهون المشبعة الذي يتسبب في الإصابة بتصلبات الشرايين والجلطات، ويفيد مرضى حساسية اللبن، مضيفًا أنه غني بفيتامين "هـ" مضاد للأكسدة، ويحمي الأغشية الخلوية التي تتكون عادة من الدهون من التدمير بالجزيئات الحرة التي تنتج خلال التفاعلات الكيمائية في الجسم، يمنع أكسدة الدهون ويقلل من الدهون الضارة.
وتابع أن تناول الحلبة في العيد يفيد في تلافي الآثار الضارة الناتجة عن كعك العيد، حيث تخفض مستوى السكر والدهون، كما أن رائحة الكعك مفيدة وترفع المناعة، وتتكون رائحة الكعك من "القرفة والحبهان والكافور وزر الورد، والقرنفل"، بالإضافة إلى المكسرات التي يتم إضافتها لحلوى عيد الفطر مفيد صحيا، ويرفع المناعة، مشيرًا إلى أن المصريون مولعون بالسكر، ويزداد استهلاكنا للسكر في رمضان والمناسبات الدينية والاجتماعية، يبلغ متوسط استهلاك الفرد السنوي للسكر في مصر نحو 33 كجم، بينما المعدل العالمي 25 كجم.