تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
يؤكد الحكيم ماركوس أوريليوس، أنه من خلال الفلسفة والحكماء السابقين اكتسب عددا من المعاني والفضائل، مثل حرية الإرادة وعدم الحيود عن الهدف، وعدم الاعتماد على شيء آخر سوى العقل، كما أنه دعا الإنسان أن يعرف قدر الرفاق فلا ينكر فضلهم، فمن الأصدقاء يمكن تعلم الأفضال العظيمة.
وقال "أوريليوس" في كتابه "التأملات": إنني تعلمت من أبولونيوس -فيلسوف رواقي- حرية الإرادة، وعدم الحيود عن الهدف، أو التعويل على أي شيء آخر سوى العقل، وأن أظل كما أنا لا يبدلني الألم المفاجئ، أو فقدان طفل، أو المرض الطويل، وأن أرى فيه مثالا حيًا يبين أنه بوسع المرء أن يجمع بين الشدة واللين، ولا يكون فظا في إصدار تعليماته، وأرى أمام عيني إنسانًا يعتبر خبرته ومهارته في بسط نظراته الفلسفية هي أقل مواهبة.
وأضاف، أنه تعلم منه أيضا: كيف أتلقى من الأصدقاء أفضالا عظيمة، فلا يحط ذلك من قدري عندهم، ولا أنا أنكر فضلهم وأغفله.
وتابع، أنه من الحكيم سكستوس -فيلسوف يوناني- تعلمت الأريحية، ونمطًا من العائلة التي تُحكَم بطريقة أبوية، ومفهوم الحياة التي تُعاش وفقًا للطبيعة، ووقارًا في غير تكلف، ورعاية مصالح الأصدقاء، والتسامح تجاه الجُهال من الناس، وتجاه راكبي رءوسهم، والتلطف مع الجميع بحيث كانت متعة الحوار معه أعظم من أي تملق، وكان مجرد حضوره يجلب إليه الإجلال من جميع جلسائه.
مؤكدا أن "سكستوس" كانت لديه ملكة اكتشاف وتنظيم المبادي الضرورية للحياة، بطريقة ذكية ومنهجية، لم يتملكه الغضب قط، أو أي انفعال آخر، بل كان خليا تماما من الانفعال، وشديد الرقة والعطف، كان بوسعه أن يعبر عن استحسانه بلا صخب، وكان يمتلك معرفة عريضة بلا تظاهر أو إدعاء.
ماركوس أريليوس، فيلسوف، وإمبراطور روماني، حكم في الفترة من 161 وحتى 180م، كان رجلا فاضلا بمعنى الكلمة، كرس حياته للأدب والفلسفة والمدرسة الرواقية، لقب بفيلسوف العرش، كتب هذه التأملات بشكل يومي باللغة اليونانية، ولم يقصد بها النشر أو مخاطبة القراء بل كان يكتبها لنفسه من باب التمرين والتدريب، تأثر بكثير من الفلاسفة السابقين مثل سقراط وهيراقليطيس.