لا تكتمل فرحة عيد الفطر المبارك إلا مع كحك العيد والبسكويت، وهى عادة قديمة لم تندثر من المنازل المصرية، لأنها سعادة حقيقية يتجمع عليها الأسرة والأهل والجيران، ففى العشر الأواخر من الشهر الكريم ينشغل الناس بصناعة الكحك، لاستقبال العيد.
تقول هانم متولي، إنها تحافظ على تلك العادة منذ أكثر من ٥٠ عاما، ويتجمع بمنزلها بمدينة الإسكندرية، أصدقاؤها من المسيحيين والمسلمين وكذا جيرانها وأسرتها لصناعته، ولم يغنها شراء الكحك عن صنعه بوسط هذا التجمع الودود.
تضيف: صناعة الكحك عادة قديمة، الأجيال وربات البيوت بيسلموها لبعض، من جيل لجيل، وافتكر من أيام جدتى لأمى وأبويا وهما بيصنعوا الكحك والبسكويت في البيت، وهقول لأولادى وأحفادي يكملوا من بعدى، لأن الفرحة مش في الكحك، الفرحة في اللمة واسترجاع العادات الأصيلة اللى اتربينا عليها زمان.
فيما تقول الحاجة فتحية، ٥٩ عاما:" مهما اتقدمنا شوية أوبقينا نكسل ونريح بالنا، ونشتريه من المحلات والأفران، لكن مهما حصل ما نحسش بالفرحة حتى لو أطعم من عمايل أيدينا، ولو اشترينا ندوق عمايل المحلات المشهورة، بنحن لفرحة اللمة وإحنا بنعمله في البيت، باختصار ما نستغناش عن كحك البيت".
وتروى الحاجه فتحية حكاية صناعة كحك البيت بأيدى مشتركة وهى تبتسم بقولها: "قبل الوقفة بيومين بجمع أصحابى المسيحيين والمسلمين وأهل بيتى وإخواتى، في البيت عندى، ونعمل كحك وبسكويت وبيتي فور وغريبة، وقراقيش، بعزمهم على الفطار، وبعد الانتهاء منه نبدأ في التجهيز للكحك وخبزه في البيت".
متابعة:" ما أقدرش أوصف الفرحة والتعاون وروح المحبة اللى بنتجمع عليها في اليوم الجميل دا، وبعد التسوية أصحابى المسيحيين بينزلوا يوزعوا مع أولادى الكحك على الجيران، والبوابين في المنطقة، ودى أنا بقصدها لأننا في كل مناسباتنا سواء دينية أو تراثية، محتاجين نكون أيدينا واحدة وقلبنا على بعض، نفرح لبعض ومع بعض، وبنوزعه على الناس اللى متقدرش تعمله سواء ما فيش تكاليف مادية أو أى ظروف تمنعهمم زي ظروف كورنا اللي العالم بيعشها، وكفاية الفرحة اللى بنحسها كلنا اللى بيعمل الكحك واللى بياخد طبق منه يدوقه".
خاتمة: الكحك جمعنا مسلم ومسيحى وجمع العيلة كلها، وأنا من صغرى لحد ما كبرت وأنا في الكنيسة في كل مناسبات إخواتي الأقباط، وهما عندنا في البيت والجامع في كل مناسباتنا، والكحك بيفكرنا بها وعادات تتوارث لأولادنا وأحفادنا.