أدانت جمهوريتا جنوب أفريقيا، ونامبيا، ومملكة ليسوتو، بشدة عمليات الإجلاء الممنهجة ضد الفلسطينيين من القدس الشرقية، والتي تهدف لإفساح المجال أمام التوسع الاستيطاني، وفقا لما ذكرته وكالة "وفا" الفلسطينية.
وجدد بيان صادر عن حكومة جنوب أفريقيا، أصدرته وزارة العلاقات الدولية والتعاون، التأكيد على أن أفعال إسرائيل تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي، كما أنها تتجاهل القانون الإنساني الدولي وقرارات مجلس الأمن، بما في ذلك القرارين 446 (1979) و2334 (2016)، الذي يدعو صراحة إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عام 1967 وإعمال حقوق الشعب الفلسطيني، بما في ذلك تقرير المصير والاستقلال. كما أعرب البيان عن القلق العميق من مهاجمة الجنود الإسرائيليين للمصلين في الأماكن المقدسة، خاصة المسجد الأقصى.
واستهجن البيان أفعال إسرائيل غير القانونية في ظل انشغال المجتمع الدولي في التصدي لجائحة "كورونا" للمضي قدما باستمرار ضمها الفعلي للأراضي الفلسطينية، ما يشكل مخاطرة لتقويض قابلية تحقيق حل الدولتين المتفق عليه، وستكون لها عواقب سلبية على عملية السلام برمتها.
وأكد التزام جنوب أفريقيا بشكل لا لبس فيه بتثمين الجهود الرامية إلى إحياء العملية السياسية، التي ستؤدي إلى إنشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة، وأن أي خطة سلام يجب ألا تسمح للدولة الفلسطينية بأن تصبح كيانا خاليا من السيادة والتواصل الإقليمي والجدوى الاقتصادية، وأن يقوم الحل على أساس تسوية عادلة بقوانين عادلة قائمة على الحقوق والمساواة والإنصاف.
وفي السياق ذاته، أدان بيان صادر عن وزارة العلاقات الدولية في جمهورية نامبيا قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي للمواطنين الفلسطينيين، خلال الأيام الماضية واقتحام المسجد الأقصى.
وأعرب البيان عن تضامن حكومة نامبيا مع شعبنا، ودعا قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى وقف عدوانها ضد الفلسطينيين، وقال: "ناميبيا تؤكد مجددا دعمها الحازم للنضال المشروع للشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي، وفي حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال في دولة وعاصمتها القدس الشرقية".
ودعا المجتمع الدولي إلى مواصلة دعم شعبنا، من خلال تنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وجميع الاتفاقات الأخرى.
وعلى صعيد الأحزاب والقوى التضامنية، صدر بيان عن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم في جنوب أفريقيا، أدان تصميم النظام الإسرائيلي على طرد الفلسطينيين من منازلهم في الشيخ الجراح، معتبرا ذلك أنه جزء من أجندة منسقة ومفصلة جيدا من قبل الفصل العنصري الإسرائيلي لترسيخ احتلالها غير الشرعي للأراضي الفلسطينية، وجعل شعب فلسطين بلا أرض في وطنه.
وأدان البيان، في الوقت ذاته، القسوة الوحشية والقمع الذي تعرض له المتظاهرون الفلسطينيون الأبرياء في المسجد الأقصى وقبة الصخرة، وأعرب عن معارضة الحزب المستمرة والشديدة للاحتلال الاستعماري للأراضي الفلسطينية، وما يتبعه من انتهاكات لحقوق الإنسان وعنف ضد الأبرياء، وذلك بشكل يومي.
ودعا بيان الحزب الحاكم في جنوب أفريقيا، الأمم المتحدة إلى ممارسة ضغوط لا هوادة فيها على النظام الإسرائيلي لوقف حملته من القمع المنهجي والوحشية ضد الشعب الفلسطيني، كما حث المجتمع الدولي على الارتقاء إلى مستوى الأحداث الجارية، ووقف استمرار نظام الفصل العنصري الإسرائيلي توسيع احتلاله غير الشرعي للأراضي والممتلكات الفلسطينية، وضمان محاسبة الاحتلال الإسرائيلي على ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
كما أصدر حزب المناضلين من أجل الحرية الاقتصادية المعارض في جنوب أفريقيا، الصاعد سياسيا، بيانا أعرب فيه عن أسفه لاستمرار العدوان والتسبب في الألم من قبل دولة الفصل العنصري (إسرائيل) ضد شعبنا وطرده من دياره التي بنيت من العرق والعمل الجاد.
ودعا المجتمع الدولي إلى استدعاء الدبلوماسيين الإسرائيليين في كل الدول للتعبير عن عدم الموافقة والإدانة لسلوك الإبادة الجماعية، مشيرا إلى لقاء مع سفير فلسطين لدى جنوب أفريقيا قريبا للتعبير عن التضامن مع شعبنا.
وأكد أن إسرائيل تستغل شهر رمضان المبارك للانخراط في سلوك إجرامي بغيض لتشريد أهالي الشيخ الجراح، داعيا حكومة جنوب أفريقيا إلى إغلاق سفارة الفصل العنصري الإسرائيلي وإعادة الممثلين الجنوب إفريقيين من تل أبيب.
وفي الإطار ذاته، طالب الائتلاف الجنوب أفريقي للجان الـ BDS وزيرة العلاقات الدولية والتعاون بالقيام بخطوة فورية ضد السفير الإسرائيلي، للتعبير عن غضب حكومة وشعب جنوب أفريقيا تجاه إرهاب الدولة والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل.
وأشاد بتقرير منظمة "هيومن رايتس ووتش"، مؤكدا أهمية قيام الدولة ليس فقط بطرد السفير الإسرائيلي، وإنما أيضا بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل وفرض عقوبات على دولة الفصل العنصري.
كذلك، أكد حزب باسوتو الوطني (BNP) في مملكة ليسوتو، التي تحدها جمهورية جنوب أفريقيا من جميع الجهات، إدانة اعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى المبارك.
ودعا الحزب، المجتمع الدولي إلى الاتحاد في تنفيذ قرار الأمم المتحدة بشأن قضية حق شعبنا في إقامة دولته المستقلة.
كما أدان، بشكل لا لبس فيه، اعتداء الاحتلال على المواطنين الفلسطينيين الذين كانوا في حالة احتجاج، معتبرا أن ما قام به الاحتلال هو انتهاك لحقوق الإنسان.
