لم تكن الشيخ جراح هي الأولى والتي يحاول الاحتلال إخلاؤها لصالح المستوطنين، ولكن سبقتها عدة أحياء مجاورة معظمها في البلدة القديمة للقدس بهدف إخلاء كل ما هو حول المسجد الأقصى، نستعرضها في التقرير التالي:-
«حي البستان وسلوان» أحياء مهددة بالهدم الكامل
في شهر مارس الماضي كشف
المكتب الوطني للدفاع عن الأرض الفلسطينية التابع لمنظمة التحرير
الفلسطينية في تقرير له، عن أن جريمة تطهير عرقي جديدة تنوي سلطات الاحتلال
الإسرائيلي تنفيذها بعد أن أعلنت بلدية موشيه ليئون في القدس المحتلة
نيتها هدم حي البستان بأكمله مجددًا.
وقال المكتب إن البلدية ألغت كل
الاتفاقيات التي تم التوصل إليها مع سكان الحي، ورفضت المخططات الهندسية
التي طلبتها منهم كمخطط بديل عن الهدم، ورفضها إعطاء تمديد بتجميد أوامر
الهدم، التي وزعتها على سكان الحي مؤخرًا، وبالتالي ستقوم البلدية بعملية
هدم لجميع المنازل، تمهيدًا لإقامة "حديقة وطنية توراتية".
ونتيجة لهذا القرار وفي ضوء إصرار بلدية الاحتلال على تنفيذ مخططها، فإن منازل الحي أصبحت في دائرة الخطر.
وتعود
قصة الحي إلى عام ٢٠٠٥، حينما أصدرت بلدية الاحتلال قرارًا بهدمه، وبدأت
بتوزيع أوامر الهدم على سكانه البالغ عددهم ١٥٥٠ نسمة بنحو ١٠٠ شقة سكنية،
بحجة البناء دون ترخيص، رغم أن أراضيه ذات ملكية خاصة، ووقف إسلامي. ويقع
حي البستان على بعد ٣٠٠ متر من السور الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك، ويمتد
على مساحة ٧٠ دونمًا، يدعي الاحتلال استنادا إلى الاساطير المعروفة أنه
يمثل "إرثًا حضاريًا تاريخيًا للشعب اليهودي "، لذلك عمل على تهويد اسمه
وتحويله إلى "حديقة الملك داود".
وتجدر الإشارة إلى أن ثلاثة أحياء في
بلدة سلوان مهددة بالإزالة لصالح حدائق وطنية تهويدية، وهي حي البستان، وحي
وادي الربابة الذي يقطنه نحو ألف نسمة، وحي وادي ياصول الذي يقطنه نحو ٣٠٠
نسمة. وتوجد أراضٍ بأحياء أخرى في سلوان مهددة بالاستيطان، كحي بطن الهوى
الذي يحيط بحي البستان، ويتهدد أكثر من ٥ دونمات خطر المصادرة بحجة ملكية
الأرض لصالح المستوطنين، ويخوض الأهالي صراعًا في المحاكم الإسرائيلية
للحفاظ على ممتلكاتهم، وأما حي وادي حلوة فتتهدده الحفريات والأنفاق والبؤر
الاستيطانية.تلال ينوى هدم حى البستان في سلوان بالقدس.
«وادي جوزه» سرقها الاحتلال لتحويلها لبلدة صناعية تجارية "
كما
هو الوضع في سلوان قام الاحتلال بمحاولات عديدة لإخلاء وادي جوزه العام
الماضي لتحويلها إلى بلدة تجارية صناعية تحتوي على ٢٠٠ منشأة.
ويقع حي
وادي الجوز إلى الشمال الشرقي من البلدة القديمة لمدينة القدس على مقربة من
جبل الزيتون ووادي قدرون وقد وقع تحت نفوذ بلدية الاحتلال في القدس بعد
احتلال وضم الجزء الشرقي من المدينة عام ١٩٦٧، في وادي الجوز منطقة صناعية
تحوي بشكل أساسي محلات تصليح السيارات.
ويعاني حي وادي الجوز كسائر
الأحياء الفلسطينية المجاورة للبلدة القديمة من عدة صعوبات خاصة بعد إقرار
الخطّة الهيكلية للقدس عام ٢٠٠٩ وفي ظلّ التوسع الاستيطاني الواضح في
المنطقة.
و يواجه حي وادي الجوز عدة تحديات شبيهة بتلك التي تواجهها
سائر الأحياء الفلسطينيّة في القدس ومن أبرز تلك التحديات الخطة الهيكلية
الإسرائيلية للقدس التي تمت المصادقة عليها من قبل لجنة البناء والتخطيط في
بلدية الاحتلال في حزيران ٢٠٠٩.