نبيل الكرد هو أحد لاجئي النكبة والذي كما وصف ذاق مرارة التهجير الأولي بعد نكبة ٤٨ حين تهجر هو وأهله من بلدتهم ليستقر بهم الحال وفق اتفاقية الأونروا وحكومة الأردن إلى حي الشيخ جراح حيث بات يقطن هو وعائلته في منازلهم بالحي منذ أكثر من خمسين عاما.
يقول الكرد – ٧٧ عاما - أحد العائلات الأربع المهددة بالرحيل " منذ خمسين عاما والنزاع مستمر في محاكم الاحتلال حول أحقية وملكية أراضي الشيخ جراح، ولكن الوضع يزداد سوءا فالمحاكم في النهاية هي محاكم احتلالية من المستحيل أن تقف بجانبنا ضد المستوطنين".
يحكي الكرد ويقول " نخشى ما نخشاه أن تحل بنا نكبة ثانية تزيد من وقع المعاناة والعذاب لنتذوق مرة أخرى مرارة التهجير بعد رحلتنا الأولى والتي أوصلتنا إلى هذا المكان، فانا أسكن في هذا المنزل منذ أكثر من ٦٠ عاما".
ما زاد من مرارة نبيل وجميع أهالي الحي هو ما فعله أحد المحامين والذي للأسف يعتبر فلسطينيا حيث قام بالتواطؤ مع محامين الاحتلال القيام بتزوير بعض الأوراق التي بموجبها يتم منح منازلهم للمستوطنين مما زاد موقفهم ضعفا".
وأضاف " قرار إخلائنا من منازلنا هو قرار ظالم وتعسفي، فهذه الأرض نحن نعيش عليها منذ عشرات السنين، وفقا لاتفاقية موقعه بين الأونروا والحكومة الأردنية، ولا نعترف بوجود أي ملكية للمستوطنين فيها".
وتابع:" نحن وجيراننا من العائلات الأخرى في هذه المنطقة لاجئون، فعائلاتنا لجأت من يافا (شمال) وهناك عائلات لجأت من حيفا".
واعتبر الكرد استهداف حي الشيخ جراح جزء لا تجزأ من استهداف مدينة القدس بشكل عام، والعديد من الأحياء المعرضة للهدم والإخلاء وبطبيعة الحال جزء من سياسة التهجير التي تمارس بحق الشعب الفلسطيني.
فيما أكد صالح دياب أن المحكمة تنظر الآن بقرار يتعلق بأربعة بيوت لإخلائها، وبعد ثلاثة أشهر وتحديدا في الأول من أغسطس سيتم إخلاء أربعة بيوت أخرى، مبينا أنه يوجد حاليا ٥٥٠ شخصا مهددون بالإخلاء الفترة المقبلة، والقرارات تهدد المئات الآخرين من سكان الحي.
وبحسب ما تم نشره فقد أرجأت المحكمة العليا الإسرائيلية الحكم في الأوراق الثبوتية التي قدمها الأهالي بأحقية ملكيتهم لمنازلهم، لمدة أسبوعين وهو ما اعتبره البعض تلاعب بالقضية لإتاحة الوقت أكثر للمستوطنين.