ارتبطت صناعة الكنافة والقطائف في ذاكرة المصريين بشهر رمضان وتوارثتها الأجيال حيث تعتبر طبقا دائما على المائدة الرمضانية وفى شارع الحسينى بالمنيا يقف أحمد عبدالكريم يغزل الخيوط الذهبية التى تنشر رائحة الزمن الجميل ويلتف حوله الأطفال يمسك بيده إناءً ذات ثقوب عديدة يتساقط منه العجين على صاج الفرن البلدى وبواسطة حركة يده الدائرية يصنع خيوطًا منتظمة من الكنافة، ويجمعها بعد لحظات على الفرن بيديه ويبيعها للزبائن هو أقدم صانعى الكنافة بالمنيا، ومن القلائل الذين يحافظون على الطريقة التقليدية لصنع الكنافة في محيطه، وله زبائنه، الذين يأتون إليه من كل البلدان المجاورة، حتى إنه لم يعد يقتصر في صنعها على شهر رمضان فقط، لكنه يقوم بصناعتها طوال العام، والذى يحكى أسرار ارتباط المصريين بالكنافة والقطايف في رمضان.
يقول أحمد الكنفانى " الكنافة البلدى من أشهر عادات شهر رمضان الكريم، وتفضلها ربات المنازل في صنع العديد من الأصناف والأشكال، وتظل الكنافة البلدي من علامات البهجة في شهر رمضان، والتي يُقبل عليها المصريون، فلا يخلو منزل منها، لأنها تعد أشهر الحلوى الرمضانية، أما طريقة صنعها ومكوناتها، يقول «الزبائن تفضل الكنافة البلدى أكثر من الكنافة الآلى كونها لا تستهلك سكر وسمن كثيرًا، لأن "البلدي يوكل "وصناعة الكنافة البلدي سهلة وبسيطة، تبدأ بلف الكوز على الصاج وصنع حلقات ودوائر منتظمة من أجل عمل "كربال الكنافة" وأقوم بتجهيز العجين من الدقيق والماء والنشا وأقوم بتصفيته ووضعه في إناء كبير بجوار الفرن البلدى وآخذ منه العجين في إناء ذات ثقوب عديدة من الأسفل وأرش على الصاج بواسطة حركة منتظمة وبعد لحظات أجمعها بيدى من على الصاج وأضعها على الطاولة وأزنها للزبون ويقبل عليها المصريون كطقوس رمضانية ويتناولونها في السحور علشان تعمل معاهم شبع في صيام بالنهار».
وأضاف أحمد "أنا برش الكنافة منذ ٥٠ عاما، وهى مهنة توارثتها عن أبي، وأبي توارثها عن جده، وعدة الكنافة اللي عندي دي تاريخية، صاج نحاس حرارى، كوزين نحاس مبطنين بالكروم بحيث يحفظ خلطة الكنافة دون تغير طعمها. وعن تاريخ الكنافة يقول الحاج أحمد " تعود صناعة الكنافة إلى العصر الفاطمى ويقال إن أول من صنعت له الكنافة كان معاوية بن أبى سفيان، وكان يشكو من الجوع في نهار رمضان، فصنعوا له الكنافة كى يتناولها في السحور حتى تشبعه لوقت أطول أثناء الصيام وتحولت الكنافة والقطائف من طعام للملوك والأمراء إلى طقوس رمضانية للمصريين لا يخلو بيت مصري منها طوال شهر رمضان الكريم، واختتم الحاج أحمد الكنفانى حديثة قائلًا "الكنافة البلدي لها مذاق خاص، واللي بيعشقوا الكنافة هم اللي يعرفوا قيمتها".