تواصل "البوابة نيوز" تقديم القصص والنوادر التي رواها الأديب الراحل شوقي ضيف في كتابه "عجائب وأساطير" وهي من القصص التي دونها العرب في العصور الوسطى بغرض اللهو والتسلية وإلى الحكاية العشرين.
انطلق ثلاثة نفر من الزمن القديم حتى دخل عليهم الليل بالقرب من البلقاء بالشام، فباتوا في غار بجبل فلما أصبحوا وجدوا صخرة انحدرت من الجبل وسدت عليهم باب الغار فقالوا لا ينجينا من هذه الصخرة إلا أن ندعو الله بصالح أعمالنا.
فقال رجل منهم: اللهم إن كان لي أبوان كبيران فكنت أطعمهما اللبن صباحا ولا أقدم عليهما أهلا ولا ولدا وأخذهما النوم يوما ولما حلبت اللبن وجدتهما نائمين فمكثت بجانبهما والقدح في يدي أنتظر استيقاظهما حتى طلع النهر والصبية من حولي يتصايحون جوعا فاستيقظا وشربا اللبن اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة فانفرجت شيئا لا يستطيعون الخروج منه.
وقال الثاني اللهم إن كان لي ابنة عم أحبها فألمت بنا سنة مجدية فجاءتني فأعطيتها مائة وعشرين دينارا وقد تعرضت لي وقالت هيت لك فانصرفت عنها وهي أحب الناس إليَ اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة فانفرجت شيئا قليلا لا يستطيعون الخروج منه.
وقال الثالث: اللهم إنك تعلم أني استأجرت عمالا فأعطيتهم أجرهم غير رجل واحد ترك الذي له وذهب فنمت أجرته في تجارتي حتى كثرت وزادت زيادة كبيرة فجاءني بعد حين وقال: يا عبدالله هات أجرتي فقلت له كل ما ترى من الإبل والبقر والغنم والعبيد من أجرتك فقال يا عبدالله لا تستهزئ بي فقلت له لا أستهزئ وإنما هي الحقيقة فاستاق ذلك كله ولم يترك منه شيئا اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة وخرج من الغار النفر الثلاثة لم يصبهم أذى.
