تفاقمت أزمة فيروس كورونا المستجد في الهند حيث يستمر نزيف الضحايا وسط محاولات عديدة لإنقاذ البلاد من هذا الوباء.
وقالت المحكمة العليا في الهند إنها ستشكل فريق عمل كجزء من الجهود المبذولة لتحسين توزيع الأكسجين الطبي عبر قطاع الرعاية الصحية، حيث تكافح البلاد موجة ثانية وحشية من فيروس كورونا.وحسبما ذكرت صحيفة فايننشيال تايمز البريطانية، أعلنت المحكمة، التي انتقدت أسلوب تعامل الحكومة الهندية مع أزمة الرعاية الصحية المتفاقمة، السبت أنها شكلت لجنة لإنشاء "آلية فعالة وشفافة" لتخصيص إمدادات الأكسجين للولايات والمستشفيات.
ويأتي هذا التطور بعد أسابيع من المشاحنات بين إدارة رئيس الوزراء ناريندرا مودي وحكومات الولايات بشأن إمدادات الأكسجين.وأضافت المحكمة أن اللجنة المكونة من 12 عضوا ستسهل استجابة الصحة العامة للوباء على أساس المعرفة العلمية والمتخصصة بالمجال.
وأبلغت الهند عن أكثر من 400 الف حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا يوم السبت الماضي، وأكثر من 4000 حالة وفاة، على الرغم من أن أجزاء كبيرة من البلاد تخضع لدرجات مختلفة من حظر التجول والإغلاق.
وأعلنت تاميل نادو، مركز صناعة السيارات في الهند، في نهاية هذا الأسبوع أنها ستفرض إغلاقًا لمدة أسبوعين بدءًا من اليوم الاثنين.
وأدى انتشار فيروس كورونا الذي طغى على النظام الصحي في الهند إلى ظهور سوق سوداء للأكسجين حيث يسعى المواطنون الأثرياء إلى الحصول على رعاية طبية منقذة للحياة، حيث صادرت الشرطة مئات من مكثفات الأكسجين المخبأة في مطاعم نيودلهي الراقية.
وفي سلسلة تغريدات في الأيام الأخيرة، قالت الشرطة إنها استعادت 524 مكثفًا من مزرعة في ضواحي العاصمة وفي مطاعم في سوق خان الشهير في دلهي.
وقالت الشرطة إن المكثفات، التي تستخدم لتوصيل الأكسجين النقي لمرضى فيروس كورونا، تباع بسعر لا يقل عن 3.5 أضعاف سعرها الطبيعي.
وأشاد البعض بأولئك الذين يوردون معدات إنقاذ حياة مرضى فيروس كورونا غير القادرين على الحصول على الرعاية في المستشفى.
وخلال الشهر الماضي، امتلأت وسائل التواصل الاجتماعي في البلاد بطلبات المساعدة من الأشخاص الذين يبحثون عن الأكسجين أو الأدوية المنقذة للحياة أو أسرة المستشفيات لأحبائهم المصابين بأمراض خطيرة.
وفي بعض الحالات، استنفدت إمدادات الأكسجين في المستشفيات، مما أدى إلى وفاة المرضى.
وأدى النقص في الإمدادات مثل الأدوية إلى خلق حوافز مالية قوية للراغبين في الانخراط في الاحتيال والقرصنة وتزوير الأدوية.
وأعلنت وزارة الدفاع الهندية أن السلطات ستستعين بمئات من أطباء الجيش السابقين لدعم نظام الرعاية الصحية، حيث تواجه البلاد أعدادا قياسية لإصابات ووفيات كورونا.
وقالت الوزارة في بيان صحفي إنه من المتوقع أن يعمل نحو 400 من الضباط الأطباء بموجب عقد لمدة 11 شهرا على الأكثر، مضيفة أن أطباء عسكريين آخرين من الجيش سيقدمون استشارات عبر الإنترنت.
