تواصل «البوابة نيوز » تقديم القصص والنوادر التى رواها الأديب الراحل شوقى ضيف في كتابه «عجائب وأساطير»، وهى من القصص التى دونها العرب في العصور الوسطى بغرض اللهو والتسلية وإلى الحكاية الجديدة.
لما فتح المسلمون مصر جاء أهلها إلى عمرو بن العاص حين دخل شهر يونيو من أشهر القبط وقالوا: أيها الأمير إن لبلدنا عادة لا يجرى النيل إلا بها، وذلك أنه إذا كان لاثنتى عشرة ليلة من هذا الشهر عمدنا إلى فتاة فأرضينا إلى أبويها وجعلنا عليها من الحلى والثياب أفضل ما يكون، ثم ألقيناها في النيل.
فقال لهم عمرو: إن هذا لا يكون في الإسلام وأن الإسلام يهدم ما قبله، فأقاموا أشهر يوليو وأغسطس والنيل لا يجرى أبدا لا قليلا ولا كثيرا، حتى هم أهل مصر بالجلاء عنها، فلما رأى عمرو ذلك كتب إلى عمر بن الخطاب رضى الله عنه ذلك، فرد عليه الخطاب قائلا:» قد أصبت أن الإسلام يهدم ما قبله وقد بعثت اليك بطاقة أى رسالة فألقها في النيل وإذا فيها:» من عبدالله أمير المؤمنين إلى نيل مصر أما بعد فقد كنت تجرى من قبلك فلا تجر وإن كان الله الواحد القهار هو الذى يجريك فنسأله أن يجريك».
وألقى عمرو بن العاص الرسالة في النيل وقد تهيأ أهل مصر للجلاء لأن مصالحهم لا تقوم إلا بالنيل، فأصبحوا وقد أجرى الله النيل ستة عشر ذراعا في ليلة واحدة.