واثق الخطوة يمشي ملكًا.. لا يلتفت إلى ضجيج المتربصين أو هتاف وصياح الآفاقين.. يعمل ما يراه صحيحا ومستعد لتحمل النتائج ويمتلك من الشجاعة ما يجعله يخرج أمام الجميع ويعلن أنه كان خاطئا في بعض المواقف، ولكن دائما وجهة نظره تكون صحيحة وهدفه تطوير المنظومة الكروية التي عانت من أزمات ومشكلات كثيرة في الفترة الأخيرة.
أحمد مجاهد رئيس اللجنة الثلاثية التي تدير اتحاد الكرة أثبت أنه رجل المواقف الصعبة، فمنذ توليه في ديسمبر الماضي بتكليف من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" وضع نصب عينه تطوير اتحاد الكرة ووضع نظام ولوائح جديدة هدفها اعادة النظام والإنضباط في مقر الجبلاية رغم تعرضه لهجوم شرس من بعض وسائل الإعلام "المغرضة".
ويبقى ملف التحكيم الأهم في عصر "المجاهد" خاصة أن منظمة قضاة الملاعب كانت دائما "الحيط المايل" الذي يعلق عليه اي شخص اخطائة وكوارثة، فبدأ في تطوير التحكيم وخاصة تقنية الفيديو، حتى وصل إلى "الذروة" بتعيين حكام مصريين لمباراة القمة بين الأهلي والزمالك في توقيت صعب جدا، ليصطدم باعتراضات القطبين خاصة أن مباريات القمة في السنوات الماضية كانت تدار بحكام أجانب نظرا لحساسية المواجهات، ولكن "مجاهد" اصر على موقفة وأعلن أنه سيتحمل اي تداعيات.
أحمد مجاهد هو مهندس اتحاد الكرة الذي تحدى الجميع ورفع راية التحكيم المصري واعادة هيبة قضاة الملاعب في الكرة المصرية بعد سنوات من الأزمات، فدافع عن الحكام وأعلن أن منظومة التحكيم المصرية هي الأفضل عربيا وأفريقيا ويجب على الجميع أن يساند الحكام ولا يعلق فشله فيس بعض المباريات على شماعة التحكيم بسبب خطأ غير مقصود يحدث في أكبر واقوى دوريات العالم ومع حكام النخبة في الساحرة المستديرة.
المتعارف عليه دائمًا هو تعيين حكام أجانب لمباراة القمة في ظل الصراع التاريخي بين القطبين والضغط الجماهيري، فمنذ عام 1955، وكان التحكيم الأجنبي الطابع السائد في مباراة القمة عندما كان الراحل المشير عبدالحكيم عامر رئيسًا لاتحاد الكرة، وأصدر حينها قرارًا بالاستعانة بحكام أجانب لإدارة مباريات القمة بين الأهلى والزمالك، وكان الإنجليزي ماكميلان، أول حكم أجنبى يدير القمة في ديسمبر 1955، ليدخل التاريخ كونه أول حكم أجنبى يقود القمة الحمراء والبيضاء كما قام بطرد نجمى الأهلى صالح سليم وحلمى أبوالمعاطى، ليستمر مسلسل التحكيم المصري طابع خاص في القمة حتى أعلن أحمد مجاهد نهاية هذا الأمر بتعيين حكام أجانب لمواجهتي الفريقين في الدوري ذهابا وإيابا للمرة الأولى منذ سنوات طزيلة جدا.
تعرض "مجاهد" لحملة شرسة في بداية توليه رئاسة اللجنة الثلاثية ولكنه تعامل مع هذا الهجوم على طريقة المثل "يا جبل ما يهزك ريح" فظل صامدا على موقفه، وقادر ثورة التصحيح في مقر الجبلاية، فاطاح بعدد كبير من الموظفين الذين جاءوا في غفلة من الزمن وليس لهم دور في اتحاد الكرة، فبدأت الحملات الممنهجة ضده ولكنه تمسك بقراراه وواصل المسيرة بنجاح في رحلة تسليم المهمة لمجلس منتخب خلال الانتخابات التي ستقام بعد دورة الألعاب الأولمبية طوكيو الصيف المقبل.