كتب- على عبدالمعتمد ومنتصر سليمان ومحمد صفوت وأحمد علاء الدين - تصوير: محمد صلاح ومحمد لطفي
سنجلس في نهار يوم مُشمس ومشرق، مثل وطننا الغالى، وسنروي بحالة من الفخر والاعتزاز، كيف كان يقاتل رجالُنا في ساحات المعارك.. وكم دفع أبطالُنا أثمانًا باهظة لتحقيق النصر فيها، لا يهابون الموت، وما دونه، واثقين من عدالة القضية، وسمو الهدف، ونُبل المقصد، ونزاهة السبيل.
سنجلس ونقرأ في لوح الوطن المحفوظ، كلمات سُطرت بالدموع والدم، وسنقص أصدق القصص عمن هان وخان، وعمن حمي وصان.. أبطال الظل الذين كتبوا لهذا الوطن اسمًا وعنوانًا، واحتفظوا له بميراث التاريخ، ومن هم شرذمة الإفك والخيانة والابتزاز، وتابعيهم من غير إحسان.
وبالرغم من مرور نحو 4 سنوات، على حادث الواحات الإرهابي، إلا أن دماء الشهداء التي روت أرض الوطن، مازالت حية بين الجميع، في قلوب أسرهم وأذهان الشعب، تلك البطولات أعادتها للأذهان الحلقة الخامسة والعشرون من مسلسل "الاختيار 2"، بظهور أحداث معركة "الواحات"، والتي جسدت صورة لأبطال الشرطة البواسل، بعدما ورود معلومات إلى ضباط الأمن الوطني، عن تمركز عناصر مسلحة وسط الصحراء، في الكيلو 135 على طريق الواحات البحرية بنطاق محافظة الجيزة.
كانت هذه العناصر تستعد للقيام بعمليات عدائية تجاه الوطن، لكن أحلامهم في التخريب اصطدمت بقوة رجال الشرطة وتصديهم للعنف؛ حيث جرت معركة بطولية، في يوم الجمعة 20 أكتوبر 2017، سقط عليها 16 شهيدًا من رجال الشرطة، الذي كانوا لا يهابون الموت، وقفوا كالأسود مدافعين بجسارة عن صحراء مصر الغربية.
وتزامنًا مع عرض هذه الحلقة؛ التقت "البوابة"، مع عدد من أسر شهداء مأمورية الواحات، والتي كانت مشاهد الحلقة محزنة ومبكية، لجميع الأسر، لاسيما تجسيد استشهاد ذويهم.
أسرة الرائد الشهيد إسلام مشهور
وانتقلت "البوابة نيوز"، لمنزل أسرة الرائد الشهيد إسلام مشهور، بالتزامن مع عرض الحلقة الخامسة والعشرين، من مسلسل "الاختيار 2"؛ حيث دارت أحداثها عن مأمورية الواحات.
الشهيد البطل إسلام مشهور، الضابط بقطاع العمليات الخاصة، الذي لم يتوان لحظة في تقديم واجبه الوطني؛ محافظًا على قسم التخرج في كلية الشرطة، حتى صعدت روحه الطاهرة إلى بارئها.
وعبرت "سوزان عبد المجيد"، والدة الشهيد، عن حزنها الشديد، أثناء استعادة ذكرياتها، لحظة معرفتها بخبر استشهاده؛ حيث روت كواليس استشهاد نجلها خلال العملية، وأوضحت أن نجلها الشهيد، هو ابنها الأصغر، الذي كان يعمل ضابطًا في قطاع العمليات الخاصة، وكان على خلق، ومشهود له بالاحترام والالتزام بين الجميع".
فنجلها الشهيد إسلام، بعد تخرجه في الثانوية العامة، كان يحلم بالالتحاق بالشرطة أو الجيش، وبالفعل التحق بكلية الشرطة، وبعد تخرجه التحق بقطاع الأمن العام، وقد أوصاه والدُه بأن يراعى ضميره، ويخلص في عمله، كما أنه كانت أمنيته الوحيدة هي أن يلتحق بقطاع العمليات الخاصة، مثل شقيقه الأكبر، المقدم أحمد مشهور، وبالفعل تحققت أمنيته.
وذكرت والدة الشهيد، أن نجلها كان يحب عمله جدًا، وقام بعمل مكتبة، وجمع بها كل الكتب، التى تخص قطاع العمليات الخاصة، ورغم حبه الشديد لعمله لم يكن يفضل التحدث كثيرًا عنه.
وروت والدة الشهيد، أحد المواقف المؤلمة، قبل استشهاد نجلها، حيث إنه كان متواجدًا في مأمورية بشمال سيناء، وخلال وصلة هزار مع زميله، دفعه الأخير، ليتلقى زميل إسلام رصاصة من قناصة، فاستشهد على الفور، ويسقط بجوار نجلها، ظل الشهيد إسلام متأثرًا بهذا الحادث، فلولا وصلة الهزار التي تمت، ودفع زميله له، لكانت الرصاصة قد أصابته هو، لكن قدر الله أن يُستشهد فيما بعد.
وأشارت إلى أنه قبل العملية بساعات، طلب من والده أن يشترى له بدلة سوداء، لحضور حفل زفاف أحد أصدقائه؛ مشيرةً إلى أنه خلال تلك الفترة، كانت تشعر بضيق وحزن بدون مبرر.
وفي يوم المأمورية، اتصل به والدُه، وأخبره بأنه سوف يعود غدًا، وفى تلك الليلة لم أستطع النوم ليلًا بدون سبب، فقد انتابني شعور بالقلق، لم أكن أعرف مصدره، وقمت فصليت الفجر ودعوت له، وفى الصباح استيقظت مبكرًا لتجهيز طعام له، بعد غيابه عن المنزل 3 أيام متواصلة، وتفاجأت باتصالات كثيرة من أشخاص كثيرين، دون أن يوضحوا لى حقيقة ما يحدث، وفى لحظة تفاجأت بجرس الباب، وعندما فتحت الباب اكتشفت أن كل أهالى العقار يقفون أمامى ليخبرونى بالخبر الصادم (إسلام استشهد).
وقالت: "لما جالي الخبر، كنت بحسبه اتصاب، مكنتش متخيلة خالص إنه مات، ربنا ما يكتبها على حد".
وأشارت إلى أن نجلها، هو أول من استشهد في المعركة، وواجه الموت بفدائية، ولم يهرب ويترك زملاءه؛ معبرةً بأنها فخورة بابنها، لأنه عاش رجلًا ومات بطلًا، مدافعًا عن أرض الوطن، واحتسبته هو وأبطال الملحمة عند الله شهداء.
على الجانب الآخر؛ لحظات مؤلمة حدثت، عندما حضر اللواء محمد مشهور، إلى المستشفى حيث يوجد جثمان نجله الشهيد إسلام، وبدا الرجلُ مترابطًا، بشكل أثار كل الرجال الذين حوله، وطلب أن يشاهد جثمان ابنه بالكامل، قبل أن تبدأ إجراءات تكفينه، لم يعترضه أحد أو يمنعه، وقف الرجل شامخًا كالجبل، شد الغطاء من على جثمان ابنه، وتأمل كل تفاصيله بعينه، ثم مال على صدره وقبله، قبل أن يقبل رأسه ويأخذه في حضنه، ونظر لمن حوله، قبل أن يطلب الهاتف المحمول من ابنه الثاني، ويقول له "اتصل بوالدتك".
وعلى طرف المكالمة الآخر، حيث والدة الشهيد، لا يأتي صوت إلا البكاء بشكل هستيري، هو وبصوت متهدج استدعى كل جبال الصبر في الدنيا ليتحكم فيه، ويصرخ بصوت عالٍ فيها قائلًا: "بطلي عياط، ابنك مات رجل، واقف على رجله، الرصاص جاي في صدره.. ابنك واجه الموت ومش اداله ظهره، زي ما الكلاب قالوا.. زغردي.. أنا جاي بيه طنطا، وهانزفه الليلة.. اوعي تعيطي.. زغردي.. إسلام رجل وعريس الليلة"، ويسقط الهاتف من يده، وينهار كل الرجال من حوله في البكاء، إلا هو يظل محتضنا ابنه، كما استقبله وليدًا، لأول مرة، وكما يزفه شهيدًا لآخر مرة.
الشهيد إسلام مشهور، ضابط برتبة نقيب، تخرج في كلية الشرطة عام 2012، ثم التحق بعد التخرج بقطاع العمليات الخاصة، وتمت ترقيته إلى رتبة رائد بعد استشهاده، وهو من أبناء محافظة الغربية.
كان ضابطا ذا كفاءة عالية، حصل على العديد من الدورات القتالية والرماية، وعدد من نياشين التفوق.
كان يستعد لزفافه بعد أن تمت خطوبته قبل استشهاده.
واستشهد البطل يوم 20 أكتوبر عام 2017، خلال مداهمة وقعت بين قوات الأمن، وبؤرة إرهابية بطريق الواحات، بعد تبادل لإطلاق النيران، بين قوات الشرطة، وتلك العناصر الإرهابية.
أسرة الشهيد الرائد عمرو صلاح
في سياق متصل؛ انتقلت "البوابة" إلى منزل أسرة الشهيد الرائد عمرو صلاح، أحد شهداء معركة الواحات.
في البداية؛ قال المهندس صلاح عفيفي، والد الشهيد الرائد عمرو صلاح: " نحن أهالي الشهداء شرف لنا أننا أنجبنا شهداء دافعوا عن الدولة المصرية وقت المحن والشدائد فكانوا رجالا وضحوا بأرواحهم من أجل مصر لأن مفيش أغلي من مصر؛ مشيرا إلى أن الشباب يجب عليه أن يعرف تاريخ الشهداء ويتعلم وينظر حوله كيف وصل حال الدول المجاورة لنا في سوريا وليبيا.
واستطرد والد الشهيد قائلا: "مصر ممكن تمرض لكنها لا تموت، أنا مبسوط أن ابني شهيد واستشهد علشان بلدنا، وأنا قلت للرئيس عبد الفتاح السيسي:" ابني ضحي عشان الوطن، وأنا جاهز وعندي ولدين كمان، لو البلد عايزاهم النهاردة هيكونوا على الحدود، ولازم الناس تفهم أن الشهداء راحو علشان بلدنا كلنا، ومستحيل تلاقي مصري بيحب بلده بجد خاين، سواء كان مسلمًا أو مسيحيًا، أما هؤلاء الذين خططوا ونفذوا العمليات الإرهابية، فليس لهم علاقة بالإسلام، وهم مرتزقة بيتاجروا بيه، علشان يضحكوا على الشباب".
وأردف والد الشهيد قائلا: "أنا متابع جيد لمسلسل "الاختيار2"، الذي يرصد تضحيات أبناء مصر والأبطال الحقيقيين، الذين يدافعون عن تراب الوطن، ويدفعون حياتهم مقابل رفعة علم بلادهم عاليا، متشبثين بكل شبر في الأرض، وحريصون على ألا تطأه قدم خسيس؛ مشيرًا إلى أن المسلسل عرض صورة واقعية عن أبطال الوطن الذين يمكثون ليالي طويلة في العمل.
وتابع والد الشهيد: "بيتغلبوا على الظروف بابتسامة رضا، ومنهم عمرو رحمة الله عليه، قعد في سينا، وعاش فترة في الفرافرة، وكان بيقولي إن الجبال محاوطانا، وبننام في الصحراء، بس مبسوطين إننا بندافع عن بلدنا، ومنخليش الكلاب يدخلوا أرضنا".
وأشار والد الشهيد الرائد عمرو صلاح، إلى أن المسلسل وضح للجميع، جدعنة وشهامة المصريين، وبسالة ضباط شرطة مصر، وخوفهم على بلدهم، "دول يستاهلوا ذكراهم تعيش طول الحياة، وسيرة الأبطال أطول من عمرهم، ومسلسل الاختيار خلدها.. وأبرز دور رجال الأمن الوطني، والعمليات الخاصة، لأن الشعب المصري كان يعرف النتائج الأخيرة فقط، دون أن يعرف المتاعب التي بذلوها من أجل توجيه ضربات قاتلة إلى الإرهابيين والتكفيريين والخارجين عن القانون.
وأضاف أن "عمرو كان دائما مبتسمًا، وزملاؤه في القطاع، بعد استشهاده، أطلقوا عليه الشهيد المبتسم، ولا يمكن تلاقيه ابدا مش مبتسم، حتى لو زعلان؛ مشيرًا إلى أن الشهيد في أحد المرات شاهد شقة تحترق، وهو في المنزل، فهرول مسرعًا وأنقذ السيدة المتواجدة فيها، متابعا: "كان بيعمل خير من ورايا، عرفت بيه بعد استشهاده، ووصل لدرجة أنه كان بيستلف علشان يفك كرب أي حد يقصده، وقبل استشهاده منَّ الله عليه بحفظ نصف القرآن، وحصل على شهادة من مدرسة النزهة لتحفيظ القرآن، مضيفًا: "نجلي أدى واجبه على أكمل وجه، عشان كده ربنا اختاره في المكانة اللي هو راحلها، والدولة مش بتسيب أسر الشهداء".
وتابع قائلا: "قبل الحادث بيوم تواصلت مع عمرو هاتفيا، وقلي هتأخر شوية، ويوم الجمعة عرفت أنه حدث اشتباك في الواحات، وبعدها عرفت من خلال التليفزيون لما ذكروا اسمه؛ متابعًا: "الشباب كانوا واقفين تحت، عايزين يطلعوا يسألوني الخبر صح ولا غلط، ويوم الجنازة الطريق كان مقفولا بسبب الزحام..".
وقال: "الله يرحمه أنا مبسوط بيه، وفرحان أن ابني شهيد، والناس كلها جات قدمت واجب العزاء؛ جيش وداخلية وكل أجهزة الدولة، أنا صبرت واحتسبت، ووالدة الشهيد، عانت وتألمت كثيرا، لكن كان لدينا قناعة أن ابني وباقي شهداء الجيش والشرطة قدرهم أن يدفعوا ضريبة من أجل استقرار مصر.
وأوضح والد الشهيد، أن "كل أم شهيد لها الفخر أنها ربت وكبرت وزرعت فيهم القيم وصحيح الدين، وفي نهاية حديثه، ناشد والد الشهيد الرائد عمرو صلاح، الأجهزة التنفيذية بالدولة في الدولة، والرئيس عبد الفتاح السيسي، بإطلاق اسم نجله الشهيد على أحد الكباري، بمحافظة القاهرة تخليدا وتقديرا له.
ضابط برتبة نقيب، تخرج في كلية الشرطة عام 2012، ثم التحق بعد التخرج بإدارة العمليات الخاصة، وتمت ترقيته إلى رتبة رائد بعد استشهاده، وهو من أبناء محافظة القاهرة.
وخلال خدمته؛ حصل الشهيد، على العديد من الدورات القتالية والرماية واللياقة البدنية، ليظل إحدى دروع الوطن قبل استشهاده، كما شارك في العديد من العمليات ضد العناصر الإرهابية المتورطين في أحداث عنف وإرهاب.
وكان الشهيد البطل أحد المشاركين في فيلم "الخلية"، الذي قام ببطولته الفنان أحمد عز، والذي دارت قصته عن دور وزارة الداخلية، ممثلة في قطاع الأمن الوطني، في محاربة خلية إرهابية، حتى قضت عليها في النهاية، حيث كان يقوم بتدريب أبطال العمل، على فنون القتال واستخدام السلاح، وارتداء ملابس الشرطة بطريقة مناسبة ما جعل زملاءه يطلقون عليه لقب "بطل السينما والواقع".
وقد كان الشهيد الرائد عمرو صلاح، يستعد لزفافه، بعد شهرين من وقت استشهاده، حيث تم تحديد وحجز مكان الزفاف.
أسرة الشهيد النقيب أحمد شوشة
تخرج في كلية الشرطة عام 2016، كان يؤدي تدريبات شاقة لرفع كفاءته القتالية، وتأهل للمشاركة في فرقة ذات المهام القتالية.
تم ضمه لقطاع العمليات الخاصة ولكفاءته وقع اختيار قيادات العمليات الخاصة عليه ليكون أصغر ضابط مشاركا بمأمورية الواحات.
وقال حافظ شوشة، والد الشهيد أحمد شوشة، أصغر شهداء معركة الواحات البحرية، عقب مشاهدة الحلقة الخامسة والعشرين من مسلسل الاختيار ٢، إنه لو لديه ١٠ أبناء سيقدمهم فداء لمصر.
وأضاف والد الشهيد، لـ"البوابة"، أن مسلسل "الاختيار ٢"، أوضح للجميع الدور البطولي الذى يقوم به رجال الشرطة، من أجل استقرار وأمن البلاد، واستشهاد أبطال لم يتجاوزوا الثلاثين من عمرهم فداء لمصر.
وذكر والد الشهيد، أنه بعد أن نفدت ذخيرة نجله بالكامل أخذ ذخيرة زملائه، وأصر على استكمال المعركة والقضاء على الإرهابيين الجبناء، كما أنه خلع الأفرول الخاص به، وكان يضمد به جروح زملائه حتى استشهد.
وطالب حافظ شوشة، بعدم نسيان شهداء الوطن، ممن ضحوا بأرواحهم من أجل أمن وأمان مصر؛ مؤكدًا على ضرورة أن نتذكرهم دائمًا؛ لأنهم ضحوا بأحلامهم وأرواحهم من أجل أن تظل بلدنا آمنة مستقرة.
في السياق ذاته؛ كان من أحد أبطال تلك المعركة الشهيد الرائد أحمد طارق زيدان، الذي تخرج في كلية الشرطة دفعة 2013، وهو من مواليد حي المقطم بالقاهرة، التحق عقب تخرجه بإدارة العمليات الخاصة، ضمن ضباط قطاع سلامة عبدالرؤوف بالقاهرة، حيث كان يعد من أحد الضباط الأساسيين والمهمين في العمليات، الذين يجري الاستعانة بهم في المداهمات ضد العناصر الإرهابية والاجرامية، لما يتمتع به من كفاءة عالية.
وفي يوم معركة الواحات كان ضمن الصفوف الأولى في المعركة، وبدأ الاشتباك مع العناصر الإرهابية فور وصولهم إلى مكان تواجدهم، إلا أن القدر شاء أن يصاب أثناء المعركة ببتر في إحدى ساقيه، استحال معه استمرار تواجده في ميدان المعركة، وقام زملاؤه بإخلائه إلى إحدى المدرعات.
حيث أصر أصدقاؤه إلى نقله وإبعاده عن ساحة القتال، أملا في إسعافه وإنقاذ حياته، وحاولوا تقديم الإسعافات الأولية اللازمة له، إلا أن كلها باءت بالفشل، ولفظ الشهيد الرائد أحمد طارق زيدان، أنفاسه الأخيرة داخل المدرعة ولقى ربه وهو بين أيادي زملائه الذي عادوا بجثمانه الطاهر بعد انتهاء المعركة.