ترأس الأنبا يوساب أسقف عام الأقصر، صلوات جنازة الراهب القمص صرابامون الشايب أمين دير القديسين بالأقصر، بمقر ديره بمدينة الطود شرق الأقصر، وكان الحضور قاصر على مجمع الآباء الرهبان والكهنة وخورس الشمامسة وأسرة الراهب القمص صرابامون الشايب فقط.
وتقدم الأنبا يوساب أسقف عام الأقصر، بخالص العزاء، لمجمع كهنة الإيبارشية، في نياحة الأب الفاضل الراهب القمص صرابامون الشايب، ويلتمس عزاء سمائيًا لمحبيه ولأسرته المباركة، طالبًا لنفسه البارة النياح والراحة، النصيب والميراث مع جميع المقدسين.
وكانت إيبارشية الأقصر وتوابعها، قد أعلنت نياحة الراهب القمص صرابامون الشايب أمين دير القديسين بالطود بالأقصر، عن عمر 70 سنة، بعد خدمة كهنوتية دامت لأكثر من 43 سنة.
ولد الراهب القمص صرابامون الشايب، بإسم مراد فرح رزق الله، في ٨ مايو ١٩٥١ بمدينة الأقصر، وحصل على ليسانس الآداب جامعة القاهرة، وسيم راهبًا بإسم الراهب صرابامون بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون في يوم ٢٠ أغسطس ١٩٧٨، ثم أقام بدير الأنبا باخوميوس الشايب بالأقصر، وفي يوم ٧ مارس ١٩٨٢ نال رتبة القسيسية بيد المتنيح الأنبا أغاثون النائب البابوي للأديرة القديمة، ورقي بعد ذلك إلى رتبة القمصية بيد المتنيح البابا شنودة الثالث بدير الأنبا شنودة رئيس المتوحدين بسوهاج في ٢٨ مارس ٢٠٠٤.
وخدم القمص صرابامون، كأمين لدير القديسين بالطود أبًا محبًا باذلًا متواضعًا مستنيرًا حكيمًا وراعيًا لشعبه وأولاده محتملًا بشكر آلام وشدائد كثيرة، ثم تنيح بسلام بعد صراع مع المرض، في ظهر يوم الجمعة ٧ مايو ٢٠٢١، عن عمر يناهز سبعون عامًا.
ونعى الراهب الراحل، أحد أصدقائه قائلا "اختطف منا الموت في يوم عيد استشهاد القديس مارمرقس، أبونا الحبيب الراهب القمص صرابامون الشايب، وهو تاريخ ميلاده أيضا، إنها ليست صدفة، لقد فقدت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وأقباط العالم راهبا وكاهنا مميزا في كل شيء، فقد كان صوتا لمن لا صوت له، لقد دافع عن حقوق الأقباط ببسالة مميزة وغيرة غير معهودة في العصر الحديث، الذي كان له الدور الكبير في حل مشكلة كنيسة السيدة العذراء مريم بالعديسات بحري، لقد رحل بعد سبعين عاما من العطاء والبذل بلا حدود وتخطئ عقبات وتحديات تهز الجبال، لقد حول المقابر في مدينة الطود إلى دير من أشهر الأديرة القبطية في العالم، وإنشاء فيه خدمات تعليمية مثل دور الحضانة، وخدمات طبية مثل مستوصف، وخدمات ثقافية مثل مكتبة بها كتب نادرة وثمينة، وخدمات مهنية مثل مشغل للفتيات والسيدات، وإنشاء أكبر كنيسة في المنطقة داخل الدير، وكانت خدماته للجميع دون تفرقة لطائفة أو مذهب دون آخر، كان صديقا للمثقفين والكتاب ورؤساء مؤسسات حقوق الإنسان حول العالم، كانت له شخصية مميزة ونادرة، وكان حبيب الفقراء وقلبه مملوء بالمحبة والغيرة على الكنيسة والأقباط بطريقة غير عادية جعلته يتحدى كل شيء من أجل إنقاذ نفس بريئة، لكلا منا رسالة في الحياة وهو أتم رسالته على أكمل وجه، فهنيئا لك بالفردوس يا أبونا الحبيب، وننتظر صلواتك عنا ليعننا إلهنا كما أعانك".