السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مصر منتصرة على كل هذا الخطر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كنا نظن بِعد نجاح ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ أن الخطر على الوطن زال وإنزاح، فقد عاد الوطن المسلوب إلينا مرة أخرى، عاد جريحًا مريضًا ويحتاج لفحص شامل لكى يعود كما كان، لكننا وجدنا الوطن لا يحتاج فقط لفحص شامل بقدر ما يحتاج للدخول في العناية المركزة لكى يتماثل للشفاء، فالاقتصاد كان مُهلهلًا، الأمن كان مفقودًا، والفتنة كانت قائمة ولم تكن طوال عام حُكم الخونة نائمة، والمواطن المصرى الشريف كان خائفًا على بلده ولا مطلب له إلا تخليص مصر من حُكم تُجار الدين.
ولم نهدأ وبدأنا بعدها مرحلة أخطر، فقد زحف الإرهاب إلينا وأطل برأسه وتمدد وتوغل، وإنتشرت ميليشيات إخوانية مُسلحة ومُدربة وفاقدة عقلها وسلمتهُ للمُرشد ورجاله، يأمرها بالتفجير تُفجِر، يأمرها بالإغتيالات تُنفِذ، يأمرها بإشعال سيناء يُشعلونها، يأمرها بالهدم والتكفير تهدِم وتُكفِر.. واجه أبطال الجيش والشرطة هذا الخطربكل جسارة، ونجحوا في إستئصال هؤلاء من طريق المصريين، وساد الأمن والأمان.
بعدها ظهر "خطر" جديد على مصر وهو الصراع على غاز شرق البحر المتوسط، كان لزامًا على مصر أن تتحرك لتأمين ثرواتها في المنطقة، إستعدت مصر جيدًا وأبرمت إتفاقيات لترسيم حدودها البحرية في البحر المتوسط بالتوازى مع الحرص على تطوير التسليح وإقتناء أحدث أنواع الفرقاطات والغواصات وحاملات الطائرات، وتم إستغلال مياهنا الإقليمية وإستقدام شركات عالمية للتنقيب عن الغاز وأسفر عن "حقل ظهر" للغاز، ويقف رجالنا يحمونه ويحمون مياهنا الإقليمية بكل إقتدار
سريعًا كانت الحدود الغربية مع "ليبيا" مشتعلة، كان التحدى كبيرًا، فقد إنتشرت هناك الميليشيات المسلحة لكن بمُسميات مختلفة منهم من يطلق على نفسه "أنصار الشريعة" ومنهم من يقول إنه: داعش، ومنهم من ينتمى لـ"فجر ليبيا" و"الجماعة الإسلامية المقاتلة المسلحة" ومنهم تابعون لمجلس شورى مجاهدى درنة، وأخرون منتمون لتنظيم "المرابطون" لكنهم في حقيقة الأمر تابعون لتنظيم القاعدة ومأجورون ولا علاقة لهم بالدين.. لكن "مصر" رسمت الخط الأحمر في "سرت الجفرة" وساهمت في توحُد الأشقاء في ليبيا عبر المسار السياسى ودعمت استقرار ليبيا.. فإنعكس ذلك على تأمين الحدود الغربية.. وانتهى الخطر بعد التصدى له بكل قوة
تحدٍ وراءه تحدٍ أكبر، اختبار صعب وراءه اختبار أصعب، خطر شديد وراءه خطرًا أشد، فمن تهديد الحوثيين في اليمن للملاحة في مضيق باب المندب، إلى أزمة كورونا والمعاناة الاقتصادية في كل دول العالم وعودة مصريين بالخارج من جراء تفشى الكورونا في معظم الدول.. كنا أقوياء في تصدينا لكل هذه المخاطر، تأثرنا لكن تأثرنا كان قليلًا بالمقارنة بدول اخرى.
والآن نحن أمام خطر كبير بعد فشل المفاوضات مع إثيوبيا حول ملء وتشغيل سد النهضة، ونطالب بإتفاق ملزم، موقفنا هذا يتطابق مع الموقف السودانى، وطالبنا المجتمع الدولى بالتدخل، توجهنا بخطابات رسمية للأمم المتحدة ومجلس الأمن وجميع دول الاتحاد الأفريقي، تدخلت أمريكا وجاء "جيفرى فيلتمان" المبعوث الخاص للرئيس الأمريكى ليزور الدول الثلاث، عقد لقاءًا مع الرئيس السيسي الذى قال له: قضية المياه وجودية للشعب المصرى ومصر لن نسمح بالمساس بمصالحنا المائية أو المساس بمقدرات شعبها وعلى المجتمع الدولى تحمُل مسئولياته.
"مصر" تسير في ملف سد النهضة بشكل مدروس، تفاوض ثم تدويل وتدخُل الأطراف الدولية.. وإنا لمنتظرون وواثقون أننا في النهاية مُنتصرون.