يعتبر تنظيم الإخوان أخطر على العالم من تنظيم داعش، وبعد سقوط الإخوان في مصر 2013 بدأ خطر الجماعة الإرهابية يظهر للعالم حيث لجاء الإخوان لدول أوروبا منها ألمانيا والنمسا حيث تزايدت عمليات شراء الأراضي من قبل الجماعة الإرهابية في مختلف ألمانيا والنمسا.
وتهدف الجماعة الإرهابية من شراء الأراضي إلى تشييد مساجد ومراكز تستخدم في تجنيد أعضاء جدد للتنظيم، وبذلك تعتبر جماعة الإخوان الإرهابية تمثل خطرًا على أوروبا بشكل يفوق ما تمثله داعش.
لذلك عملت ألمانيا في الفترة الأخيرة كشف تاريخ التنظيم الإرهابي في أوروبا وخططه في استغلال المراكز الإسلامية ودور العبادة من أجل أجندته التخريبية، كما سلطت ألمانيا على دور تنظيم الإخوان الإرهابي في تلك المراكز وبؤر انتشاره وحركة الأموال المشبوه.
وأعلنت الداخلية الألمانية الأربعاء الماضي، حظر منظمة "أنصار الدولية" وأجنحتها، التي تمول جماعات تابعة لتنظيم الإخوان الإرهابي.
حظر المنظمة الذي يعد ضربة لتنظيم الإخوان، وتجفيفا لمنابع تمويل أذرعها في العالم، أعلنه وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر، مؤكدا أن العديد من المنظمات التابعة للمنظمة تم حظرها أيضا.
وقال ستيف ألتر المتحدث باسم زيهوفر، عبر موقع تويتر، إن "الشبكة تمول الإرهاب حول العالم بالتبرعات" التي تجمعها.
يقظة الاستخبارات الألمانية
ومنذ فترة أدركت السلطات الألمانية خطورة الجماعات التي تتخذ من ألمانيا مقرا لها بعناوين إنسانية ظاهريا، فيما تمول أنشطة إرهابية في الخارج، ويوفر لها تنظيم الإخوان الدولي يافطة الدفاع عن حقوق المسلمين المهاجرين في البلد الأوروبي.
الاستخبارات الألمانية بتشجيع من أحزاب سياسية وازنة في البلاد، ركزت في السنوات الأخيرة على تتبع تمويلات الإخوان والمنظمات المقربة منهم، بهدف تجفيف منابع التمويل الموجه للنشاطات غير المشروعة.
وتسعى السلطات الألمانية إلى دعم الإسلام الوسطي المعتدل ورموزه الكبيرة، بعيدا عن منهج المتطرفين والجماعات الإرهابية.
وتطلب عدد من الولايات الألمانية ونشطاء وساسة ووسائل إعلام حظر جماعة الإخوان، ووصلت الرسالة إلى استخبارات ألمانيا التي استنتجت أن جماعة الإخوان أكثر خطرا على الديمقراطية الألمانية من تنظيمي "داعش" و"القاعدة" الإرهابيين. ويرى مراقبون أن التحذيرات الأمنية الألمانية الصادرة مؤخرا بشأن النشاط المتزايد لجماعة الإخوان الإرهابية، وخطورتها على المجتمع الألماني، سوف تؤدي إلى تضييق الخناق على التنظيم والجمعيات التابعة له في برلين وعدد من الدول الأوروبية، وربما حظره في المستقبل.
وتضرب النمسا مثالا قويا لكل أوروبا في طريقة التعاطي مع تنظيم الإخوان الإرهابي، سواء من خلال حظر شعاراته أو توجيه ضربات أمنية لقواعده. وتلقت الإخوان الإرهابية ضربات قوية في النمسا خلال العامين الماضيين، بدءا من إدراج شعاراتها في قانون حظر رموز التنظيمات الإرهابية، وصولا إلى مداهمات ٩ نوفمبر الماضي التي استهدفت جمعيات وأفراد على صلة بالجماعة. ودخل قانون حظر رموز التنظيمات الإرهابية حيز التنفيذ في النمسا في مارس ٢٠١٩، ويستهدف عددا كبيرا من التنظيمات الإسلامية واليمينية المتطرفة. وتتراوح عقوبات استخدام شعارات التنظيمات المستهدفة بالقانون بين غرامات مالية كبيرة والسجن.
وفي ٩ نوفمبر الماضي، نفذت الشرطة النمساوية مداهمات في ٤ ولايات اتحادية، بينها فيينا، استهدفت أشخاصا وجمعيات مرتبطة بالإخوان الإرهابية.
وخلال المداهمات فتشت الشرطة أكثر من ٦٠ شقة ومنزلا ومقرا تجاريا وناديا، وألقت القبض على ٣٠ شخصا مثلوا أمام السلطات لـ"الاستجواب الفوري"، قبل إطلاق سراحهم وفق بيان رسمي.
نشاطاتٌ دعوية فمعاهد تعليمية ومنظمات إغاثية.. لا تلبث أن تكشفَ عن تنظيماتٍ سرية لديها قوائم قتلٍ واغتيال، ثم صدام محتوم مع الدولة والمجتمع.. هذه دورة حياة التنظيم الإخواني.. وهو ما نشهده اليوم في النمسا.
ستة أشهر من التحقيق وما زال الادعاء النمساوي يفكك خيوط الشبكات الإخوانية بعد المداهمات التي طالت ٦٠ هدفا و١٠٠ مشتبه به، ومصادرة أموال وحسابات بنكية في ٤ مقاطعات نمساوية في نوفمبر الماضي.
الصحفي البارز وكاتب أول تقرير فجّر ملف "قائمة الأعداء" ستيفن بايج أكد بأن التحقيق لن ينتهي قبل بداية العام المقبل، لأنه يتطلب وقتا طويلا قبل أن تذهب القضية للمحكمة ".
وكشف بأن اسمه مدرج على "قائمة الأعداء" التي تُعدُّ بمثابة تهديد بالقتل من قبل الإخوان والتي ضمت أكثر من ٤٠ اسما عرف منهم النائب النمساوي السابق إفغاني دونمز، والصحفيان العربيان، كوثر سلام وعامر البياتي.
بيج استبعد حظر الجماعة بالكامل في النمسا، لأنها تنشط تحت ستار الجمعيات والمساجد والمجالات الإنسانية والثقافية، ولا تعلن عن نفسها باسم جماعة الإخوان.
ولكنه أكد أن مصير الجماعة في النمسا في حال إدانتها يتراوح بين مآلين، أدناهما حظر جمعيات بعينها تنشط في شبكة الإخوان، استنادا إلى نتائج التحقيقات، وأقصاهما توسيع قانون مكافحة النازية ليشمل مكافحة الإسلام السياسي برمته.
وأكد خبراء في تصريحات لـ"البوابة"، أن كثيرا من الدول الأوروبية باتت في الوقت الراهن تدرك حقيقة التنظيم، ودوره في تفريغ العناصر الإرهابية.
من جانبه قال هشام النجار، باحث في شئون الحركات والإسلامية، إن أوروبا إذا تريد محاربة الإرهاب، فعليهم تجفيف منابع تمويله". وأضاف النجار في تصريحات لـ"البوابة"، أن الجماعة ومنظمة أخرى تابعة لها "تنشران نظرة سلفية في العالم وتمولان الإرهاب في مختلف أرجائه تحت ستار المساعدات الإنسانية".
الإخوان رأس الإرهاب
بينما قال محمد ربيع الديهي، باحث في شئون الحركات الإسلامية، إن حظر جماعة الإخوان في ألمانيا والنمسا يعتبر ضربة موجعة للجماعة الإرهابية بعد رفض الجماعة الإرهابية من الشعوب العربية وتخلي الدول المانحة والداعمة للجماعة عنها وإبرام اتفاقيات تصالح مع الدول العربية.
وأضاف الديهي في تصريحات لـ"البوابة"، أن عناصر الجماعة الإرهابية كانوا قد بدءوا في التوجه ناحية أوروبا خلال الفتره الأخيرة خوفنا من تسلمهم لدولهم خاصة وأن أغلبهم مطلوبون على زمه قضايا تتعلق بالإرهاب والتحريض على العنف.
وأشار، إلى أن قرار ألمانيا والنمسا بمثابة انتصار جديد لوجه النظر العربية عموما والمصرية خصوصا والتي سبقت وأن حظرت المجتمع من خطر تلك الجماعة وفكرها الإرهابي فحظر ألمانيا للجماعة الإرهابية جاء بعد تأكدها من الإخوان متورطين في أعمال إرهابية وعنف فضلا عن عملهم كجواسيس لصالح بعض الأنظمة التي تقوم بتمويلهم ودعمهم ماديا.
وأكد "الديهي"، أن ألمانيا قد استشعرت الخطر الإخواني مؤخرا بعد أن انتشرت الجماعة في الداخل الأماني بصورة كبيرة وسعت للسيطرة على المنابر والجمعيات الخيرية التي تستغل كستار لأعمالهم الإرهابية. وأوضح، أن قرار النمسا بحظر تلك الجماعة فهذا القرار جاء بعد ضلوع عناصر إخوانية في الأعمال الإرهابية وعنف في الداخل النمساوي لا شك أن القرار كان يناقش قبل العمليات الإرهابية التي وقعت في النمسا العام الماضي إلا أن تورط الإخوان عجل من سرعة إصدار القرار وغيرها من القرارات.
وتايع: أن الموقف الأوروبي الذي يبدوا واضحا الآن تجاه جماعة الإخوان جاء بعد تأكد المجتمع الدولي من صدق وصحة الرؤية المصرية لمحاربة الإرهاب والتي تقوم على ضرورة تجفيف منابع الإرهاب والدول الداعمة وتعد الجماعة المحظورة هي حلقة الوصل الأساسية ونقطة الانطلاق للعديد من الافكار الإرهابية بل وعلى تواصل مع تلك الجماعات.
جهود مصر احترافية
يقول إبراهيم ربيع، وهو قيادي منشق عن الجماعة الإرهابية، إن حظرت مصر تنظيم الإخوان في ديسمبر ٢٠١٣، عقب تورط عناصر الجماعة في أعمال العنف التي شهدتها البلاد عقب عزل محمد مرسي، الرئيس الأسبق المنتمي للجماعة الإهابية، ووفقا لأحكام قضائية سُجن آلاف من قادة وعناصر الجماعة، كما حكم على المئات منهم بالإعدام في محاكمات جماعية، كما حذا عدد من الدول العربية حذوها وحظرت الجماعة أيضا يعبر جهود عظيم من الدولة المصرية عبر أجهزتها السيادية وكذلك الدبلوماسية المصرية قامت باحتراف ومصداقية بوضع دول العالم الغربي أمام مسئولياته تجاه شعوبها أولا، وتجاه الإنسانية في المقام التالي".
وأضاف ربيع في تصريحات لـ"البوابة"، أن نتيجة هذه الجهود بدأ العالم يدرك قناعات الدولة المصرية تجاه هذا التنظيم الذي يمثل خطرا حقيقيا على هوية الدول واستقرارها".
وأشار، إلى أنه عندما وقفت إرادة مصر عام ٢٠١٣، لتعطي إشارة البدء بإنهاء وجود تنظيم الإخوان بمصر، وكان هذا جزء من قرار استراتيجي بإنهاء التنظيم الذي يعتبر كيانا موازيا يبدد الهوية الوطنية ويمزق الانتماء في مصر ثم في الإقليم ثم في العالم تباعا".
وتابع: "تنظيم الإخوان السري هو سرداب يتم فيه تصنيع كل التنظيمات الوظيفية الإرهابية ومنها القاعدة، وداعش، وأنصار بيت المقدس، وجند الشام، وحسم، وفجر ليبيا.. وغيرها".
وتابع، أن "أجهزة الدولة المصرية المعنية قامت بالتعاون الإقليمي والدولي كالمخابرات والخارجية بعدد من التحركات المعلنة وغير المعلنة لتفعيل هذا القرار الاستراتيجي، وتقديم مبرراته لكل دول الإقليم والعالم وتقديم الوثائق الدالة التي تثبت خطورة هذا التنظيم على تماسك الدولة الوطنية والسلام العالمي، وإقناع كل من يهمه الأمر بضرورة اتخاذ إجراءات حقيقية في حصار التنظيم والتوقف فورا عن دعمه وإيواء عناصره وإنهاء وجوده". في السياق ذاته، قال مصطفى أمين، باحث في شئون الحركات الإسلامية، إن تغير الموقف الألماني من جماعة الإخوان، من داعم قوي له وحليف، إلى تحذيرات من خطورته، هو أمر طبيعي واستجابة للتقارير التي تتحدث عن نشاط الجماعة وربطها بما يحدث في ألمانيا نشاط لليمين المتطرف، ومعاداته لكل ما هو إسلامي وبالأحرى نشاط الإخوان عبر مقر التنظيم الدولي، والذي بدأ من ألمانيا في مسجد ميونيخ".
وأضاف أمين في تصريحات لـ"البوابة"، أن حركة الأموال المشبوهة للجماعة الإخوان هي الركيزة الأساسية للدول أوروبا للكشف عن تمويل الإخوان للمنظمات إرهابية وتلك التحذيرات سوف تسهم في تضييق الخناق على حركة الإخوان في أهم دولة أوروبية، وتغيير من صورة الجماعة كجماعة مضطهدة"، وفقا لمزاعمها.