تلعب الموسيقي والأغاني في العرض المسرحي دورا مهما بجانب المحتوي الذي يقدمه النص، وهناك عدد من الملحنين لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة تقوم على أكتافهم عملية استكمال جمال العروض المسرحية وتعميق محتواها وإعطاء الإشارات الدالة والرسائل المبطنة من خلال أغاني المسرحيات خاصة في أقاليم مصر.
وفي المقدمة منهم الملحنان إيهاب حمدي من الفيوم وعبدالله رجال من الدقهلية فهما لم يكتفيا بدورهما في التلحين بل أصبح كل منهما مؤسسة كاملة تلحينا وتوزيعا وتسجيلا ومكساجا، فقد أقام كل منهما من سنوات بعيدة ستديو في بيته فبعثا الاطمئنان لدي المخرجين في الأقاليم كونهم سيجدون هذه الخدمات متاحة خارج القاهرة، وبأسعار " على قد الإيد " فيشجعهم ذلك على استكمال جماليات العروض المسرحية بموسيقي وألحان مسجلة نقية الصوت.
المبدع الأول الذي تعرفت إليه من ربع قرن هو الفنان إيهاب حمدي الذي كانت بدايته في استقاء معارفه عن دور الموسيقى والأغنية الدرامية وأهميتها داخل العرض المسرحى على يد أساتذة أشهد لهم من واقع معرفتي بهم إنهم من مؤسسي مسرح الوعي والجمال بالفيوم مثل محمد حمد وصلاح حامد وعزت زين، والأخير رافقه إيهاب حمدي في كل عروضه المسرحية منذ أن قدما معا عرض " مات الملك " للفرقة القومية بالفيوم وإلى الآن، والراحل المبدع الكبير صلاح حامد من شهداء محرقة بنى سويف الذي قام معه بالتأليف الموسيقى لعرض " الغاب والناب "، وكانت نقلة نوعية لإيهاب حمدي لأنه كان عرضا من نوعية عروض " الدراما الحركية ".
كان إيهاب حمدي من أوائل من قاموا بفكرة تسجيل الأعمال في الاستوديو ونقل موسيقى المسرح وأغانيه من الموسيقى الحية إلى المسجلة لضمان الجودة والوضوح وتخفيض التكاليف وأيضا التوثيق لأكثر من ١٠٠ عرض مسرحى لمعظم فرق قصور الثقافة على مستوى الجمهورية، وفاز بالكثير من الجوائز في معظم المهرجانات وتعاون مع عدد من المخرجين المبدعين يأتي في مقدمتهم المخرج عزت زين الذي قدم معه مسرحيات اتفرج بس، والليلة نضحك، ومأساة الحلاج، وعاشق الروح، ولعبة الموت، والإسكافي ملكا وتعاون مع المخرج أحمد طه في مسرحيات هبط الملاك في بابل، ودون كيشوت، وحرية المدينة وقدم مع المخرج محمد حجاج مسرحية سجن ٥ نجوم وكل عروض مسرح الطفل بالفيوم ومؤلفات الأديب منتصر ثابت والأديب الكبير حمدى الجابرى وانتقلا سويا لعروض من إنتاج البيت الفنى ومسرح البالون،
وقدم مع المخرج أحمد البنهاوى مسرحية ألو يا مصر وأرض لاتنبت الزهور ومنمنمات تاريخية، ومع المخرج حمدى حسين مسرحية أوديب وشفيقة، وقدم مع المخرج أشرف حسنى أوركسترا عطيل، ومع المخرج الشهيد بهائى الميرغنى مسرحية على عليوة، كما قدم العديد من العروض في بيت ثقافة البدرشين مع المخرجين عادل حسان وحمدى حسين ومع المخرج محمد حمد مسرحية عريس لبنت السلطان، ولا يزال يبدع ويجعل بيته مؤسسة للجمال.
الفنان الثاني هو عبدالله رجال وهو من مواليد السنبلاوين بالدقهلية، والذي تعرفت عليه عن قرب من عامين، فأسعدني التعرف على عالمه الفني النبيل.
احترف عبدالله رجال المجال الموسيقي منذ ١٩٨٠ ثم بدأ التلحين الدرامي للمسرح منذ ١٩٩٦ فحصد عن عمله الأول جائزة أفضل ملحن بالمهرجان الإقليمي لشرق الدلتا عن عرض على الزيبق مما ثبت أقدامه في هذا الحقل، فقدم أوبريت شهرزاد للفرقة القومية بالشرقية، وحصد به المركز الأول بمهرجان الفرق القومية ثم أعيد توزيع الأوبريت مرة أخرى وقُدم على مسرح الهناجر بدار الأوبرا فنال نجاحا كبيرا وأيقن أن هذا المجال هو مستقبله الفني فقدم أوبريت ليلة من ألف والجنيه المصري، وأوبريت آخر أيام سقراط وعرض الهلالية للفرقة القومية بالمنصورة، وحصدت عروضه لهذه الفرقة المراكز الأولي
ولحن لكثير من فرق مصر القومية بأقاليمها المتعددة، فقدم عزيزة ويونس لفرقة الأقصر والنصابين لفرقة السويس، وسلطان الحرافيش للفرقة القومية بطنطا، ونال المراكز الأولي عن هذه العروض كأفضل ملحن
أصبح عبدالله رجال مطلب كبار المخرجين فعمل مع المخرجين الراحلين محسن حلمي، فهمي الخولي، والمخرج سمير العدل، ومع مخرجي الأقاليم أحمد عبدالجليل، سمير زاهر، رشدي إبراهيم، حلمي سراج، رأفت سرحان، رجائي فتحي، على سعد، عادل بركات، خالد حسونة، سامح بسيوني، السيد فجل، عبدالمقصود غنيم، وحقق معهما مراكز أولي ومتقدمة في مهرجانات المسرح، كما عمل أيضًا بمسرح الجامعة ومسرح الشركات وفرق هواة المسرح وحصد الكثير من جوائزها لسنوات متتالية.
لا يقتصر دور عبدالله رجال على التأليف للمسرح بل يقوم بتدريب الشباب والأطفال لإكسابهم الفن وقيمه وتحكيم المسابقات ودعم وتشجيع المواهب.