التطوير في التعليم يحتاج إلى إجراءات وآليات أعمق من الذى نراه الآن، لتحقيق نتائج المنظومة، التى يتمناها أى ولى أمر ومعلم في مصر، بينما نحن ضد آلية التنفيذ غير المدروسة، المتسرعة المبدوءة من أعلى الهرم، وضد الطريقة التى يتم بها التطوير التى لا تناسب الواقع الفعلى.
لسنا ضد التطوير ولا أعداء نجاح، مآساة أولياء أمور طلبة الثانوية العامة، الذين يمثل أبناؤهم كل آمالهم في الحياة، بذلنا من أجلهم الغالى والرخيص، كانوا متفوقين إلى أن جاء هذا التطوير المفاجئ بعد أن قضوا سنوات في نظام تعليمى بات مختلفا.
لقد شاهدنا تجارب سابقة كثيرة في موضوع التطوير، وشاهدنا أيضا نتائجها بدءًا من إلغاء الصف السادس الابتدائى ثم عودته بامتحانات وكنترولات عامة ثم جعلها سنة نقل، مرورا بـ ثانوية عامة سنتين ونظام تحسين المجموع وحصول بعض الطلبة على مجموع فوق الـ ١٠٠٪ ثم الرجوع عن ذلك وعودتها عام واحد.
هل الوزارة مستعدة لأزمات التابلت من ضعف إنترنت، وسقوط السيستم، وعدم تمكن الطالب من دخول الامتحان أو الخروج المفاجئ منه أو عدم تمكن الطالب من إرسال الامتحان كما حدث في الامتحان التجريبى..؟!
وهل لنا أن نطمئن لإجراء هذه التجارب في سنة مَصِيرية تحدد مستقبل طالب بل مستقبل أسرة بأكملها؟!
أتعجب كثيرًا لما ذكره وزير التعليم تعقيبا على مطالبة أولياء الأمور بإجراء حوار مجتمعى فكان رده
"مفيش دولة يتم بناء مناهجها على ما يطلبه المستمعون وإيه اللى يريح الناس".
ونحن نقول أولادنا ليس حقل تجارب، لذلك نعترض، فنحن من نجنى الثمار.
لذلك أرى انه لا بد أن هذا التطوير يعاد ترتيبه بالشكل الصحيح، حفاظا على الأجيال القادمة، من أولى ابتدائى ويستمر معهم مرحلة مرحلة مع تطوير البنية التحتية والتدريب المستمر للمدرسين وتطوير المناهج حتى نصل إلى قمة الهرم ونتأكد من نجاح التجربة.
ولابد من طباعة الكتب المدرسية وتسليمها للطلاب فلا غنى عن الكتاب المدرسي أبدا، فعدم طباعة الكتاب المدرسي روج للكتب الخارجية وملازم المدرسين.
وضرورة، عودة الروح للمدرسة بطلابها ومدرسيها وحصصها فهى الأساس في العملية التعليمية، وعدم إغفال المدرس من عملية التطوير والتدريب وإعطاؤه حقه ماديا وتقديره معنويا وأدبيا.
وبناء عليه أيضا، من الضروري أن تتم امتحانات الثانوية العامة هذا العام بنظام الامتحان الورقى و"أوبن بوك"، وبنفس نوعية الأسئلة الحديثة التى اعتاد عليها الطلاب في الصف الأول والثانى الثانوى لكن دون تعقيد على أن تكون من الكتاب المدرسي.
والعمل على تطوير المناهج وجاهزية البنية التحتية بما يتناسب مع نوعية التعليم الإلكترونى، وكثافة الطلاب في المدارس