ما زال مسلسل تشكيل حكومة الاحتلال الإسرائيلية يلقي بظلاله، بعد فشل نتنياهو على مدى 28 يوما من تفويضه من الرئيس الصهيوني رؤفين يفلين في تشكيلها، وتكليفه لغريمه يائير لابيد من حزب "ييش عتيد" بتشكيلها.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية، أن لابيد حصل على دعم 56 عضوًا من الكنيست يمثلون حزبه وحزب العمل وميرتس وأمل جديد وأزرق - أبيض، وفصيلين من أحزاب القائمة العربية.
وذكرت القناة 12 الصهيونية أن لبيد ورئيس حزب "يمينا"، نفتالي بينيت، يسعىان إلى تشكيل حكومة بالمحاصصة بينهما في أقل من أسبوع، على خلفية إدراكهما أنه ستتزايد الضغوط من جانب رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، واليمين عمومًا، لمنع "كتلة التغيير" من تشكيلها كلما مرّ الوقت.
وذكرت القناة العبرية أن "كتلة التغيير" تقترب من الاتفاق على الخطوط العريضة للحكومة، والخلاف حاليًا يتمحور حول توزيع الحقائب الوزارية و"ضلوع الأحزاب العربية في الحكومة".
وتوجه بينيت إلى رفاقه في معسكر اليمين، وقال: "حان الوقت لإعادة حساب الطريق من جديد، فمن يأخذ إسرائيل إلى جولة أخرى من الانتخابات، لن يغفر له الجمهور".
وأضاف أن "جميع الأحزاب اليمينية مدعوة إلى حكومة وحدة واسعة، وأن الباب مفتوح أمام الجميع".
وفي هذا السياق، ذكرت القناة 13 الصهيونية أن بينيت ورئيس حزب "يش عتيد"، يائير لبيد، توصلا إلى اتفاق حول العديد من المسائل الخلافية.
وذكرت القناة أن لبيد وافق على طلب بينيت بتشكيل حكومة محاصصة متوازنة توزع بموجبها الحقائب الوزارية والمناصب الرفيعة بالتساوي بين الأحزاب اليمينية ومعسكر يسار الوسط.
وأوضحت أن الاتفاق يشمل أن تضم تشكيلة المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشئون السياسية والأمنية، خمسة وزراء من كل كتلة، على أن يُحسب حزبا "كاحول لافان" و"يسرائيل بيتنا" على كتلة لبيد.
وأشارت القناة إلى أن الخلافات القائمة في المفاوضات بين بينت ولبيد تتعلق بتوزيع حقائب وزارات القضاء والداخلية والتعليم.
ويتضمن العرض الذي قدمه لبيد لبينيت، تولي الأخير رئاسة الحكومة أولا بموجب اتفاق تناوب على المنصب، وذلك لمدة عامين وثلاثة أشهر، على أن يتولى بينيت لاحقا رئاسة الحكومة ويبقى في المنصب لفترة مماثلة.
كما يشمل الاتفاق تولي بينيت لاحقا منصب وزير الخارجية، على أن تتولى الشخصية الثانية في "يمينا"، الوزيرة السابقة، أييليت شاكيد، منصب وزيرة الأمن الداخلي أو منصب وزيرة الداخلية، كما سيحظى حزب بينيت بوزارتين إضافيتين.
ونقلت يديعوت أحرونوت عن مصدر رفيع المستوى في كتلة التغيير، أن تشكيل الحكومة في متناول اليد وعندما يتم الاتفاق بين بينت ويائير لابيد فسيتم القضاء على أحلام نتنياهو في إجراء انتخابات خامسة.
وبدأ نتنياهو في حشد اليمين المتطرف لشن حملة شعواء على اليسار، وعقد اجتماعا مع قادة معسكر اليمين، أمس الأول، وأعلنوا أنهم سيبقون موحدين في معارضتهم لـ"حكومة اليسار"، حسب وصفهم لحكومة تشكلها "كتلة التغيير"، وشارك في الاجتماع كل من رئيس حزب شاس، أرييه درعي، ورئيسي كتلة "يهدوت هتوراة"، يعقوب ليتسمان وموشيه غفني، ورئيس الكنيست، ياريف ليفين، وتغيب رئيس قائمة الصهيونية الدينية والفاشية، بتسلئيل سموتريتش، عن الاجتماع بسبب وعكة صحية.
وزعم نتنياهو أن لابيد يمثل حكومة "يسارية خالصة"، ستفشل في الدفاع عن إسرائيل في المحافل الدولية، وعلى رأسها المحكمة الجنائية في لاهاي، وستفشل في مواجهة المشروع النووي الإيراني، وستجمد الاستيطان وستمنع الأجيال المقبلة من الانخراط في الجيش الإسرائيلي".
ويواصل نتنياهو، محاولاته لإفشال لابيد وشق صف حزب يمينا المشارك له الذي يرأسه نفتالي بينيت، حسبما ذكر المحلل السياسي في صحيفة "معاريف"، بن كسبيت، حيث اقترح نتنياهو على إيليت شاكيد، الانشقاق عن حزبها والانضمام إلى حكومة يشكلها، مقابل تعيينها وزيرة للقضاء إضافة إلى 3 أماكن مضمونة في قائمة مرشحي حزب الليكود في الانتخابات المقبلة، وفقا لبن كسبيت. لكن انشقاق شاكيد لن يحل مشكلة نتنياهو، مما يؤكد أنه يسعى إلى منع تشكيل حكومة "كتلة التغيير" والتوجه إلى انتخابات خامسة.
كما أكدت يديعوت أحرونوت أن نتنياهو اقترح على عضو الكنيست من "يمينا"، أفير كارا، الانشقاق عن حزبه ايضا والانضمام إلى الليكود، مقابل منحه مكانًا مضمونًا في قائمة مرشحي الليكود لولايتين مقبلتين، إلى جانب تعيينه وزيرًا للاقتصاد في حكومة مقبلة.
كما رفضت عضو الكنيست إديت سيلمان من "يمينا" إغراءات بنيامين نتنياهو بمناصب كبيرة شريطة عدم الدخول في حكومة مع بينت.
وقالت سيلمان وفق موقع والا، "سأواصل العمل بكامل قوتي مع بينيت وسنعمل من أجل إقامة حكومة جيدة في إسرائيل في أسرع وقت ممكن، وأنا أومن بمسار بينيت والحركة اليمينية".